كيف سيتوجه اهتمام المشاركين في قمة مكة الإسلامية.. والتي هي في الواقع فتح أفق مهم بل وضروري في دعم الوجود الإسلامي.. داخلياً بما يخص أوضاع مجتمعه.. أو عالمياً في كفاءة الخروج من الاستهداف.. أو تعاون إسلامي فيما يتعلق بنوعية العلاقات الإسلامية المطلوبة؟.. هذه المناسبة ليست بالسهلة.. وعوّدنا الملك عبدالله في كل توجّهاته التطويرية والتوعوية.. عوّدنا على عقلانيات الخيار، والشواهد أمامنا في تعدّد براعة الإيجابيات.. ماذا عن الحضور بأفكارهم؟.. كيف يرون.. ما هو الأهم؟.. ماذا من الاحتمالات السابقة يمكن أن يضيف إلى الحضور الإسلامي مكسباً جديداً؟.. أعتقد أن وجود كفاءة حضور اجتماعي في الداخل ووضوح في الغايات عبر خطط التطوير وإلى جانبها خطط التقارب هو ما سيكون الأمر المهم.. لقد قضت الدول الكبرى من أبعد المسافات بدءاً من روسيا وأمريكا ومروراً بكل كفاءة تميزات دولية في أوروبا وهي لا تمارس الإسراف في التدخلات العسكرية مثلما كان يحدث في الماضي، ولكن مع الأسف يحدث أن توجد تدخّلات غير مباشرة مهمتها دفع مسافات التقارب إلى التباعد ودفع مبررات تعاون المصالح إلى قسوة تحوّل المنافسة إلى خصومة، الأمر الذي جعل العالم الإسلامي في بعض مسافاته يواجه أوضاع خصومات مذهبية بالغة القسوة وهذه الأوضاع متى تكاثرت وفّرت فتح منافذ في ظاهرها معقولة لرغبات أو طموحات مَنْ هو بعيد عن إسلامها.. إذاً.. إننا نأمل أن نصل إلى مرحلة تعاون إسلامي وتقارب في وجهات النظر وزمالات تعاون تطويري وكبح كل أساليب الخصومات الطائفية التي تجاوزها الغرب منذ زمن بعيد، ووجودها يريح مَنْ يريد أن يطمئن إلى وجود ضعف إسلامي متواصل.. خصوصاً وأن هذا الاختلاف في وجهات النظر الذي قد يؤدي إلى خصومات هو إفراز محلي وسلبياته القاسية لم تنتجها الأجيال المعاصرة ولا مَنْ هو قريب من عصرها، وإنما هي تعود لمئات الأعوام.. نثق - إن شاء الله - أن قادة هذا العصر الإسلامي على مستوى من كفاءة الوعي.. وبالتالي فنحن نأمل بيقين واثق أن ينطلق عالمنا الإسلامي إلى ما نحلم به من واقع مشرف متواصل الإيجابيات..