أحدثكم عن هذا المزيج الرائع الذي أودعه الله وجدان الإنسان.. طينة بسيطة، تحمل خصائص يحار الفهم في سرّها، ويحوم العلم، بكل بحوثه النفسية، حول دائرتها.. كلما دنا من محيطها نأى وابتعد.! نحن بحاجة إلى من يسمع .. ويرى .. ويقرأ بقلبه، قبل أن تعمى القلوب التي في الصدور.! * * * مسكين هذا الذي يكلم السقف والحيطان .. صحيح أن للحيطان آذاناً تسمع، لكنها لا تردّ عليك إلا صوتك .! وإنَّ للمرآة عيوناً لكنها، لا تريك إلا وجهك .! ويغص الحلق بكلمة الحق، فلا يعود للبوح صوتٌ يتجاوز القفص الصدري: " يغلي الحكي في خاطري مقدر احكيه ويصرخ بصدري صمت قد طال طوله" أنت بحاجة لمن تكاشفه بشيء.. لمن يفضي إليك وتفضي إليه.. بحاجة لأن تسترد (إحساسك) بأنك حي، تشعر بما حولك.. ويشعر بك من حولك.! * * * ما أقسى عزلة النفس وغربتها .. تلك هي العقوبة الجائرة التي لا تستحقها من الحياة .! إن أعباء النفس تحتاج إلى زفرات طويلة تنفس هذا الاحتقان، لنتوازن ونعود إلى صفونا، ونرتقي بإنسانية الإنسان فينا.! خففوا عن الناس ولا تحمّلوا مشاعرهم ما لا تطيق .. إنّها مرافعة مشروعة عن (وجداننا) الرازح تحت الضغوط، تأتي بها رياح من شمال أو جنوب.! * * * آخر السطور : " لالا وحرام من عقب الرضا تزعلونه لالا شوفوا عيونه كثر نوحه دمرها لالا ما تفهمون الحب ما تفهمونه لالا فوق الخيال وعنكم الله سترها ".!