انتقدت غزة، بشدة تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واتهمته بمحاولة تصدير أزمته الداخلية في الضفة وتحويلها إلى مساجلة إعلامية مع الحركة. وقال الناطق باسم حكومة اسماعيل هنية في تصريح نقلته وكالة "صفا" المحلية، إن خطاب عباس "تعبير عن حالة الإفلاس وفشل مشروعه السياسي والاقتصادي وهو يستعيد خطاب الانقسام التوديعي". واستنكر المتحدث طاهر النونو وصف انتفاضة الأقصى عام 2000 ب "المدمرة"، قائلاً إن وصفه مغالطة تاريخية وتنكر لدماء الشهداء. وكان عباس هاجم "حماس" بشدة في مؤتمره الصحافي في رام الله أول من أمس، معلناً أنه لا حوار معها قبل أن تسمح بعمل لجنة الانتخابات المركزية، ووجه انتقادات حادة للدول التي تستقبل قادة "حماس" كممثلين عن الشعب الفلسطيني. ورأى النونو أن ذلك "فشل سياسي وتخبط ولا يعلم كيف يخرج من أزمته الداخلية، لذلك ينتقد حماس والقاهرةوطهران والدول العربية" الأخرى. وقال إن عددًا من العواصم العربية استقبلت هنية وليس فقط القاهرة "وبالتالي انتقاده موجهٌ لكل الدول العربية". ونفى النونو ما قاله عباس من أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أكد عدم دعوته لاسماعيل هنية لحضور قمة عدم الإنحياز في طهران قبل أسبوع. وقال النونو إن "عباس أحرج نفسه بتناول هذا الموضوع لأن نائب الرئيس الإيراني هاتف هنية ودعاه لحضور القمة". وحول اتهام عباس الحكومة بغزة بعدم توريد فواتير المقاصة إلى رام الله، قال النونو إن عباس يحاول تحميل حركة حماس أزمته الناتجة عن فشل سياسته الاقتصادية "في حين يعلم الجميع أن الأزمة بسبب فشله وليس بسبب حماس". ووصف المتحدث باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، بدوره، خطاب عباس بأنه "توتيري يعزز الانقسام"، معتبراً أن "الخطاب كان تعبير حقيقي عن الإفلاس السياسي والاقتصادي". وقال إن "عباس حاول إسقاط فشل مشروعة على حركة "حماس"، لافتاً إلى أنه كان لديه محاولة واضحة لتصدير فشلة الداخلي". واعتبر أن حديث عباس بأن "المصالحة هي الانتخابات"، بمثابة "تنصل من اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة حيث تم الاتفاق على أن تعالج الملفات رزمة واحدة.. وهذا تنصل واضح". وأضاف برهوم "عباس انتهت فترة ولايته القانونية، وهو منقوص الشرعية".