«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالتان قويتان لنظامي سورية وميانمار ..وإرادة سياسية تجمع على نهاية الأسد
منتدى «عكاظ» يثمن مبادرة خادم الحرمين.. ويبحث مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أعمال القمة الاستثنائية

أبدى المشاركون في منتدى «عكاظ» آمالهم في أن تخرج القمة الإسلامية الاستثنائية التي ستعقد في مكة المكرمة يومي 26 و 27 من شهر رمضان المبارك بإجراءات عملية فاعلة، وبقرارات تنفيذية تحسم الملفات الثلاث العالقة في أذهان العالم الإسلامي، وهي القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والانتهاكات في الروهينجا ومسلمي بورما.
وكشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى الذي حل ضيفا على منتدى «عكاظ» بحضور أعضاء في مجلس الشورى والمجلس الوطني السوري وممثلين عن الروهينجا ومسلمي بورما ومراقبين سياسيين عن ملامح جدول أعمال القمة والنتائج التي ستخرج بها، مشيدا بدور خادم الحرمين الشريفين في احتواء الأزمات التي تمر على العالم الإسلامي، واصفا دعوته إلى عقد القمة بأنها «نبعت من شخصية هي رمز للإسلام والمسلمين.. بحيث لايمكن أن يجمع شمل هذه الأمة رجل غير الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
• نائب رئيس تحرير«عكاظ»محمد المختار الفال يستهل المنتدى: نرحب في «عكاظ» بمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، عبر هذا المنتدى الذي يضم نخبة من أعضاء مجلس الشورى والمجلس الوطني السوري وممثلين عن الروهينجا ومسلمي بورما وكتاب صحفيين مهتمين بالشأن السياسي، وقد سعت «عكاظ» لعقد هذا المنتدى قبل انعقاد القمة الاستثنائية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين أملا في أن نستشرف ما يمكن أن تناقشه القمة من موضوعات، خاصة ما يتعلق بالأزمة السورية والانتهاكات التي ترتكب بحق مسلمي بورما بجانب القضية الفلسطينية.. ففي البداية الكلمة لكم يا معالي الأمين للحديث عن ملامح القمة المقبلة.
• الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي: القمة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين في هذه الأيام المباركة في هذا البلد المبارك مكة المكرمة أعتقد أنها قمة جاءت في وقتها، في وقت وصلت الرغبة في عقدها إلى الذروة، بمعنى أن العالم الإسلامي كان ينتظر من خادم الحرمين الشريفين أن يبادر بهذه الخطوة، والسؤال هنا: لماذا يتوقع المسلمون أن تكون هذه الدعوة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز؟ لأنه في هذه الأزمة التي يعيشها العالم الإسلامي لا أظن أن هناك اسما آخر من الزعماء المسلمين الذين ينعقد حولهم توافق الأمة الإسلامية، حتى من يختلف معه في الرأي أو في السياسات لا يمكنه أن يشكك في أن خادم الحرمين الشريفين رمز للإسلام والمسلمين، بشخصيته ومكانته وتاريخه الطويل فوق كل الخلافات، وقد أثبت بمبادرات عديدة عبر عقود مديدة أنه فوق كل الخلافات حقا، ويتسامى عنها.. إذن لا يمكن أن يجمع شمل هذه الأمة رجل غير الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فالقمة جاءت في وقت تتطلع فيه الأمة لمن يجمع شملها، لذا نحن ننتظر من هذه القمة أن تتخذ قرارات لجمع شمل الأمة، فعندما ننظر إلى هذه القمة لا شك أننا سنتحول إلى القمة الاستثنائية الثالثة التي دعا إليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيضا في بداية سنة 2005م وهو ولي للعهد، فكانت تلك الدعوة مخلصة ومبتكرة في الوقت نفسه، فهي مخلصة في ندائه للأمة وأنه يريد جمع شملها، وأن يجتمع زعماء العالم الإسلامي حول البيت الحرام ليتذكروا مسؤولياتهم أمام الله تعالى وأمام شعوبهم وضمائرهم لتجاوز الأزمة، فكانت قمة تاريخية بكل المعايير لأنها استطاعت أن تضع أسلوبا جديدا للعمل الإسلامي، وهو التضامن في العمل، وإحياء مبدأ التضامن هذا الذي أسسه الملك فيصل رحمه الله ، لأنه في فترة ما قبل عام 2005م وصلت مرحلة التضامن إلى مرحلة بيانية، لم تتخذ فيها كثير من الإجراءات التي تؤكد هذا المعنى التضامني، الذي يصل مردوده إلى الرجل في الشارع، أي عندما تمشي في «واجا دوجو» عاصمة بوركينا فاسو وتلتقي عشرات ومئات وآلاف المسلمين هناك، فإنهم يسألونك «ماذا صنع المؤتمر الإسلامي حتى الآن؟ وأنتم تتكلمون عن الوحدة الإسلامية وعن التضامن والتعاون.. فأنا كمواطن إسلامي أعيش في فقر هنا ووسط مشكلات كبيرة وأنتم تتكلمون عن التضامن الإسلامي.. فما معنى هذا الكلام؟». فيبقى هذا مجرد إمنيات. بينما غيرت قمة مكة 2005م هذا المشهد، وترجمته إلى واقع، لأنها تبنت لأول مرة في تاريخ المنظمة خطة عشرية، تتضمن إجراءات عملية ومشاريع وبرامج، بدأ تنفيذها من ذاك اليوم إلى يومنا هذا، خاصة المشروع الذي بادر خادم الحرمين الشريفين بطرحه حول مكافحة الفقر، بالإضافة إلى المشروع المعني بالتنمية في أفريقيا، والوسطية في الإسلام، ومشروع لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث كان معدل التجارة البينية بين الأعضاء من 13 إلى 14 في المائة من مجموع التجارة الكلية، بينما قفزت في 2011 إلى 18 في المائة، ونطمح لتحقيق الهدف في 2015 بأن تبلغ 20 في المائة، في هذا الصدد كان حجم التبادل التجاري بين الأعضاء في حدود 220 مليار دولار، وقفز الآن إلى 600 مليار دولار. ننتقل إلى الشأن الديني، وعلاقة الدين بالسياسة، فقمة مكة جعلت الوسطية والاعتدال هدفا مع الحداثة وربطت الاثنين معا، بمعنى أنه لا يمكن أن تحقق الوسطية في بلد متخلف اقتصاديا، وإلا سوف تكون هنالك راديكالية وتعصب وعنف لتحقيق أهداف اجتماعية غير ممكنة من طرف الإدارة الموجودة، وهذا يولد تطرفا سياسيا يأخذ السمة الدينية، ومن هنا تبدأ الحركات التي تأخذ من الإسلام شعارا لها وهي في الواقع انعكاس لأوضاع اقتصادية واجتماعية نتيجة الفساد في الحكم والظلم والقهر الاجتماعي وغيرها، فهذه المشاريع كلها تولدت عن قمة مكة، وهي تسير في مجراها الآن، ولكن عانينا من دول لا تتعامل معنا بهذا التجاوب، فمثلا أنشأنا لجنة حقوق الإنسان في المنظمة، واستطعنا أن نتجاوز كل العراقيل التي وقفت أمام إنشاء هذه اللجنة، حتى تحقق إنشاؤها وهي تعمل الآن، كذلك الحال في مركز الدراسات المتقدمة في التكنولوجيا والعلوم، وآخر لقضايا المرأة، وكل هذه المراكز واللجان كانت ثمرة غرس خادم الحرمين في قمة مكة 2005.. واليوم ونحن منذ عام ونصف نعيش في أصعب الأحوال التي يعيشها العالم الإسلامي منذ قيام الحرب العالمية الأولى، فيجب أن لا تقتصر أنظارنا على حدود العامين الفائتين، بل ننظر إلى تاريخ مديد وكيف تشكلت فيه خارطة هذه المنطقة، وكيف تولدت الأوضاع التي نعيشها، ولماذا تعيش المنطقة هذه الظروف الصعبة بينما لا نجد لذلك مثيلا في مناطق أخرى، فإذا لم نفكر في العمق التاريخي بمنهجية ونقف عند المقارنات فلا يمكن أن نفهم أنفسنا مجردين عن السياق الاجتماعي الذي نعيش فيه، ولا يمكن أن نفهم السياق الاجتماعي هذا إلا إذا نظرنا إلى سياق آخر مماثل له، فمثلا العالم العربي يمر بهذه الأحداث وينسى بلدا إسلاميا آخر مثل قرغيزستان مرت بنفس الظروف قبل عامين، وكذلك دول البلقان وأوروبا الشرقية ودول إيروسيا عاشت هذه الظروف قبل عشرين عاما عند انهيار الاتحاد السوفيتي.. فالآن عندما تنظر إلى هذه البانوراما الواسعة، وتدرك أنه لا يوجد هناك من يستوعب المشهد العظيم تشعر أنك في ضياع وفراغ، ولكن عندما تعرف أن هنا شخصية لها مكانة مرموقة فوق كل الحسابات والسياسات المحلية الضيقة وهي تنظر إلى العالم الإسلامي نظرة شمولية وتشعر بمسؤولية تجاه هذه الأمة، فإنك حتما سوف تدرك أن هذه القمة جاءت في الوقت الذي يجب أن تحل فيه.. فهذه هي العوامل التي دعت إليه عقد القمة والأساس الذي تبنى عليه.
القمة والموقف من سورية
• نائب رئيس تحرير«عكاظ» محمد الفال يسأل: لا شك أن حديثكم في مقدمة هذا المنتدى يشعرنا جميعا بأهمية هذه القمة، ولكن يا معالي الدكتور كما ذكرتم إذا كان المواطن في بوركينا فاسو يسأل عما استفاد من القمم السابقة، فإن المواطن أيضا في هذه الظروف يسأل ماذا ستقدم القمة للقضية السورية؟
• الأمين العام: هذه قمة ملوك ورؤساء وأمراء دول، فعلى هؤلاء أن يشاركوا في حمل المسؤولية، بمعنى أن المسؤولية لا يمكن أن تُلقى على كاهل دول محدودة، أو على كاهل المنظمة وأمانتها العامة، فلا بد إذن من إرادة سياسية قوية تجد حلا لهذا المشكل، وتعطي رسالة واضحة للرأي العام الدولي عما هو موقف الأمة الإسلامية من سفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير البلاد، في المقابل تعطي رسالة للنظام.
توصيات مفصلية تحضر للقمة
• أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب يسأل: لاشك أن عقد قمة بهذا المستوى والحجم يتطلب أرضية ملائمة والمزيد من الاستعدادات، فما أبرز هذه الاستعدادات الكفيلة بخوض غمار مناقشة الأزمة السورية والانتهاكات التي تشهدها بورما بجانب القضية الأم التي أنشئت من أجلها المنظمة وهي القضية الفلسطينية؟
• الأمين العام: من الناحية المنهجية سوف يسبق القمة اجتماع لوزراء الخارجية، وقبله اجتماع لكبار الموظفين، وهذا بدءا من 23 رمضان ولمدة يومين، وهذه الاجتماعات لن تُبنى على فراغ، فالقضايا الثلاث تمت فيها إجراءات عملية تعبر عن قرارات المنظمة في مراحل محددة.. فمثلا ما هو حول الأزمة السورية فقد عقد اجتماع اللجنة التنفيذية الشهر قبل الماضي، واتخذت عدة توصيات، سوف ترفع إلى القمة، والحال ذاته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أما فيما يتعلق بالروهينجا فلدينا يوم غد الأحد اجتماع لمناقشة قضيتهم، بحضور رئيس جمعية اتحاد مسلمين الروهينجا في إقليم راخين في ميانمار الدكتور وقار الدين، وهنا أود أن أشير إلى عمل أساسي قامت به المنظمة العام الماضي، يتمثل في جمع شمل المنظمات والجمعيات التي تخص الروهينجا بعد أن كانت مبعثرة في العالم كله، حتى تكون اتحاد روهينجا أراكان تحت مظلة المنظمة يضم 25 منظمة وجمعية، وقد تناولت قرار اتحادهم في اجتماع وزراء الخارجية في الأستانا بكازاخستان، حتى تتم الموافقة عليه من قبل وزراء خارجية الأعضاء ال57 جميعهم، ويقبلوا بها كاتحاد رسمي، ويعتبروه الممثل الشرعي عن مسلمي الروهينجا.. فهذه هي الاستعدادت إجمالا، لكنها لا تعني أن هذا هو القول الفصل، إنما تمهيد لما سوف تُبنى عليه القمة. ونحن جميعا نتوق إلى أهداف كثيرة، ولكن بعضها لا يمكن تحقيقه، بل قد يكون مبنيا على أوهام، فمثلا الحديث عن السوق الإسلامية المشتركة، لا يمكن لأحد أن يقول لا نرغب في سوق إسلامية مشتركة، ولكن كيف تنشئ سوقا مشتركة ومعدل الدخل في بلد ما 300 دولار وفي آخر 25 ألف دولار؟ وكيف تقيم سوقا مشتركة بين المالديف وبنجلاديش وبروناي والسينغال؟ فالمطالبة بالسوق المشتركة أمر غير عقلاني، لذا أعددنا خطة عملية سليمة في قمة 2005 لم نقل فيها سوقا إسلامية مشتركة، بل قلنا زيادة التبادل التجاري، وخلق مناطق للتجارة الحرة، قد نسير على هذا 20 أو 30 عاما، بعدها نفكر في سوق مشتركة، فالعمل الإسلامي المشترك من أصعب الأمور لعاملين اثنين: النزعة الدينية الروحية، وحقائق على الواقع معقدة لا يمكن بمجرد النوايا الطيبة حلها.
القمة تخرج بقرارات عملية وفاعلة
• الكاتب الصحفي الدكتور حمود أبو طالب يسأل بصراحة: دعني يا معالي الأمين أتكلم بوضوح، فإن هنالك قمما عديدة عقدت على مدى أعوام، لكن الملموس أنها تنتهي بمجرد توصيات بينما الأمة الإسلامية لا تزداد بعد كل قمة إلا فرقة ولا نرى انعكاسا للتنظير الذي تشهده المؤتمرات.. فما هي العوامل التي يرى معاليكم أن هذه القمة سوف تبعث على شيء من التفاؤل بأن لا تنتهي إلى توصيات لا تنعكس على أرض الواقع؟ كذلك تحدث معاليكم عن قمة 2005 ووصفتموها بأنها مفصلية وتحولية في العالم الإسلامي وبناء عليها اتخذت خطة عشرية لبناء التنمية، والكل يعلم أنها لا تنفذ خطط التنمية بلا استقرار سياسي، فما الذي فعلته المنظمة في سبيل تهيئة الاستقرار السياسي كي تتحقق تطلعاتها؟ أخيرا ننتقل نحو المسرح في سورية الذي تديره وتفصل مقدراته القوى الأعجمية الأجنبية ويقابله عمل لا يرقى إلى التعامل مع خطورة الأزمة السورية وما بعد الثورة.. فما الذي يراه معاليكم أن تصنعه الدول الأعضاء في المنظمة وهي تملك إمكانات ضخمة؟
• الأمين العام: أنت تقول إن القمة تبدأ وتنتهي بقرارات لا يتم تفعيلها، فأريدك أن تحاسبني على القمم التي تشرفت وكنت خادما على ترتيبها، ولا تسألني عما قبلها، فأول قمة نظمتها كانت سنة 2005، وأنا آمل أن تطلعوا على الإنجازات التي حققتها المنظمة منذ ذاك التاريخ، لتتعرفوا على البرامج والمشاريع التي أُنجزت، في المقابل برامج لم تبدأ ولن تبدأ، وأقولها بصراحة إننا فشلنا فيها، فمثلا في جانب العلاقة بين الدين والسياسة، انظر إلى قرار قمة مكة في موضوع الوسطية والاعتدال والمذاهب، عندما ترى أنه لأول مرة في تاريخ الإسلام وليس فقط في تاريخنا المعاصر اجتماع زعماء الأمة كلهم ليقروا بمساواة المذاهب الثمانية، أربعة مذاهب منها سنية، واثنان شيعية، بجانب الإباضية والظاهرية. فهذا قرار تاريخي صدر في ديسمبر 2005، واستطعنا أن نجمع كبار الزعامات الدينية في السنة والشيعة في أكتوبر 2006، من شمال العراق إلى بغداد وحتى النجف، وقالوا لي «إنه في تاريخنا المعاصر لا نعرف مثل هذا الاجتماع الذي رتبته أنت هنا»، وقد صنعت هذا الاجتماع ليس تحت مظلة المنظمة، بل مجمع الفقه الإسلامي رغم أننا مَن قمنا به، وطيلة هذه الشهور كنا نعمل على إقناع الطرفين ليجتمعا على طاولة واحدة، فلم يكن الأمر سهلا، حيث رفضوا أن يتحدثوا مع بعضهم، وأن يركبوا الطائرة سويا، وأن يذهبوا عبر الحافلة من المطار إلى مكة، حتى تمكنا في الآخر من أن يوقعوا على وثيقة من 10 مواد في ليلة القدر سنة 2006 بمكة المكرمة، فكان لها مفعول السحر في بغداد، حتى توقف الاقتتال بين الطوائف، وانتهى الصراع الديني المذهبي في العراق، وإن كان الصراع السياسي مستمرا، وسيظل مستمرا.
تغيير النظام السوري
• مدير تحرير أحمد عائل فقيهي يستوضح رأي الأمين العام قائلا: القضية السورية وقد غدت متداخلة ومتشابكة، ولم يعد الصراع فيها بل أصبح عليها.. ماذا ستقدم القمة لحل الأزمة؟
• الأمين العام: الواقع أن الأزمة في سورية تأخذ كل يوم بعدا جديدا مأساويا، بين سفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير المدن، حتى بلغ الأمر إلى أن النظام والإرادة السياسية الحاكمة يريد أن يضحي بالبلد كي يبقى، بينما الأصل أن يضحي الساسة من أجل الشعوب، لا أن تضحي الشعوب من أجل الساسة، وهنا أود أن أربط ما يجري في العالم العربي بما جرى في قرغيزستان سنة 2009 و 2010 حول رغبة الشعوب المسلمة في تغيير نظم الحكم التي توارثتها الأجيال أبا عن جد، فهذا تحول دولي نتيجة ليقظة الشعوب، فالآن الفلاح أو البدوي الأمي الذي يعيش في قريته بالعالم العربي أو بأفريقيا أصبح يرى العالم خارج محيطه الصغير، بعد أن كان قبل 50 عاما لا يعرف إلا قريته ومضرب خيام قبيلته، فصار يجلس أمام شاشة التلفزيون ويرى أحوال العالم بلغته الوطنية، فيشاهد أن العالم يدار بطريقة تختلف فيها عن الطريقة التي يدار فيها بلده.. فهذا الوضع غيّر من موقف المواطن من الدولة، فليس هو الموقف الذي كان قبل 20 أو 10 أعوام، فلا يمكن لأحد أن يقف أمام هذا التغيير الذي يشهده العالم كله، فمثلا في سورية كانت آخر حكومة ديمقراطية فيه سنة 1961م، وعلى مدى 50 عاما حتى اليوم والشعب السوري يعيش تحت حكم ديكتاتور، والحالة ذاتها في مصر منذ عام 1952م، فمن 50 عاما إلى 60 عاما وشعب محدد يعيش خارج سياق التاريخ، لا يعرف شيئا اسمه ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا غيره، وفي فترة وجيزة أصبح يرى العالم كله، يرى الانتخابات والتغيير الذي تشهده الدول في أوروبا وآسيا وأفريقيا وغيرها، ويرى أن الزعيم في بلده توارث الحكم عن جده وأبيه ويريد أن يورثه ابنه وأحفاده وهو فقير ومحروم من كل شيء، فهذا لا يمكن أن يستمر، فالذي حدث في تونس بسبب شاب أحرق نفسه من أجل لقمة العيش فجر الثورة كاملة، فلا يمكن لأحد أن يوقف هذه الثورة، بل يمكنه أن يفكر كيف يتعامل معها بعقلانية وبشكل تدريجي وبوسيلة تلبي احتياجات الشعوب ومتطلباتها وتوصله إلى بر الأمان، أو أن يتحدى هذه المطالب، فمن تحدى المطالب انتهى، ومن تجاوب معها نجح. فما هو المخرج من هذا المسلسل الدموي في سورية الآن؟ هناك طريقان، إما أن النظام الحالي يرجع إلى صوابه ويقبل بالواقع ويبدأ في الحوار البناء مع المعارضة من أجل تغيير النظام وبناء نظام ديمقراطي شفاف جديد به تعددية حزبية، أو أنه يستمر في هذا الطغيان وبالتالي تكون النهاية خراب أكثر ونهاية حتمية لنظامه، وأي نظام بهذا المستوى من الظلم لا يمكنه أن يبقى ويظل، وهنا يبرز دور القمة في أن تبعث رسالة إلى هذا النظام السوري وإلى المعارضة والعالم كله حول موقع قلب الأمة الإسلامية وضميرها وموقفها من هذه الأحداث، ونحن في الأمانة العامة عبرنا عن موقفنا، واللجنة التنفيذية كذلك اجتمعت في شهر يونيو الماضي وأوصت بتعليق عضوية سورية وقرارات أخرى سوف ترفع إلى الاجتماع الوزاري وإلى القمة.. وهناك مؤشرات واضحة أن القمة سوف تبعث رسالة قوية جدا.
التدخل العسكري في سورية
• عضو مجلس الشورى والخبير السياسي الدكتور صدقة بن يحيى فاضل يسأل عن الحلول العسكرية: قلتم إن القمة سوف توجه رسالة إلى النظام السوري، ونحن نعلم أن هناك عدة رسائل تلقاها النظام ولم يعرها أي اهتمام، فهل سوف تفكر القمة في إرسال قوة حفظ السلام مثلا؟ وما هي الترتيبات التي أعدتها بهذا الشأن؟
الأمين العام: لا أحد يفكر هذه الأيام إلا في كيفية تفريج سورية من الأزمة التي تعيشها، وكلنا يريد بلوغ النهاية السعيدة بانهيار النظام وقيام نظام جديد، ولكن عندما نتكلم عن الأمم المتحدة أو الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أرجو ألا ننسى أننا نتكلم عن منظمات حكومية، وإدارة هذه المنظمات تعبر عن الاتفاق الذي تتوصل إليه الدول، وفي كل هذه المنظمات شرقا وغربا لا يوجد إلا منظمة واحدة لديها قوة إجرائية على الأرض، وهي الأمم المتحدة في مجلس الأمن وليس في الجمعية العمومية، فالاتحاد الأفريقي استطاع أن يؤسس مجلسا للسلم والأمن، ونحن أردنا أن نؤسس مثل هذا الشيء ولم ننجح رغم سعينا لذلك منذ سنة 2009م حيث طرحتُ الفكرة سنة 2006م، وعلى مدى 3 أعوام تبلورت الفكرة في مذكرة طرحتها على الطاولة، ولو نجحنا لكان بالإمكان فعل الكثير، كأن نرسل قوات حفظ السلام بعد موافقة الدولة، وإن لم توافق الدولة فهذا يعيدنا من جديد إلى مجلس الأمن، ولكن مجلسا للأمن في المنظمة بلا شك يمنح القوة.. نعود إلى سورية فمند بداية هذا العام وأنا أكرر كلمة محزنة «هناك اتفاق دولي على الأمر الذي يجب ألا يتم، وليس هناك اتفاق على الأمر الذي يجب أن يتم»، فهذا هو ملخص الأزمة في سورية، لأن الاتفاق لا يحصل إلا في مجلس الأمن، والمجلس حساباته معروفة، وهذه الحسابات تحولت إلى حرب باردة من جديد حول سورية، والحرب الباردة اختفت من سنة 1990 و 1991م وعادت اليوم، لأن ميزان القوى بدأ يختلف، والمصالح بدأت تختلف، فالإمكانية أصبحت في الإصرار على إنهاء الصراع وبدء الحوار وتحقيق الانتقال السلمي للعملية السياسية، وهنا تأتي أهمية القمة في أن تضع ثقلها حول أهداف ومطالب محددة، وتأتي باتفاق 57 دولة.
المجلس الوطني يرفض مساومة الأسد
• عضو المجلس الوطني السوري والناطق الإعلامي باسم المجلس محمد سداد العقاد : لا أفضل المبالغات عن أهمية وحجم بلاد الشام كونها نافذة الثغور وجوار القضية الأم في فلسطين، لذا عندما نصر نحن في المجلس الوطني على أن تكون للقضية السورية أولوية فإننا نمتلك شيئا كبيرا من الحق.. أختصر وأقول إن هناك جانبين في القضية، الأول يتعلق بحجم الظلم والمعاناة التي يقاسيها الشعب السوري والفساد في العقيدة والمبدأ والسلوك الذي بلغ إلى حدود الكفر بالقول بأنه «لا إله إلا بشار»، فهذه المأساة تحتاج إلى نصرة معنوية دون أن تجري أية مساومات كي لا يشعر المراقبون أننا والنظام على فرسي رهان أو على فنجان واحد.. ما نطلبه من القمة أن توجه رسالة واضحة للنظام، ورسالة للشعب تطمئنونه فيها بالوقوف إلى جنبه في اتجاهين، الإغاثي وضمان الاستقرار.
• يضيف أديب الشيشكلي عضو المجلس الوطني وحفيد الرئيس السوري الأسبق: بنفس الاتجاه الذي تحدث عنه زميلي الأستاذ محمد سداد العقاد فإنني أعزز مطالب الشعب بأنهم ينتظرون وقفة العالم في تفريج الأزمة التي أحيطت بهم، وعلى وجه الاستعجال التخفيف عن معاناتهم بدعم الخدمات الصحية والإغاثية.
• الأمين العام: بعيدا عن التعبيرات التي أطلقناها رسميا على الملأ وتناقلتها وسائل الإعلام، وقد نشرتها «عكاظ» مشكورة، أود أن أقول هنا إنني أشعر بألم كبير، لأنني أحب سورية والشام، وأرى فيها شيئا لا أراه في كثير من عواصم العالم الإسلامي شرقا وغربا، إذ أرى فيها استمرارية التاريخ الإسلامي وروح الحضارة الإسلامية الرفيعة، سواء في العمارة أو المعيشة والملبس والمأكل والعادات أو في الثقافة وحتى الموسيقى، فنحن في تركيا نقول «مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والشام الشريف»، فأنا أستشعر هذا التاريخ والرابط مع العاصمة الأولى للحضارة الإسلامية، وفيما أعيش هذا الألم أتمنى أن تنكشف الغمة وتنتهي هذه المأساة في أقرب الآجال. أما موضوع الإغاثة فقد شاركنا الأمم المتحدة في شهر أبريل الماضي لتقصي الحقائق، وعدنا بتقرير ضخم جدا نشرته الأمم المتحدة بالتعاون معا حول الوضع الإنساني هناك، وبناء على هذا التقرير بدأ العمل على المستوى الدولي والإنساني، ونحن الآن بصدد إرسال مجموعة من المستشفيات المتنقلة إلى الحدود الأردنية واللبنانية والتركية، وأنا أقول على الحدود لأن الحكومة السورية لم تسمح لنا بالدخول رغم أنها وعدتنا بذلك.
خطوات لوقف المجازر في بورما
• أمين مجلس الجالية البورماوية في المملكة والباحث الاجتماعي في شؤونها عبدالله بن سلامة معروف يطرح ملف الروهينجا: نحن نتواصل مع المسلمين في بورما بشكل يومي، ونرصد معهم كل المستجدات بواقع عمل لا يقل عن 18 ساعة في اليوم مقابل التعتيم الإعلامي، فليس هنالك بشر سحقوا على وجه الأرض كما يسحق الروهنجيون في إقليم أركان اليوم، وليس هنالك دين أهين كما أهين الإسلام في أراكان، فحقيقة نحن خسرنا الأرض وخسرنا التاريخ وأصبحنا هذه الأيام نخسر أعراض أمهاتنا وبناتنا وفتياتنا، فلم يبق لنا أمل إلا في هذه القمة، فما هي الإجراءات الفعلية التي يمكن أن تتخذوها في هذا الشأن؟
• الأمين العام: دعوني في البداية أن أذكر ببعض الحقائق التاريخية حول الروهينجا، فالمنطقة التي تعرف الآن باسم«أراكان» يعود دخول الإسلام فيها إلى الثامن الميلادي، ودخل الإسلام فيها عن طريق التجار والرحالة واهتدى الناس للإسلام، وكان لهم مملكة مستقلة، المشكلة بدأت بعد دخول بريطانيا واحتلالها بورما لمدة 120 عاما، حيث انتهجت سياسة «فرق تسد»، ثم اليابان احتلت المنطقة، وفي سنة 1948م استقلت بورما، فنشب عنف بعد الاستقلال، حيث تحاول كل مجموعة أن تسيطر على الأخرى، واستمر الوضع هكذا حتى سنة 1962م بانقلاب عسكري نقل السلطة من حكومة ديمقراطية إلى عسكرية، وفي مطلع سنة 1978م بدأ تسجيل المواطنين وعمل إحصاء وطني، إلا أنه في 1982م أصدر العسكر قانون الجنسية وشجبوا الجنسية عن كل المسلمين الموجودين في الروهنجا.. انتقالا إلى الآن، فإننا أعدنا في المنظمة سنة 2005م قسم الأقليات، وبدأنا نستقطب عناصر من الأكاديميين والشخصيات الدبلوماسية ذات الخبرة، وأعددنا خطة للتعامل مع الأقليات في العالم الإسلامي، ومنها بدأ التعامل مع الروهنجا، وعندما قامت أعمال العنف في 11 يونيو الماضي أصدرنا بيانا قويا دعونا فيه السلطات في ميانمار لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا العنف، بعد ذلك بدأت سلسلة واسعة من النشاط الدبلوماسي، إذ بعثنا رسالة إلى المنتخب الجمهوري الجديد، وإلى ممثلة المعارضة رئيسة الرابطة الوطنية للديمقراطية، فاستخدم رئيس الجمهورية تعبيرا يدان عليه ويعتبر جريمة ضد المواطنين، حيث قال «لا نريد هؤلاء فليذهبوا إلى أية جهة أخرى»، فهو يريد أن يخرج المواطنين أهل البلاد من ديارهم، بينما تحدثت رئيسة الرابطة الوطنية عن كل المشاكل السياسية وما يتعلق بحقوق الإنسان في الداخل والخارج أثناء خطبتها أمام البرلمان البريطاني ولم تذكر المسلمين بتاتا، فكتبت لها رسالة «أرجوك أن تعتبري أن مشكلة المسلمين في بلادك هي جزء لا يتجزأ من قضية حقوق الإنسان والمواطنة»، فلو لاحظتم بعد عودتها من أوروبا ذكرت لأول مرة مسألة الأقليات في ميانمار، وهذا نتيجة الضغط الذي مارسناه.. وفي المقابل أجرينا اتصالات واسعة مع الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوربي، والأمين العام لاتحاد جنوب شرق آسيا «آسيان»، وفي 4 يونيو أثناء اجتماع اللجنة التنفيذية دعوتُ جميع الأعضاء لإدانة أعمال العنف ضد المسلمين، وبدأت بعض الدول الإسلامية تهتم بالأمر، والآن دعونا مجلس حقوق الإنسان لاجتماع في جنيف يوم الجمعة قبل الماضي، وكتبت لوزراء الخارجية أن يصدروا تعليمات لممثليهم في نيويورك بأن توضع القضية على جدول أعمال مجلس الأمن. وعلى صعيد القمة فأؤكد لكم أن هناك تجاوبا إيجابيا من دولة المقر المملكة العربية السعودية، وسوف تخرج رسالة قوية من القمة في هذا الموضوع.
مصالحة جديدة بين الفلسطينيين
• نائب رئيس التحرير محمد الفال يثير تساؤلات حول انطفاء وهج القضية الفلسطينية: هناك قضية محورية مزمنة، ومن شدة آلامها أصبحت تنزاح في السنوات الأخيرة تحت الظل، وهي القضية الفلسطينية، في المقابل نجد تزايد الاستيطان.. فماذا عملت المنظمة في هذا المجال وكذلك الصلح بين الفصائل الفلسطينية؟
• الأمين العام: قضية فلسطين هي القضية الأولى وسبب إنشاء المنظمة، والمنظمة استطاعت في السنوات الأخيرة تغيير توجهاتها من الاهتمام البياني والبلاغي إلى الاهتمام العملي، ولا أدعي أننا نجحنا في كل شيء، لأن القضية لها أبعاد، والمؤثرات الدولية وموازين القوى فيها معروفة، فنحن نعمل في ظل هذه التوازنات إلى أن تتغير موازين القوى، وقد استطعنا في عدة مجالات أن نكون في خدمة القضية، وآخر إنجاز قمنا به هو دخول فلسطين عضوا كاملا في اليونسكو، وهذا شيء نعتز به، وتعتبرها خطوة تاريخية أقدمت عليها المنظمة لطالما أنها ضمنت 50 صوتا في اليونسكو لتحقيق العضوية.. نأتي إلى مشكلة القدس، فتناولها بدأ يتحول إلى الاهتمام بمشاريع التعليم والصحة وغيرها. أما في الجانب السياسي فأنا أعود بكم إلى 2006 عندما نجحت حماس في الانتخابات وظهور المشكلة بينها وفتح، فكان دور المنظمة أنها أول من سعى إلى رأب الصدع بين الطرفين، وقد قمت بزيارات مكوكية بين رام الله وغزة ودمشق، التقيت فيها الرئيس عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية وخالد مشعل، وحققت بعض النجاحات، ولكنها في النهاية فشلت كأي مشروع فلسطيني آخر. والآن تجري مساع لمصالحة أخرى، فكان لي لقاءات عدة مع الرئيس عباس، وقبل 10 أيام التقيت خالد مشعل، وما زلنا نعمل من أجل الوساطة، ونأمل من الإخوة في فلسطين أن يتجاوزوا هذه الخلافات لأننا نقبل على مرحلة جديدة في التوازنات الدولية، التي يجب على القيادة الفلسطينية أن تتعامل معها بأسلوب جديد.
إجماع على وقف العنف
• مساعد رئيس التحرير هاشم الجحدلي يسأل عن مستوى الإرادة السياسية: لا أحد يشك في النجاحات التي تحققها المنظمة في الجوانب الثقافية والاجتماعية والتعليمية، ولكن في الجانب السياسي يبدو أن يدها قصيرة باعتبار أنها تعبر عن الوجدان الشعبي، ومصائرها بيد حكومات قد تتفق وقد تختلف، فهل نتوقع إرادة سياسية للمنظمة تخرج بها القمة المقبلة، بحيث تقوم بدور فاعل جديد باسمها أم تكتفي فقط بالمطالبات والدعوات والتلمس من جهات أخرى؟
• الأمين العام: أعتقد أن الأمة الإسلامية كلها، أي مليار ونصف المليار من البشر ينظرون إلى هذه القمة بهذه الأحسايس التي عبرتم عنها، لا لشيء، إلا لأنها تجتمع بهذه الدعوة الكريمة في هذا الوقت الكريم وفي هذا البلد الكريم، وأريد أن أقول إن توقعاتنا هي توقعات الأمة الإسلامية، فهي تود أن ترى بصيصا من النور يضيء لها الطريق للخروج من الأزمة، والخروج من الأزمة لا يتحقق إلا بإرادة سياسية قوية تمثل إجماع الأمة في هذا النزيف الذي يجري الآن في سورية، ولكن لا بد من إجماع لوضع تصور جديد للخروج من الأزمة، فهي الجرح الدامي الآن، بل وأصبحت الأزمة أكبر من سورية، فالمجازر والانتهاكات تُرتكب كل يوم والمجتمع الدولي لا يستطيع أن يوقفها، وهذا جزء من المشكلة الكبيرة التي نعانيها جميعا، والتي وضع عليها تشخيص سليم في مكة 2005 من خلال الخطة العشرية وبيان مكة، فنحن نريد الآن نظرة جديدة تبنى على ما سبق، وتستشرف المستقبل لتتعامل معه، وهذا ما نتوقعه جميعا من هذه القمة الخيرية، فنسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين في تحقيق هذه الأمنية الكبيرة وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
المشاركون في المنتدى
أديب الشيشكلي
عضو المجلس الوطني السوري، وحفيد الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي
د. حمود أبو طالب
الكاتب الصحفي والمهتم بالشؤون السياسية
د. صدقة بن يحيى بن حمزة فاضل
عضو مجلس الشورى، والخبير السياسي في العلاقات الدولية.
د. عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب
أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز
عبدالله بن سلامة معروف
أمين مجلس الجالية البورماوية في المملكة
محمد سداد العقاد
عضو المجلس الوطني السوري، والناطق الإعلامي باسم المجلس
المشاركون من «عكاظ»
مساعد رئيس التحرير: هاشم الجحدلي.
مساعد رئيس التحرير: فهيم الحامد.
مدير التحرير: أحمد عائل فقيهي.
مدير التحرير: خالد مقبول.
محرر الشؤون السياسية: عبدالله الغضوي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.