أفعالك يجب أن تشبهك.. أصحابك يجب أن يشبهونك.. أنت مرآة نفسك.. أنت ما تغرسه في أبنائك وما ترسمه من ملامح لشخصيتك وما توصل للآخرين من صورة ذهنية عنك.. أنت المسوق لنفسك فانتبه لنفسك ومكانتها التي تضعها فيها.. وصورتها التي ترسمها لدى الآخرين. أفعالك انعكاس لشخصيتك، أقوالك، آرائك، أصحابك، أنت الذي تختارهم.. فانتبه لاختياراتك.. انتبه لمن تعاشر ولمن تخالط ولمن تفتح قلبك وتستأمن على أسرارك. أفعالنا يجب أن تشبه أقوالنا.. لا يمكن أن نعظ الناس بقيم وأخلاقيات ونأتي عكسها.. لا يمكن نرتدي قناعا يخفي حقيقتنا.. لا يمكن أن تكون أفعالنا بالسر تختلف عما نفعله بالعلن.. يجب أن نكون كما نحن، سرنا يشبه علننا، وباطننا يوازي ظاهرنا، وحقيقتنا ثابتة في كل المواقف والقضايا. هناك كثيرون ممن يرفعون شعارات الخير ونجدهم أشر الأشرار.. ويدعون الفضيلة ولا يكفون عن الرذيلة.. ويجعجعون بالحق ويسيرون في عكس دروبه.. ويدعون الصلاح وهم أشد خلق الله فسادا.. (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) صدق الله العظيم. الحياة طريق مستقيم.. والمغريات فيها تملؤها بالتعاريج والمتاهات والطرق الملتوية.. نحن نختار أن نحيد عنه أو نسير عليه باستقامة. في دروب الحياة الطويلة نلتقى بالكثيرين ممن نؤثر بهم ونتأثر بهم.. في دروب الحياة نصادف أناسا ونصادق أشخاصا ونلتقي بالكثيرين.. بعض أولائك فقط يشبهوننا.. قد تلتقي أنفسنا وإياهم، وتستهويهم قلوبنا، وتألف إليهم أرواحنا، فنمنحهم قلوبنا، وتصغي إليهم عقولنا، ونتخذهم أقرب الناس إلينا.. وكم من شخص خدعه سوء تقديره، وقلة بصيرته، فانقاد وراء من لا يستحق، ووثق بمن لا يوثق به، ووضع سره بمن لا يصونه.. فدفع ثمن ذلك كثيرا. هناك من يضعون حول أنفسهم هالة من التقى والورع والصلاح والاستقامة.. وهم بعيدون كل البعد عن أي قيمة فضيلة ونزيهة.. لذلك يجب أن ننتبه كثيرا بألا نصغي لكل مدّع.. وألا ننقاد وراء كل صوت.. وألا ننخدع بأي متلون. انتبهوا لمن تختارون.. انتبهوا لمن تخالطون وتصادقون.. انتبهوا لحياتكم وسيرتكم وسمعتكم.. انتبهوا لتختاروا من يشبهكم.. كونوا كما أنتم تشبهون أنفسكم.. ولا تتشبهوا بمن ليسوا منكم.. ودمتم سالمين. تغريدة: حمى الله خادم الحرمين الشريفين وهو يجمع قادة العالم الإسلامي لكلمة سواء في وقت تشتتت به الأمة واختلفت به الاتجاهات.. وصرنا نقف على مفترق الطرق.