حوراء المغيزل، اسمٌ جديدٌ يدخل الحياة التشكيلية المحلية من خلال تدشين معرضها الشخصي الأول والمقام حالياً بنادي الفنون بمدينة القطيف. المعرض الذي عرضت فيه المغيزل، ما يقارب الثلاثين لوحة، مزج جملة من الخامات والتقنيات التي شكلت لوحات، تأرجحت موضوعاتها بين النخيل والحروفية والانتماء إلى الطبيعة والأرض، مستخدمة، تقنيات الطباعة بالشاشة الحريرية واللصق "الكولاجيه" إلى جانب استثمارها قدراتها الخطية العربية والزخرفية في لوحات لم تضل الطريق إلى وجدان الجمهور. صحيح أن توظيف الخط العربي في عدد من اللوحات، حروفياً، كان فسحة أرحب لتذوق العمل الفني لدى عامة المتلقين، إلا أنه أيضا، كاد أن يشوش على المشاهد، كون المعرض في الأساس ينتمي للفن التشكيلي الذي جاء الجمهور من أجله. الملفت في المعرض، أن الفنانة المغيزل استعارت لتسميات اللوحات، مجموعة كلمات عربية تنتمي إلى الزمن الجاهلي؛ حيث نقرأ في بداية المعرض لوحة صغيرة، تتضمن بيتاً شعرياً لبكر بن دريد، احتوى أيام الأسبوع وفق اللفظ الجاهلي: (أؤمّل أن أعيش وأنّ يومي بأوّل أو بأَهْوَن أو جُبَار أو التالي دُبَار أو فيومي بمُؤْنِس أو عَرُوبَة أو شِيَار) موزعة - المغيزل - بعض الكلمات الجاهلية على لوحاتها، مكتفية بتطعيم اللوحات بآيات وكلمات قرآنية، دون الاستعانة بالكلمات الجاهلية التي بقيت في الهامش ولم تستثمر داخل العمل الفني، بشكلٍ لو تم، لقدم مضموناً اكثر جدة للوحة الفنية، خصوصاً وأن وجود الخط كمفردة جمالية، كان سيجد في الكلمة الجاهلية تتمماً جمالية وإبداعية، على اعتبار ما تحمل هذه الكلمة العتيقة من غموض في المعنى، سيجردها ويذوبها فنياً مع بقية عناصر اللوحة التشكيلة، عوضاً عن استعمال الآيات التي اعتاد الفنانون وغير الفنانين على تطعيمها في الكثير من اللوحات والصور المعروضة. وهنا يمكن أن نتلمس للفنانة السعودية، العذر كون التجارب الأولى دائما ما يتم فيها حشد كل ما يملكه ويعرفه ويختزنه الفنان، في لاوعيه من أدوات وذاكرة، دون القدرة بالضرورة على مزج كل هذه الأشياء والعناصر الفنية في قالب هرموني منسجم. إلا أن كل ما سبق، ليس دليلاً على أبعد من أن حوراء المغيزل، قدمت أعمالاً اتسمت بالمثابرة ولوحات احتوت صوراً جمالية، أفصحت عن ولادة فنانة تشكيلية سعودية، تنتظر منها الساحة التشكيلية المزيد.