جاءت الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، إلى عقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي في مكةالمكرمة في يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في مرحلة تاريخية صعبة على العالم الإسلامي، حيث تسفك الدماء وتزهق الأرواح وتسقط حكومات وأنظمة ورغبة شعوب في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي في الخروج من عهد الديكتاتورية إلى الحكم الرشيد والاستقرار الأمني والسياسي. بهذه الكلمات استهل سعادة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي حديثه ل « الرياض « ، مضيفاً ان حكمة خادم الحرمين الشريفين ألهمت الأمة الإسلامية، لقيادة هذا العمل التاريخي والخروج بها من النفق المظلم لتبصر النور. فقد وجه خادم الحرمين الشريفين رسائل إلى جميع رؤساء وقادة العالم الإسلامي للمشاركة في المؤتمر الاستثنائي للتضامن الإسلامي بمكةالمكرمة يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر رمضان المبارك . وقال اوغلي نحن من جانبنا نقوم بدورنا، ونعمل على تحقيق نجاح هذه القمة بكل ما أوتينا من قوة، والتواصل مع الدول الأعضاء للمشاركة، ونعمل بكل جهدنا لتحقيق أعلى مشاركة في هذه القمة ، وتطرق اوغلي في حديثه ل» الرياض « للعديد من القضايا والاحداث التي تمر بها المنطقة خاصة والعالم الاسلامي عامة فالى الحوار : * ما هي البنود المطروحة في المؤتمر الطارئ والتي من شأنها وقف المسلسل الدموي السوري؟ - تأتي قمة مكةالمكرمة للتأكيد على معنى التضامن الإسلامي، من اجل تجاوز حالة التشرذم والتمزق التي تعيشها الأمة، وكذلك العمل على إيجاد حلول لازمات تعصف بالعالم الإسلامي... ويجب أن نفهم أن بعض الشعوب الإسلامية كانت تعيش خارج سياق التاريخ. وهذا هو الإطار العام الذي جرت فيه دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى انعقاد قمة إسلامية استثنائية في مكةالمكرمة. أما فيما يخص الوضع في سوريا، فمنذ اندلاع الأحداث في مارس من العام الماضي، اتضح انقسام المجتمع الدولي والإرادة الدولية المشتتة، كذلك النظام الرسمي أصبح غير قادر على تحقيق الأمن والاستقرار، وجاء تكليف كوفي عنان بتحقيق الأمن والاستقرار ومبادئه الست لكن لم يتحقق منها أي جديد. والمراقبون الذين ذهبوا وما زالوا متواجدين لم يحققوا أي جديد. إذن هناك عجز في النظام الدولي بالتحديد.. والوضع يحتاج إلى اتفاق بين القوى العالمية الخمس وهي موزعة بين معسكرين شرقي وغربي كما نرى الآن، فالحرب الباردة عادت مجددا من الباب السوري.. روسيا والصين في جهة وأمريكا والغرب في الجهة الأخرى . الاتفاق بين القوى العالمية في المعسكرين الشرقي والغربي هو المخرج للأزمة السورية والوضع الراهن ينتهي بنا إلى انه إما أن يحدث اتفاق يجري تطبيقه على الأرض، أو أنه سيحسم بالحرب الدائرة الآن، والتي ستنتهي إلى إسقاط النظام، أو أن النظام سيبادر في اللحظة الأخيرة لكي يضحي من أجل شعبه ووطنه وأن يدرك أنه في لحظة فارقة في التاريخ بأن الزعماء يجب أن يضحوا من أجل شعوبهم وليس العكس. * ما هي الموضوعات التي سيتم مناقشتها في المؤتمر الطارئ إلى جانب القضية السورية والاجتماعات التحضيرية؟ - سوف يسبق عقد القمة الإسلامية الاستثنائية اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول الإسلامية وآخر لكبار الموظفين، وأعتقد أن عقد القمة الإسلامية الاستثنائية في شهر رمضان المبارك حيث ستتزامن مع ليلة القدر المباركة سيكون بوابة خير على الأمة الإسلامية، وعلى جميع قادة الدول الإسلامية مسؤولية تاريخية. أكمل الدين إحسان أوغلى وهناك قضايا عاجلة لا بد من اتخاذ قرارات لمواجهة هذا الوضع الخطير، ولا بد من بلورة رؤية جديدة لمواجهة خطر الشرذمة والتفكك في الصف الإسلامي. ولا بد من الاتفاق على خطة لوقف سفك الدماء وإزهاق الأرواح، ونحن اليوم أمام ضرورة اتخاذ قرار لحماية الشعب السوري، حيث سيكون الملف السوري حاضرا في القمة وعلى رأس جدول الأعمال كونه يعد أحد أبرز القضايا، والوضع في سورية يتطور كل يوم والقمة عندما تنعقد ستنظر في تطورات الوضع، وتتخذ أعلى قرار ممكن لإيقاف سفك الدماء وإنقاذ سورية والمنطقة من ويلات الحرب الأهلية، ومن انتشار العنف. وهناك ملف مهم أمام القمة الإسلامية يتمثل في أعمال العنف والظلم والاغتصاب والأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها المسلمون في بورما ويتوجب على الدول الإسلامية رفع الظلم عن إخواننا الروهينجيا المسلمين في إقليم أراكان.. هذه القضية التي أخذت بعدا سيئا جدا وهناك محاولات تصفية عرقية وتصفية دينية في بورما ونحن نقوم في هذا بجهد كبير جدا لكنه يحتاج إلى معالجة على مستوى عال من القمة. ومن المؤكد أن القضية الفلسطينية والقدس الشريف ستتصدر أعمال القمة، وهي القضية التي كانت سببا في إنشاء منظمة التعاون الإسلامي. *ما هي القرارات المتوقع إعلانها في ختام المؤتمر؟ - تتطلع شعوب الأمة الإسلامية إلى أن تخرج قمة مكةالمكرمة بقرارات شافية تطبق على أرض الواقع فيما يخص القضايا الحرجة التي يشهدها العالم الإسلامي، ونتمنى من زعماء العالم الإسلامي أن يظهروا الإرادة السياسية القوية من أجل تجاوز الأزمة، وأن يجنبوا العالم الإسلامي العنف والآلام، وأن ينفرج هذا الاحتقان السياسي وإذكاء الحوار السياسي بين الفرقاء، وأن تتم مواجهة العنف ليعود العالم الإسلامي إلى بناء قدراته من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ظل الحكم الرشيد، وأن تكون هناك مراعاة للقيم الإسلامية والإنسانية وحقوق الإنسان، وتحقيق الرفاهية للشعوب والقضاء على الفساد المستشري في المجتمعات الإسلامية. ومن بين أبرز القرارات المتوقعة: قرارات لحل الأزمة السورية، تعزيز التضامن الإسلامي والعلاقات بين الدول خاصة بعد المتغيرات الكبرى التي شهدتها المنطقة العربية، قرارات قوية بشأن تهويد مدينة القدس، وقرار واضح وقوي بخصوص قضية شعب روهينجيا المسلم في بورما. * ماأبرز الأهداف الإستراتيجية لمنظمة التضامن الإسلامي ؟ - أنشئت المنظمة على مفهوم التضامن الإسلامي، وهو الشعار الذي رفعه الملك فيصل رحمة الله عليه، وشعار التضامن هو الكلمة الأساسية التي تجسد معنى الأمة. وقد اجتاز التضامن الإسلامي عدة مراحل على مدى 40 عاما، أبرزها قمة مكة عام 2005 لأنها وضعت ترجمة عملية للتضامن بعدة أشكال ليس بمجرد شعارات فقط، ولكن في إطار تحقيق أهداف معينة سواء في العمل السياسي أو في الاقتصاد او في التجارة، حيث ارتفع حجم التجارة البينية في الدول الأعضاء من 13 في المائة إلى 18 في المائة في آخر إحصائية ونهدف إلى بلوغ 20 في المائة في العام 2015 .