فيما طغى الملف الإيراني على النقاش الدائر في اسرائيل، دعا رئيس المعارضة زعيم حزب "كاديما" شاؤول موفاز رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى عقد لقاء عاجل معه لبحث ما وصفه ب" نية نتنياهو قيادة اسرائيل نحو الحرب على خلفية قضية المشروع النووي الايراني". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية مضمون رسالة موفاز الى نتنياهو حيث قال:"إن الأداء السياسي والامني لرئيس الوزراء واقطاب الحكومة تجاوز خلال الايام الاخيرة خطوطا حمراء اخرى، مجددا موقفه المعارض لهجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية ووصفه بانه غير اخلاقي وعديم المنطق لأن مثل هذا الهجوم "لن يحقق الا نتائج محدودة وسيكون ثمنه فقدان حياة الإنسان وإلحاق اضرار جسيمة بالجبهة الداخلية ومساس بوضع اسرائيل السياسي"، على حد وصفه. كما ارسل موفاز بنسخة عن هذه الرسالة وملحق لها الى كل من وزير الحرب والمستشار القانوني للحكومة، ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية طالب فيه بموافاته بمعلومات حول مدى استعداد اسرائيل لحرب محتملة مع ايران وحول موقف الولاياتالمتحدة من خيارات العمل المطروحة. الى ذلك، تظاهر عشرات الإسرائيليين الرافضين لمهاجمة إيران، للأسبوع الثاني على التوالي قبالة منزل وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك، وذلك لمطالبته بالرجوع عن شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن المتظاهرين يتجمعون كل يوم أمام منزل باراك منذ أسبوعين عدا يوم الجمعة، ويحملون لافتات كتب عليها "لا للحرب ضد إيران"، وأخرى كتب عليها "لنتنياهو يوجد ملجأ ضد النووي، ولك؟". وتقف عضو المجلس البلدي عن مدينة تل أبيب تمار زندبرغ من حزب "ميرتس" خلف تنظيم هذه التظاهرات، حيث قالت للصحيفة: "نحن هنا سنستمر في التظاهر حتى يتم إزالة شبح الحرب عنا". وأضافت: "لقد انضم إلينا متظاهرون جدد، وفي الفترة الأخيرة معارضة الهجوم على إيران ازدادت بانضمام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس والرئيس السابق يتسحاق نافون لجبهة المعارضين، ومن الملاحظ أن الضغط المدني بدأ يؤتي ثماره". ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم مركز الحكم المحلي: إن "هناك شعوراً بأن الجمهور لا يريد الحرب وغير مستعد وجاهز لها من ناحية الملاجئ، وأيضا من ناحية التحذيرات عبر الرسائل والحرب من الملاحظ أنها ليست فقط غير صحيحة، وإنما لا تحظى بدعم وتأييد أمريكي، وكل واحد من المواطنين سيتحمل النتائج بنفسه". بدوره، اعتبر وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي الجديد، آفي ديختر، أن قدرات أعداء إسرائيل المتعاظمة تشكل تهديدًا استراتيجيا من لبنان وسوريا وقطاع غزة، وتهديدا وجوديا من إيران.