منذ زمن الدكاكين البسيطة، والأحياء الصغيرة، شكلت حصيلة المبيعات اليومية من الدراهم عبئاً ثقيلاً على من يتحملون حفظها وتأمين إيداعها في المصارف أو تصريفها في اليوم التالي.. وما بين الخوف من السطو على المحلات، وهاجس أمانة البائع ظلت الأمور تعتمد على سلوك الإنسان وأخلاقه.. وتشغل عملية توريد مبالغ الكاش التي تمثل المبيعات اليومية بال أصحاب المحلات التجارية بسبب حلقات قد تفقد يضيع خلالها ما يضيع من تلك المبالغ، خاصة في ظل غياب نظام الفوترة الصارم، كذلك عدم مطالبة أغلب الزبائن بالفواتير مما يجعل بعض الباعة يبيع السلعة بأكثر من قيمتها، ثم يفوترها بسعرها المحدد ويحصل على الزيادة لجيبه الخاص في بعض الأحيان، وذلك في ظل عدم وجود أسعار محددة على السلع في كثير من المحلات..كما يمثل الحفاظ على المبلغ الكلي للمبيعات اليومية هاجساً آخر لدى التجار..فحين تغلق المتاجر أبوابها، أين تبيت تلك المبالغ التي قد تكون كبيرة أحياناً.. تبدو العملية غير منظمة بالنسبة لكثير من المتاجر، فبعضها يعتمد على خزانة خاصة في المحل للحفاظ على تلك المبالغ، فيما يعمد آخرون إلى حشو تلك المبالغ في أجهزة الصراف الآلي إن كانوا أصحاب تلك المحلات أو يملكون بطاقات صراف خاصة بحسابات المحل، فيما يلجأ كثيرون إلى الخروج بالمبالغ في جيوبهم إلى صباح الغد كي يتم توريدها إلى المصرف..وأي يكن من الحلول السابقة ناجحاً في نظر البعض، فإنه في نظر المختصين في حلول الأعمال لا يشكل حلاً حقيقياً لهذه المشكلة، وأنه مجرد اجتهادات لن تريح بال أصحاب المتاجر . وبالرغم من تطور التقنية اليوم ومساهمتها في حل كثير من مشكلات واحتياجات قطاع الأعمال، إلا أنها اليوم لم تساهم بشكل فاعل في معضلة توجيه مبالغ الكاش التي تجمعها المحلات والمعارض بشكل يومي.. وذلك لصعوبة التعامل مع النقود، وكذلك ارتفاع تكلفة بعض الأفكار المطروحة كأن تتولى شركات خاصة تسلم تلك المبالغ من الفروع المختلفة والحفاظ عليها وتوريدها للمصارف وموافاة أصحابها بإيصالات القبض في اليوم التالي، كما أدى هامش الأمن في المملكة إلى سير الأمور بشكل عادي ..ووسط عجز التقنية عن تقديم حلول في هذا الشأن قال المهندس خضر عوف مدير تقنية المعلومات بإحدى الشركات المتخصصة في حلول الأعمال إن التقنية اليوم ساهمت في حل كثير من المشكلات للمصارف وقطاع الأعمال..إلا أنه أشار إلى أن مسألة توجيه المبالغ النقدية التي تتدفق من المعارض والمحلات التجارية من الصعوبة في مكان أن تتدخل التقنية وحلول الأعمال في حلها في الوقت الراهن..لكنه أشار إلى تنامي عمليات الشراء بالبطاقات الائتمانية وتلاشي عمليات الشراء بالنقد سيمكن التجار من تلافي ضغوط الحفاظ على مبالغ النقد التي تتجمع في المعارض في نهاية كل نهار.. وأكد أن تشجيع أصحاب المحال التجارية للمتسوقين على استخدام البطاقات عوضاً عن النقد من خلال تقديم حوافز خاصة سيمكنهم من السيطرة على هاجس التفقد النقدي ورعايته والحفاظ عليه إلى حين وصوله إلى البنك.