حمل حديث المدير الفني الهولندي للمنتخب السعودي فرانك ريكارد خلال أول مؤتمر صحافي يعقده منذ توقيعه عقد تدريب “الأخضر” الكثير من المغازي التي لفت اليها الاعلاميون، ورد بثقة متناهية على (المطبات) التي اخترعها الاعلاميون، وتجاوز الاسئلة المفخخة، في نهج ربما يحدث لأول مرة في السعودية، فقد أبان الهولندي ريكارد أنه تابع العديد من المباريات المسجلة للمنتخب السعودي أخيراً، بجانب مباراتي هونغ كونغ ذهاباً وإياباً ضمن التصفيات الآسيوية، منوهاً بأنها ساعدته كثيراً في اختيار قائمة المنتخب الأخيرة. وقال: “لديّ فكرة جيدة عن اللاعبين ولكني بحاجة للمزيد من الوقت للتعرف عليهم أكثر وهذا سيكون متاحاً لي خلال المعسكر الذي انطلق مساء أمس السبت استعداداً لمباراتي عُمان ومن ثم أستراليا مطلع الشهر المقبل ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2014”. وأضاف “اللاعب السعودي لديه الإمكانات الفنية العالية، والأهم في هذه المرحلة أن الروح عادت للاعبين خلال مباراتي هونغ كونغ وهذا هو الأهم بعد إخفاق الأخضر في نهائيات أمم آسيا 2011 في دوحة قطر يناير الماضي والخروج المرير، وهذه الروح ستساعدنا أكثر خلال التصفيات المقبلة”. وشدد ريكارد على أن الأهم في المرحلة المقبلة تقيد اللاعبين بما يطلب منهم من تكتيكات، مشيراً إلى أنه في حال تواجد أفضل اللاعبين في العالم في فريق واحد لن يحققوا النتائج المرجوة إذا لم يتقيدوا بما يطلبه المدرب، ساعياً لتطبيق ذلك مع لاعبيه خلال التدريبات المقبلة. وأكد المدرب الهولندي أن التصفيات لم تبدأ بعد، مشيراً إلى أن التنافس سيظهر خلال المباريات والخطوة الأولى ستكون أمام عُمان ومن ثم باقي المباريات، وقال “زمن الترشيحات ولّى ولابد من إزالة هذا الفكر”، وزاد “احترام الخصم من أهم عوامل النجاح وتكون نتائجه إيجابية، خاصة أن الترشيحات تخدر اللاعبين وتشتت ذهنهم بل إنها تمنح المنافس دفعة قوية لتقديم كل ما لديه لإثبات العكس”. وتابع “راقبت عُمان وأستراليا كما شاهدت مباريات سابقة للمنتخب السعودي أمام عُمان والذي يبذل مجهوداً مضاعفاً أمام المنتخب السعودي ما يزيد صعوبة المواجهة المقبلة بين المنتخبين”. وعن منهجيته التي سيطبقها مع لاعبيه خلال المباريات والتدريبات، شدد ريكارد على صعوبة البدايات، لافتاً إلى أنه مع مرور الوقت سيسعى لتقديم الأفضل للوصول للنجاح. وتحدث عن الجولات التي قام بها مساعدوه في معسكرات الأندية في أوروبا وحتى التي أقامت معسكرات داخلية، وقال “هذا الأمر كان بغاية الأهمية بالنسبة لي لتكوين علاقة وطيدة مع كافة الأندية، وفي المستقبل ستكون هناك زيارات لكافة الأندية للاطلاع على عملها والذي سيصب في النهاية لصالح الكرة السعودية”. وعن اختياره للمدرب الوطني عبداللطيف الحسيني مساعداً له، قال: “وجود مدرب وطني بجانبي في الفترة الحالية مهم جداً بالنسبة لي بحكم تواجدي للمرة الأولى في المملكة وكنت بحاجة لشخص يساعدني على التعرف أكثر إلى اللاعبين والأندية، وكان اختيار الحسيني لتميزه وليس لاسمه ليساعدنا لتقديم عمل جيد”. وحول اعتماده خلال الفترة المقبلة على اللاعبين الشبان أو ذوي الخبرة حيث كانت بدايته استبعاد محمد نور عن قائمة المنتخب، أكد المدرب الهولندي أنه سيضع كافة الاعتبارات نصب عينيه، وقال”أهتم كثيراً بالمنتخبات السنية لأرى إمكانياتهم الفنية، وعامل السن مهم جداً في اختيار اللاعبين”. وتابع: “محمد نور له الاحترام والتقدير وقدم خدماته للكرة السعودية لسنوات مضت، ولكن في هذه المرحلة اتخذت القرار مع المساعدين بعدم الحاجة لنور والتي تعتبر صدمة للشارع السعودي وهذا حال كرة القدم”. لاعب مهم وعن ضمّه لياسر القحطاني وهو الذي شهد مستواه انخفاضاً ملحوظاً الموسم الماضي، أوضح ريكارد أنه تابع ياسر خلال مباريات مع ناديه والمنتخب، وقال: “ياسر لاعب ذو إمكانيات كبيرة ومتمكن وسأشاهده عن قرب خلال التدريبات اليومية وسيشكل إضافة للمجموعة الحالية”. وكشف المدرب الهولندي أنه سيخوض مناورات قوية بين لاعبي المنتخب خلال التدريبات المقبلة، وأضاف: “الأهم لدي في هذه الأيام تقيد اللاعبين بما يطلب منهم تكتيكياً وتطبيقها بالشكل الصحيح، وأنا على استعداد لإيقاف المناورة لأكثر من مرة لشرح ما أطلبه منهم بالتفصيل”. وتابع: “في المستقبل ستشاهدون مباريات ودية مع منتخبات قوية خلال أيام الفيفا، الأمر الذي سيرفع من مستوى اللاعب السعودي”. هدفي محدد وتحدث عن أهدافه مع المنتخب السعودي حيث قال “الأهم لديّ في الوقت الحالي هو مباراتي عُمان وأستراليا، ومن ثم مشاهدة اللاعبين الشبان وضم الأفضل منهم لبناء منتخب قوي لاستعادة هيبة الصقور الخضر”. وأضاف: “التعاون والتكاتف مطلوب بين الاتحاد السعودي لكرة القدم والمنتخبات الوطنية”. وعن موعد التغيير الذي سيطال المنتخب بإحلال لاعبي منتخب الشباب والأولمبي مكان اللاعبين الحاليين، شدد ريكارد على أن التغيير دفعة واحدة ضرره أكبر من نفعه، وقال: “سأتابع كل الفرق وكل الدرجات للبحث عن أفضل اللاعبين لخدمة المنتخب”. وأوضح أنه من الصعوبة تحديد نسبة لنجاحه مع الأخضر، مشدداً على أن النتائج الإيجابية هي قمة النجاح، وقال: “سأبدأ من الصفر والنجاح بالفوز والعمل الجاد والنتائج هي ما ستحدد نجاحي من عدمه وهذا ما أسعى إليه”. وتمنى ريكارد في ختام لقائه بالإعلاميين أن يفرح السعوديين بمنتخبهم قريباً، مشيراً إلى أن هذا يعد من أول أهدافه بأن يكون المنتخب على قدر ثقتهم.