لم تمنع المعادلات الرياضية ومقاعد الدراسة الجامعة في تخصص الفيزياء "أم علي" من ممارسة هوايتها التي تعلمتها منذ نعومة أظافرها، حيث تتقن إنتاج خبز "الرقاق" بيديها، حيث تمضي وقتاً طويلاً لإعداد طحين الخبز ومن ثم الجلوس بجوار النار ، وتصنع على "التاوة" خبز ينال إقبال الكثيرين في "شهر رمضان" على الرغم من أنها تصنعه طوال العام، حيث يستخدم خبزها في طهي "الثريد" الذي تضم مكوناته "الرقاق"، كما دفعها حبها لهذه الحرفة إلى التفنن في إعداده بطرق متعددة إما بالجبن، أو بالبيض. ويتمتع خبزها بمذاق فريد أكسبها شهرة في جميع القرى المجاورة لقريتها "الفضول"، كما ذكرت "أم علي" أن خبزها يتفرد عن غيره بطريقة اللف الفنية التي تلف بها الخبز بحيث لا يتكسر، ويبقى محافظاً عليه كتلة واحدة. وعن سرّ تمسكها بهذا العمل رغم تخرجها من "جامعة الملك فيصل" في تخصص الفيزياء، أشارت إلى أن والدها الذي يعمل خبازاً يكرر دوماً على مسامعها أن في الخبز بركة، كما أن والدتها هي الأخرى تعمل في هذه الحرفة، وعلى الرغم من بساطة مدخولها من هذا العمل، إلاّ أنها تجد فيه سعادة وبركة. ودفع تألق "أم علي" في خبز الرقاق وزيادة شعبيتها إلى التفنن في أكلات أخرى، فراحت تُعد "ورق العنب"، وبعض الأطباق الشعبية والحديثة، دون أن تجد حرجاً كونها خريجة جامعية، وتعمل عملاً شريفاً يغنيها عن الآخرين -على حد قولها-. وأشارت إلى أن "جمعية الفضول الخيرية" ممثلة في رئيسها "أحمد البرية" يدعمونها للمشاركة في المهرجانات للتعريف بنفسها وعرض منتجاتها، حيث سبق لها أن شاركت في "مهرجان الريف السياحي" الذي نظمته "الهيئة العامة للسياحة والآثار" بشراكة "مركز التنمية الاجتماعية بالأحساء" و"لجنة التنمية" و"نادي الصواب في العمران".