مصدر الابداع لدى الانسان هو ميله لتحقيق ذاته،غير أننا لانستطيع أن نصف الابداع وصفاً مقنعاً ولذلك يقول (ويليامز): الإبداع أمر يعزّ وصفه ففي لحظات ما يشعر المرء خلالها أن الفعل الإبداعي صار طوع بنانه وقد هبطت على ذهنه أو شعّ ذهنه بشرارة أو قبس منه.. وفجأة يخبو كل شيء.. وفي أحيان يبدو له أن اقتناص الإبداع سهل وفي المتناول، لكن هذه السهولة لا تلبث أن تصبح أثراً بعد عين فتتبدد على نحو يعصى على الفهم. العملية الإبداعية هي عملية هامة لدى الإنسان، ولكن كيف يبدع، وماهي دلالات إبداعه التي من خلالها نستطيع إطلاق صفة الإبداعية عليه. ولذلك فقد أثبتت الدراسات بأن سمات المبدع عديدة منها تعامل الشخص مع الجوانب الغامضة في سبيل صياغة هوية جديدة ثم القدرة العالية على اكتشاف المشكلات، وبالميل القوي إلى التفكير بمنطق المتضادات والمتناقضات عندما يفكر المبدع بالبحث عن مركب جديد للأفكار، ثم تأتي بعد ذلك السمة الرابعة تكون في الاستعداد للمخاطر وفي البحث الدؤوب عن الإثارة، ويرتبط بهذه السمة ما يسمى بتقبّل الفشل، وكلما ازداد إنتاج المبدع ازدادت لديه الفرص لإبداع شيء جديد. ثم أخيراً تأتي مرحلة إشادة المبدع في عمله عالماً خاصاً، لا حقيقة فيه ويشارك في النشاط لذاته وليس من أجل التقدير. الذائقة القرائية المبدعة، هي أن تكون لدى القارئ ،خصوصاً عند قراءته للنص الشعري، إذ إنه يحتاج إلى فهم وتحليل واكتشاف ولذلك جاءت العلاقة بين الإبداع والذائقة مواكبة للعملية التحليلية للفهم الكامل للنص الشعري على سبيل المثال. والنص الإبداعي الذي لا يستثير في المتلقي ردوداً متنوعة ويفتح ذهنه على أكثر من احتمال يفقد الكثير من عناصر الإبداع. أما النص أو العمل الذي لا يعطي أكثر من إجابة مهما كانت دقيقة فهو لا يمتلك سمات إبداعية كافية لذلك فإن النص المفتوح يظل نصاً محرضاً للقدرات العقلية ومنشطاً ومحفزاً لها. أخيراً : ماحكت عيني لعينك .. ولا لمست .. يدي يدينك .. أنت وينك ..؟ فكر سارح .. كلها ليلة وتعدي .. والجفا هو الجفا .. هم جامح .. ماتغير شي .. وليلنا البارح // ملامح ..