أوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بأن الأمانة العامة للمنظمة قد وجهت مكتبها لدى الأممالمتحدة في نيويورك للعمل بالتنسيق مع الدول الأعضاء التي هي في الوقت نفسه أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن الدولي "أذربيجان، المغرب، باكستان، طوغو" من أجل حث المجلس على النظر في معاناة أقلية الروهينيغيا. واقترح أوغلي النظر في إمكانية تشكيل لجنة إسلامية لتقصيّ الحقائق بشأن الأحداث الجارية، ورفع تقرير بذلك إلى المؤتمر الوزاري القادم، وتشكيل فريق اتصال وزاري إسلامي للبحث عن حل جذري عادل لهذه القضية العالقة، بالتواصل مع كافة الأطراف المعنية بما فيها حكومة ميانمار والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية المعنية. وفي نهاية كلمته، دعا أوغلي إلى ضرورة الهيئة المستقلة والدائمة لحقوق الإنسان التابعة للمنظمة إلى دراسة أزمة مسلمي ميانمار وتداعياتها الحقوقية في دورتها القادمة التي ستعقد في تركيا في نهاية أغسطس الجاري. وأضاف أوغلي أن المنظمة سوف تتواصل مع حكومة ميانمار بعد انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية على مستوى المندوبين حول مسلمي الروهينغيا، وذلك لإقناعها من أجل السماح لها بإرسال بعثة تقصي حقائق إلى أراضيها. وأعرب عن خيبة أمله إزاء عدم قيام المجتمع الدولي بتحرك لإيقاف المذابح والانتهاكات والظلم والتطهير العرقي الذي تمارسه حكومة ميانمار ضدّ مسلمي الروهينغيا في إقليم آراكان. وقال في كلمته أمام الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية حول هذه القضية، يوم امس في جدة إن إهمال المجموعة الدولية لحقوق شعب الروهينغيا وتفرق كلمة المنظمات الروهنيغية والبالغ عددها 25 منظمة، قد حفزا المنظمة لأن تبذل جهودا حثيثة لتوحيد هذه المنظمات لأول مرة الأمر الذي تم بالفعل في مقر المنظمة في مايو 2011. واقترح أوغلي على الاجتماع إدانة استمرار أعمال القمع والاضطهاد العرقي ضدّ مسلمي الروهينغيا والطلب بإعادة حقوقهم المشروعة، بالإضافة إلى الطلب من الدول الأعضاء، وخاصة تلك التي لها تمثيل سياسي لدى حكومة ميانمار، أن تقوم، بكل ما لديها من وسائل وإمكانيات لإقناع حكومة ميانمار بإلغاء قانون المواطنة التعسفي الذي أصدرته عام 1982 والذي أفضى إلى إسقاط الجنسية عن مسلمي الروهينغيا. بدوره قال وقار الدين مدير عام اتحاد آراكان روهينغيا إنه جرى الأسبوع الماضي إزالة آخر مسجد في مدينة روهينغيا، مؤكدا أن المدينة لم يعد فيها أية مساجد في الوقت الذي يمنع فيه مسلموها من أداء الصلاة، خاصة في شهر رمضان الكريم. وأكد وقار الدين، الذي قدم عرضا للدول الأعضاء في الاجتماع أن الشرطة الميانمارية تشارك في قمع المسلمين وفي عملية العنف الممنهجة والموجهة ضدهم، وليس فقط أتباع الديانة البوذية. وأجهش وقار الدين في البكاء وهو يتوسل مندوبي الدول الأعضاء بالمنظمة التحرك من أجل نصرة إخوته الذين يقتلون ويشردون في آراكان. وأيد وقار الدين في تصريحات عقب الاجتماع فرض عقوبات اقتصادية على حكومة ميانمار، وتشديد العقوبات الغربية المفروضة عليها. من جهة أخرى، استعرض السفير عطاء المنان بخيت، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بالمنظمة، نتائج الاجتماع التشاوري الإنساني الذي عقدته المنظمة في كوالالمبور الجمعة الماضي، والذي أوصى بضرورة إنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار وإعادة تأهيل ولاية آراكان برعاية «التعاون الإسلامي»، وتنظيم حملة إعلامية دولية بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر دولي حول الاضطرابات في ميانمار، وإنشاء فريق من الشخصيات الدولية البارزة للمطالبة بحل سلمي دائم للأزمة الاجتماعية التي طال أمدها في ميانمار.