لم يفلح الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في زيارته للبنان في إقناع الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي بقبول مشاركة لبنان اليوم الخميس في الاجتماع الوزاري الدّولي الذي سيعقد في طهران ويتناول الوضع السوري. وكان جليلي قد أتى بحسب مصدر سياسي لبناني مطلع الى لبنان في إطار جولته على سورية وتركيا" بهدف إقناع المسؤولين بمشاركة لبنان في هذا المؤتمر دعماً للشعب السوري". ووضع جليلي حججا كثيرة منها" أن للبنان حدودا مشتركة مع سورية وأن أيّ تطورات أمنية دراماتيكية في سورية قد تنعكس عليه مباشرة لذا من مصلحة لبنان أن يشارك في رسم الحلول للقضية السورية". وكان رئيس المجلس النيابي نبيه برّي مؤيداً لمشاركة لبنان في مؤتمر طهران، انطلاقا من قناعته بأن لبنان "يجب أن يكون سندا لسورية وخصوصا أن المؤتمر يعقد في دولة داعمة لسورية وتفتش عن الحلول فيها" بحسب مصدر مقرّب من برّي وتقاسم وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور رأي رئيس المجلس النيابي إلا أن رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي آثرا عدم المشاركة استنادا الى سياسة "النأي بالنفس" التي يعتمدها لبنان. وأبلغ سليمان المسؤول الإيراني بأنه سيشارك شخصيا في الدورة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز التي ستنعقد في طهران بين 26 و31 اغسطس الجاري على رأس وفد رسمي لبناني. وكان جليلي أطلق مجموعة من المواقف في لبنان واصفا إياه "بأرض المقاومة والصمود"، وفي ردّ غير مباشر على النائب وليد جنبلاط الذي دعاه الى الاهتمام بمعالجة أسعار الدجاج المرتفعة في إيران والتي تؤدي الى تظاهرات شعبية قال جليلي: "هذه المقاومة لم تؤمن الدجاج وتنشغل بالدجاج إنها أرسلت الأقمار الصناعية إلى الفضاء". وتطرق إلى الملف النووي الإيراني موضحاً أن "إيران عضو فاعل في وكالة الطاقة الذرية تقوم بالواجبات الملقاة على عاتقها وينبغي لها الدفاع عن حقوقها المشروعة، ونحن في هذا الملف لا ندافع عن حقوقنا الوطنية فحسب بل عن حقوق الشعوب والدول التي تريد أن تلج هذا المجال". وحول إمكانية توجيه ضربة أميركية أو إسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني قال جليلي:" إذا استطاعت إيران أن تحقق كل ما حققته من إنجازات علمية متطورة في مجال الطاقة النووية السلمية فذلك تحقق عبر شبان لم يتجاوزوا الثلاثين من أعمارهم أي من عمر الثورة الإسلامية. وإذا كانت الأطراف التي تهدد قد جبنت عن القيام بأي عمل ضد المنشآت الذرية الإيرانية ليس لأنها لا تريد ذلك بل لأنها لا تستطيع القيام بذلك، وكل المكتسبات التي حققتها الجمهورية الإسلامية في المجال النووي السلمي ليست بضاعة مستوردة من الخارج لكي تستهدف بعمل عسكري من هنا أو هناك إنها ثروة قومية إيرانية تتفجر يوما بعد يوم كالنبع الذي لا ينضب". علما بأن الرئيس سعد الحريري كان أصدر بيانا اعتبر فيه أن جليلي غير مرحب به في لبنان..