مجرد القاء نظرة سريعة على الجولات السابقة في دوري «زين» وما تم انجازه من اعمال تجعلنا نتساءل: ما الجديد في مسابقاتنا؟ وما الذي تغيير نحو الايجاب، وهل تقدمنا خطوة الى الامام ومن ثم الاقتراب من العمل الاحترافي وما تنادي به اللجان والاتحادات خصوصا اتحاد كرة القدم في فترات سابقة؟.. الجواب بكل تأكيد لم يتغير شيء؛ الذي طرأ هو التراجع فقط للمنتخب السعودي ووصوله الى المرتبة 104 في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي بمباركة من القائمين عليه لاسيما ادارة المنتخبات التي اهتمت بالكيف وليس الكم، إذن ما الذي تعمله اللجان؟ واين التصريحات التي ملأت وسائل الاعلام وكانت تحمل تطمينات للشارع الرياضي بأن المستقبل سيكون افضل؟ مع الاسف لا جديد، ملاعب تفتقد لأبسط الخدمات، وتحكيم متواضع، وتنظيم سوء الملاعب والعزوف الجماهيري وضعف القرارات لازالت تؤرق الشارع الرياضي! للمسابقات لم يتغير عن السابق إن لم يكن اسوأ، الوعود لاتزال هي الاخرى مستمرة فعندما تعد لجنة بأن التاريخ الفلاني سيكون موعدا للانتهاء من عمل معين نجدها تؤجل الاتمام بوعدها الى موعد آخر مالم يتم نسيان كل شيء وتبدأ الاسطوانة من جديد!! يبرز بشكل واضح ان اللجان لا يوجد بينها تفاهم ولاتنسيق ولاتعاون من أجل عمل جماعي يصب في مصلحة الكرة السعودية، الكل يريد ان يدير الامور وفق قناعاته واهوائه، وقد كشفت وفاة لاعب التعاون ناصر البيشي يرحمه الله ضعف هذا التفاهم، فلحظتها الكل تهرّب من اتخاذ قرار تأجيل المباراة وعندما صدر القرار بعد مداولات ومشاورات -على الرغم من أن الامر لايحتاج كل ذلك- ولقي صدى طيبا لدى الرياضيين حاولت كل جهة ان تنسب الفضل لنفسها بعدما كان الكل يهرب، في قضية شيك الاتحاد والفتح لم توضح لجنة الاحتراف وشؤون اللاعب كيف استلمت الشيك وهو غير مصدق؟، ما يعني ان ذلك اخلال بنظامها وهي التي تهدد الاندية والاطراف التي تقع وسط دائرتها بالعقاب في حال عدم الالتزام باللائحة ونظام الاحتراف! تصوروا جهة تطالب الجميع باحترام اللوائح والتعليمات دون ان تلتزم هي بما أقرته، اذن لاغرابة ان يضرب الجميع بالنظام عرض الحائط وبالتالي ارتكاب الاخطاء وترك العمل يسير بصورة عشوائية لأن المشرع لم يستطع بسط نفوذه والحكم بين الجميع بالعدل والمساواة وتطبيق ما طلب ان تلتزم به الاندية واللاعبين ووكلائهم. عدوى فوضى المسابقات السعودية وسوء برمجتها وتراجع الاداء الفني والعزوف الجماهيري ونقص الخدمات وسوء ارضية الملاعب ومدرجاتها انتقلت الى الفضاء فصرنا نشاهد اخراجا عشوائيا يستفز المشاهد وتصويراً بدائياً مخجلاً وتعليقاً تمرض منه الآذان ويهرب بسببه المشاهدون ويضطرون لاغلاق الصوت، لايمكن ان نصف اياً من العناصر التي يفترض ان تكون حلقة متصلة نحو الابداع والامتاع؛ بأنه الافضل والجاذب للمتابع الرياضي، الكل اسوأ من الآخر «وما فيه أحد احسن من احد»، كان يفترض على الاقل ان يحضر النقل والاخراج والتصوير والتعليق باحترافية ومهنية عالية اذا غابت العوامل الاخرى من الفرق واللاعبين واللجان ولكن لا هذا ولاذاك، والخوف ان ينصرف المشجع الرياضي عن الملاعب السعودية ومشاهدة المباريات عبر الشاشة وبالتالي تصبح مسابقاتنا ومبارياتها شبه مهمشة ولايصل صوتها وصورتها وسمعتها الى الخارج بالصورة التي نريدها فتصير منغلقة على نفسها بفضل غياب الاحترافية في كل شيء والاقتداء في الدول المتقدمة خصوصا دول الجوار. دوليا في انجلترا واسبانيا ودول اوروبية وامريكية وافريقية، وعربيا في قطر والامارات وبلدانا اخرى بعضها اقل منا امكانات لانسمع عن استمرار مثل هذه الفوضى التي تعم الرياضة السعودية وحتى وان حدثت مشاكل في رياضاتهم فإنه يتم التصدي لها سريعا بقرارات قوية وحازمة تعيد الوضع الى طبيعته دون ان تتشعب وتكبر المشاكل، وهذا يجرنا الى سؤال آحر: هل هناك اناس يتعمدون استمرار الفوضى في اللجان وكل من له صلة بها؟ هناك من يوجه اصابع الاتهام الى اتحاد الكرة الحالي وتحديدا الرجل الخبير احمد عيد ولكن حتى ننصفه ولا نحمله اكثر مما يحتمل فإن الفوضى بدأت والمشاكل تراكمت قبل توليه المهمة الصعبة والجلوس على الكرسي الساخن ولا يمكن ان يحلها بمفرده اذا تفشت الفوضى باللجان واصبح الكل يدير العمل بطريقته ومزاجه. الشارع الرياضي لايحلم بالمستحيل ولايطلب الاشياء الصعبة التي تتمتع بها رياضات الدول الاخرى يريد فقط ان تتحق وعود اللجان فيما مضى، هم طالبوا بالصبر وتعاون الجميع معهم وعدوا وتكفلوا بإعادة مسار الرياضة بالعمل والتخطيط الجيدين، بل حددوا موعيد لانجاز بعض الاعمال، ومع هذا مرت المواعيد وفات بعضها دون ان يتحقق أي شيء!.