جاء ايقاف الاتحاد السعودي لكرة القدم للعمل باللائحة الجديدة ل(الانضباط) ليؤكد تفاعل المسؤولين وحرصهم على التصدي لأي عمل مضر بالرياضة واهلها، ومعالجة الخطأ الفادح الذي وقعت فيه اللجنة دون مراعاة لابعاد اي قرار من الممكن اتخاذه حسب هذه اللائحة التي لو طبقت في الكثير من المباريات لاصبحت الاندية خصوصا الصغيرة (مديونيرة) ما لم تضطر للتسول من اجل الحصول على وجبة للاعبيها في معسكراتها ومبارياتها، ولكن تراجع الاتحاد السعودي بمبادرة من رئيسه جاء تطبيقا للمثل (الاعتراف بالخطأ فضيلة)، بعدما ادرك ان اللائحة ركزت فقط على كيفية تطبيق الغرامات وتغليظ العقوبات وعدم وضع في الاعتبار أي وسائل بديلة من الممكن ان تساعد على اتساع دائرة المتعة لدى المتلقي بدلا من صعوبة تحمل الاندية لمثل تلك العقوبات كما جاء في بيان اتحاد الكرة الذي أكد انه بعد عرض طلبات هذه الأندية على الرئيس العام لرعاية الشباب قدر وضعها وظروفها المالية بشكل عام، لذلك رأى وجاهة مطالبها والملاحظات القانونية على اللائحة، وبالتالي استمرار العمل بموجب اللائحة السابقة التي بدأ عليها الموسم الرياضي الحالي. وفي الوقت الذي برزت شجاعة الاتحاد السعودي سريعا وحماية الاندية من هذا (العبث) الذي ليس له اي صلة بتوفير الاجواء الكروية المناسبة فإن من وضع هذه اللائحة لابد ان يسأل لماذا سنها قبل ان يعترض عليها المحامون ورجال القانون جميعا والرياضيون صغيرا وكبيرا؟، وعلى ماذا اعتمد؟ لأنه من الصعب جدا وضع الاتحاد السعودي الذي اعلن الحرص على فرض الانظمة الصحيحة في احراجات كبيرة امام الاعلام والاندية والاوساط الرياضية بينما مثل هذه الاحراجات والاشياء يفترض التخلص منها منذ نهاية عهد رياضتنا بالملاعب الترابية. تصوروا من يرجى منه تطبيق (الانضباط) يقر لائحة غير منضبطة ولا ينتج عنها الا المشاكل واثارة الهرج والمرج في الشارع الرياضي بل انه يصبح محل استهزاء وتندر الجميع، مع الاسف ان الكثير من اللجان تحرج المسؤول وتكشف فوضويتها، ولا تساعد على تقدم الرياضة، وتضر لوائحها بالمصلحة العامة، وبدلا من ان تخمد نار التجاوزت والاحتقان تثير الفوضى بهذه اللوائح اكثر مما يثيرها اعلام متعصب واداري مشحون وجماهير منفعلة وحكم قراراته خاطئة. يقول خبر الزميلة الاقتصادية اول من امس ان خمسة من الاعضاء لا يعلمون عن لائحة الانضباط شيئا، واذا كان هؤلاء لا يعلمون وهم الذين صدر قرار بتعيينهم من المسؤول الاول عن الرياضة والشباب فيا ترى من سنها؟ وصادق على اعتمادها قبل ايقافها بقرار شجاع يستحق التحية؟، وهل نزلت من السماء واعلنت على الفور مجرد ان تلقفتها الايدي دون ان تتم مراجعتها وخروجها بصورة تتماشى مع اهمية تطبيق العدل في الملاعب السعودية؟، هذا امر اقل ما يقال عنه انه معيب ولا يليق برياضة تنشد التطور والمتعة والاستثمار وادارة نفسها بطريقة احترافية لمواكبة متطلبات العصر. في ملاعبنا بكل اسف لا تجد اي محفز يدعو المشجع الى حضور المباريات، واللاعب على الابداع، والاداري على الحماس والانتاجية وعضو الشرف على الدعم، فضلا عن الازمات المالية التي تعاني منها الاندية التي لا يستطع بعضها صرف مرتبات لاعبيها وتدبير قيمة التذاكرة وعقود المدربين، والبعض الآخر يبقى فترة طويلة دون ان يستلم حقوقه، ومع هذا يأتي من يحاول مضاعفة المشكلة بلوائح مضحكة تقتل متعة الكرة كثيرا وتحفز على العزوف، حتى الاحداث التي تعتبر من اختصاص اللجان الفنية والاحتراف تدخلت اللائحة بها، ويبدو ان من وضعها ركز فقط على القرارات التأديبية والغرامات المالية دون ان يضع في اعتباره ما هي اختصاصاته والتجاوازت التي من المفترض التصدي لها بحزم.. وقديما قالوا :"إذا اردت ان تطاع فأْمر بما مستطاع".