منذ خسارة المنتخب السعودي لمواجهته امام استراليا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2014م في البرازيل والتي ضاعت معها احلام بلوغ المونديال العالمي والشارع الرياضي يترقب تحركات جادة تعيد صياغة "الاخضر" واعادة هيبته المفقودة التي اهدرت بين عشية وضحاها، والظاهر ان شيئا من ذلك لم يحدث ويبدو انه لن يتحقق، فقد كشفت المواجهة الودية الاخيرة التي خاضها المنتخب السعودي امام المنتخب الاسباني وانتهت لصالح الاخير بنتيجة 5-صفر ان الأول الذي واجه استراليا هو ذات المنتخب الذي واجه اسبانيا وان بوادر التغيير لم تظهر اطلاقا لا على التشكيلة التي لعبت اللقاء ولا حتى من ناحية الهوية الفنية التي جعلت "الاخضر السعودي" تائها حتى وهو يواجه اقوى منتخب في العالم وبطل اوروبا في نسختها الاخيرة، فالمواجهة الاخيرة افرزت ان العلة فنية اولا ومن ثم عناصريا واخيرا وليس آخرا احترافية ادارية، فقد قدم المنتخب مستوى متهالكا باستثناء بعض المحاولات الفردية التي قام بها عبدالعزيز الدوسري في وسط الملعب بمساعدة من سعود كريري وسلطان البيشي وما عدا ذلك لم يشعر المتابع ان هناك بوادر تدخلات فنية من قبل الجهاز الفني بقيادة المدرب الهولندي ريكارد حتى على مستوى التنظيم الدفاعي الذي ظهر وكأنه (طريق مفتوح) للهجوم الاسباني. ومهما استبشرنا خيرا بملاقاة منتخبات قوية تعطي فائدة كبرى من خلال الاحتكاك بلاعبيها ونجومها الا ان "الاخضر" سيظل يعاني ان استمر النهج الفني كما هو عليه والذي بدا واضحا بأنه لم يتغير منذ استلام الهولندي ريكارد المهمة الفنية وبالتالي خسرنا على اثرها مباريات ونقاطا امام فرق كنا نعتقد بأننا الافضل منها امكانيات ولكن الواقع بأنها تقدمت علينا واصبحت هي الافضل. لذلك يجب ان نعترف ان اولى خطوات التصحيح تبدأ من خلال الاستعانة بجهاز فني طموح يبدأ من مرحلة البناء حتى يصل لمرحلة الحصاد، ونظن ان المدرسة الاوروبية لا تهتم سوى بالجاهز والواقع يفرض نفسه بأننا لا نملك لاعبين جاهزين ولا ضير ان نبدأ معهم من نقطة الصفر ونعد لاعبين قادرين على اعادة هيبتنا المفقودة وربما تكون اولى الخطوات بإبعاد ريكارد الذي بدا واضحا انه يقضي فترة نقاهة تدريبية في السعودية واستمراره سيقود "الاخضر" الى المزيد من الخطوات نحو الوراء، ويجب ان نبدأ من الان في البحث والاستعانة بالمدارس التدريبية التي يبحث ابناؤها عن مجد شخصي ولن نجد افضل من المدرسة الامريكية الجنوبية. وحتى يعود منتخب آسيا 84 و88 و96 في سنغافورة والدوحة وابوظبي فعلينا البحث ايضا عن عناصر تكون ذات كفاءة وقادرة على تمثيل منتخب بلادها خير تمثيل وهناك اسماء شابة فرضت نفسها مع "الاخضر السعودي" في مونديال الشباب في كولومبيا تحتاج الى توليفة مع بعض الاسماء التي تستطيع العطاء لاربعة اعوام مقبلة ونبني منتخبا قادرا على تشريف الكرة السعودية خير تشريف، اما الاسماء التي اثبتت انها غير قادرة على العطاء وتشبعت ماديا ومن النجومية والشهرة والاضواء فبالامكان ان تواصل مسيرتها محليا فربما يتوقف هدفها وطموحها هنا. والاهم من هذا وذاك اعادة صياغة انظمة الاحتراف وتطوير اللاعبين لدينا فليس من العدل الارقام الفلكية التي يحصل عليها اللاعبون مقابل ساعتين يوميا وغياب الرقابة واللامبالاة التي تبدأ من الاندية ويدفع ثمنها الكرة السعودية، فالخلل واضح ومعروف ولكن يا ترى من يمتلك ذرة احساس لاعادة منتخب فقد هيبته وحضوره واصبح لقمة سائغة امام المنتخبات الاخرى؟!