في البداية أود أن أهنئ أنفسنا وفريق "فرسان خادم الحرمين الشريفين" الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الإنجاز الذي حققوه في دورة الالعاب الأولمبية بلندن وذلك بحصولهم على الجائزة البرونزية لقفز الحواجز. وهذا يأتي مترافقاً مع إنجاز آخر وهو مشاركة المرأة السعودية أول مرة في الالعاب الأولمبية. بالفعل فإن مشاركة بناتنا في دورة لندن وإنجاز الفرسان لم يدخل الفرحة في قلوبنا وحدنا، فكل من نعز عليه قد فرح معنا ورقص أيضا، ورغم ذلك فكم نتنمى لو تحقق لنا الأيام المتبقية من الاولمبياد مزيد من الفرح، فنحن في الحقيقة غير مكتفين بما أنجزناه وذلك لأننا نرغب في المزيد من ناحية كما أن إمكانياتنا الاقتصادية والبشرية هي أكبر ما رأيناه حتى الآن من ناحية أخرى. أن نظرة خاطفة إلى مشاركتنا في مهرجان الرياضة في لندن وغيره من المناسبات الدولية المماثلة تكشف لنا أننا نذهب إلى تلك المحافل أحيانناً ليس من أجل تحقيق النتائج وإنما لتسجيل حضور فقط. وشتان بين الأمرين، وهذا قد يكون مرده روح التواضع أو السعي لخفض النفقات وترشيدها، وإلا فنحن لدينا كل المقدمات، سواء كانت اقتصادية أو بشرية، التي تؤهلنا لتحقيق نتائج أفضل من بلدان كثيرة في آسيا وأفريقيا وجنوب أمريكا، فلو نظرنا إلى الانجازات التي تحققها بعض البلدان ككوبا مثلاً وهو بلد متواضع الأمكانات الاقتصادية - في المنتديات الرياضية فسوف نرى أن ذلك لم يكن محض صدفة؛ لأن الصدفة لا تتكرر في كل أولمبياد. ولكن ما لنا نذهب بعيداً، فبعض البلدان المجاورة لنا التي لا تملك ما نملك كان لها حضورها البارز في عيد الرياضة في لندن، ولكن هذه البلدان ليس قدوة لنا، فنحن يفترض أن يكون بلد متقدم رياضياً يحتذي بالصين، فهذا النمر الاقتصادي والرياضي لم يكن ذا صولة وجولة في الفعاليات الأولمبية حتى الأمس القريب. ولكن كل ذلك قد تغير عندما بدأت الصين تستعد للمشاركة في المناسبات الرياضية وليس لحضورها فقط، فصناعة أبطال الرياضة في الصين هي ليست عملية موسمية أو استعداد قبل 3 أشهر لمهرجان رياضي عالمي بل مسلسل متواصل لا ينقطع، فمشوارهم يبدأ مباشرة بعد انتهاء كل دورة بل ربما قبل ذلك بكثير، فالتجهيزات الرياضية في المدارس تتيح لهم بلا انقطاع اكتشاف المواهب الفتية، فالمدرسة هي منجمهم الرياضي الأول، فالطفل متى ما أبدى تميزه في أي مجال من مجال الرياضة فإنه يوضع على الفور ضمن برنامج خاص للعناية والتهيئة لصعود سلم الأبطال في المستقبل. ولذلك فإن أملي أن تكون فرحتنا في المناسبات الرياضية القادمة أكبر بكثر مما كانت عليه في اولمبياد لندن، وأعتقد أن وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب هما الجهات اللتان نعول عليهما في هذا المجال. فالوزارة يفترض أن تضع ضمن ميزانياتها القادمة تجهيز مدارسنا بما تستحقه من معدات ومدرسين للرياضة وأن يكون بينها وبين رعاية الشباب تنسيق مستمر لاكتشاف الموهوبين من صغارنا حتى يتسنى تدريبهم ورعايتهم ضمن برامج خاص لصناعة الأبطال الاولمبيين وذلك تمهيداً للذهاب إلى البرازيل والمشاركة في (ريو 2016).