يصنع الإنسان له مكانة مرموقة في قلوب الخلق، وهذا بعد توفيق الله له. فيحفظ له الصغير قبل الكبير مكانته حتى إذا ما رحل عن الدنيا حزن عليه الكثير ولسان حالهم يردد قوله القائل: «فحسبك خمسة يبكي عليهم وباقي الناس تخفيف ورحمة».. فمنذ طفولتي وأنا أراه كبير سن وكبير قدر وأعلم عنه مواقف لا يخوضها وينجح فيها إلا من وفقه الله ممن جمع العقل الراجح والرأي الصائب فهكذا كنت أراه..؟ عرفت عنه الكرم مع الناس فقصص كنت أسمعها من أبنائه وأخرى شهدتها بنفسي لقد بلغ مكانة ووصل وظيفياً إلى درجة مرموقة، لقد كان يراني وأنا الذي أصغره بسنوات طوال ولكن يأبى إلا أن يتواضع معي وكل ما رآني يناديني ب(....؟؟؟...) لقب لا أستحقه حقيقة ولكن كرمه وتواضعه تقدم حتى وصل لسانه واطمأن جنانه فأخرج من الكلمات الطيبة كما تخرج النحلة الطيب من العسل.. وكما أن للحياة سنن من عاش فيها ينقلب بين سننها يتقلب بين «ثمانية لابد منها على الفتى ولابد أن تجري عليه الثمانية سرور وهم واجتماع وفرقة وعسر ويسر ثم سقم وعافية» لقد أصيب بشيء من هذا كما هو سبيل كل حي؟ لقد مرض وتدرج به المرض حتى أصبح لا يحس بمن حوله؟ لكن من حوله كلهم يحسون به يسلمون عليه.. يقبلونه.. يضمونه؟ طال به المرض؟ إنها الحكمة الإلهية التي نرضى بها ونطمئن لها كيف لا والله الرحيم الرحمن يكفِّر السيئات ويرفع الدرجات، لقد جاءت ساعة لا يستقدم عنها المرء ولا يستأخر.. نعم.. نعم.. لقد حلت به ساعة الموت!!! ففاضت روحه.. رحم الله أخي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالعزيز بن هليل وأسكنه فسيح جناته ورحم الله أموات المسلمين فوداعاً أيها الأخ.. الأب، والملتقى بعد رحمة الله في الجنة..