تفاقمت أعطال أكثر من 11 ألف صراف آلي في المملكة مع دخول العيد، ما أوقع الكثير من المواطنين والمقيمين في مواقف حرجة، رغم تأكيد البنوك ضخ أكثر من 40 مليار ريال في تلك الصرافات خلال إجازة العيد. واشتكي متسوقون بشدة من نفاد الأموال بالصرافات الآلية نتيجة عدم تغذيتها باستمرار وبما يتواكب مع الإقبال الشديد على الإنفاق في فترة عيد الفطر التي تشهد أعلى معدلات إنفاق طوال العام في المملكة. واستغربوا تساهل مؤسسة النقد مع البنوك وعدم إلزامها بتوفير النقود في الصرافات على مدار الساعة، مشيرين إلى أن ذلك من حق العملاء. وقال سامي أحمد: وقفت في طابور يمتد لعدة أمتار من أجل سحب مبلغ نقدي، إلا أنني عندما وصلت إلى ماكينة الصرف الآلي فوجئت بالرسالة المعتادة «الجهاز خارج الخدمة»، وتكرر الحال في أكثر من جهاز مما يعني إهمال غالبية البنوك في تغذية الصرافات بشكل يومي. وأشار إلى أنه مما يفاقم معاناتنا امتناع الكثير من المحال عن السداد ببطاقة «الفيزا» بدعاوى مختلفة، وبعضها الآخر يطالب بالكاش فقط، متسائلا عن أحقية هؤلاء في هذا التصرف الذى يلقي بظلاله على جدوى البطاقات البنكية في جيوب العملاء. أما سعيد العلي فقال إنه لم يفاجأ بأعطال الشبكة خلال العيد، لكنه ما يصدمه هو موقف مؤسسة النقد المؤيد للبنوك على طول الخط على حساب العملاء. وقال «إن ملايين العملاء لديهم حسابات جارية بالمليارات لا تدفع عليها البنوك أي فوائد، وفي مقابل ذلك تفشل في تقديم خدمة ذات موثوقية عالية في المواسم والأعياد بمبررات واهية». وأرجع كثرة أعطال الصرافات إلى عدم الاهتمام بالصيانة اللازمة لها، وسوء الاستخدام من جانب البعض، مشيرا إلى أن البنوك تفرغت فقط لإحصاء أرباحها السنوية دون أن تستمع إلى معاناة عملائها اليومية والعمل على إيجاد حلول لها. من جهته، قال مصدر بنكي إن أعطال الصرافات الآلية وقتية خاصة في المواسم فقط، نتيجة التدافع الكبير على استخدامها رغم طاقتها الاستيعابية المحدودة. وأوضح أن هذه الأعطال واردة في أي مكان من العالم، مشيرا إلى حرص البنوك على تغذية الصرافات يوميا خاصة في المواسم لمواكبة الزيادة على الطلب. وقدر عدد عمليات السحب في الأيام الأخيرة من رمضان بحوالى ثلاثة ملايين عملية يوميا مما يشكل ضغطا كبيرا على الشبكة.