إحساس الإنسان بالجمال للمكان كطبيعة يكون فطرياً بمعنى أن الإنسان لايحتاج لوقت تدريبي عليه أو جهد،لأن الجمال الفطري الطبيعي هو الذي يدخل الى النفس تلقائياً ، وعندما يقترن هذا الاحساس بالمكان وجماله، فهذا بلاشك يجعلنا نستشعر جماليات النص الشعري الذي له بالطبع حدث خاص بشاعره الذي صاغه. ماينعكس من ثقافة المكان لدى متذوقي الشعر الشعبي ، ماهو الا صورة حقيقية تنقلها القصيدة الشعبية،إذ إن المكان هو الأساس التي تحكي عنه القصيدة ولذلك نجد أنه ومنذ القدم كانت مجالس الشعر عند كبار السن مرتعاً لحضور القصيدة الشعبية ، بل أصبحت آنذاك متداولة بشكل متواصل، فيما من شأنه إحياء مجالس السمر والشعر بلذة المساء وطعم القهوة. ثقافة المكان منذ القدم خصوصاً في القصيدة الشعبية أتت تواكب تطلعات الشعراء الذين أبدعوا في كتابة النص الشعبي والذي لايزال في قمة إبداعه، ولذلك فإن النص الشعري الشعبي أخذ طابع البيئة ليصبح بيئياً أكثر من أن يكون شعبياً لكونه يصف البيئة ويصورها ويعكس ثقافة مكانها من عادات وتقاليد وممارسات . وكما هو معروف فإن الإنسان بطبيعته له صلة بالمكان الذي له أبعاد عميقة وله معه علاقة وطيدة، ومن هنا ظل للمكان أهميته في تشكيل مختلف النصوص الأدبية بل مرتبط بها، فقديماً كان من يقول النص الشعري من الشعراء يورد في ثنايا قصيدته حدث أو قصة ، فيضفي عليها رونقاً وطابعاً جميلين خصوصاً إذا كان هناك مكان كانت فيه أحداث تلك القصيدة. أخيراً يهيم الليل من حولك توشح بالعطر يغشاك يفوح العاطر اللي بك وفيه العشق يغشاني وربٍ زين عيونك وكلك ذاب في ممشاك تهزع هزني والعمر ياسيد البها فاني