في اللقاء التلفزيوني مع الإعلامي عبدالله المديفر عبر روتانا خليجية؛ لو أتتني الأسئلة منه على مدى ساعة كاملة وهي تبادل اتفاقات رأي لما كان لذلك اللقاء أي أهمية إعلامية.. ذلك أن السائل - سواء في مجال إعلام أو اقتصاد أو سياسة أو حياة اجتماعية - حين تأتي أطروحاته فيما يقول من أسئلة وهي تبادل تأكيد تماثل آراء تصبح طرحاً تقليدياً مللناه كثيراً، حيث لا وجود لموضوعية حقائق لا تأتي ممّن يرد، لكن أيضاً يزيدها برودة مَنْ يسأل.. وهو ما لم يحدث.. ليس شرطاً أن تكون الأسئلة هي رأي شخصي، وإنما الأفضل أن تفتح مجالات موافقة أو تصحيح لبعض ما يُقال أو يُشاع.. خذ مثلاً الكلام عن الحرية والديموقراطية.. هل هما مرفوضان في الحياة الاجتماعية؟.. بالطبع لا.. لكن هل هذه الحياة الاجتماعية في مستوى التعامل مواطنة وتطويراً وتصحيحاً لسلبيات؟.. بالطبع لا.. حيث هو واضح تباين مستويات المفاهيم؛ بغض النظر عن نوعية تأهيل التعليم.. في دولتنا وعبر عشرات السنين الماضية، بل منذ أن انطلق بنا الملك عبدالعزيز من واقع البداوة وضآلة القرية وحتى الآن، لم تحدث اختطافات مواطنين أصحاب رأي ديموقراطية أو حرية.. ولكن المقارنة بيننا وبين عدد من الدول العربية توضح إلى أين نتجه الآن؟.. وما هو واقعنا؟.. وكيف هو حال تلك الدول التي مارست الكثير من إجراءات السجن وصراعات القتل؟.. ونعرف أنها هي - وليس نحن - مَنْ نادى بالحرية والديموقراطية قبل سبعين عاماً.. فكيف كانت النهايات؟.. بينما نحن الآن نتّجه فعلاً نحو الحرية والديموقراطية، لكن وفق رعاية تطور وعْي اجتماعي يعني إيجابيات الوصول إلى هذه الغايات.. لنترك العالم العربي جانباً.. ونرى حقيقة أوضاع الدول الأولوية اقتصاداً وعلماً وكفاءة تميّز حضاري.. لن نجد أن الحرية والديموقراطية في هذه الدول قد اُستغلت لفتح الخلافات وإسقاط الحكومات عبر ممرات دموية.. أبداً.. الذي يحدث أن المرجعيات القانونية هي مَنْ يقرر التغيير، وإذا كانت تحصل تجاوزات إعلامية ضد دول نامية فإنه بالنسبة لأوضاعهم المحلية ليس هناك مَنْ يجرؤ على تزييف الحقائق.. بجانبهم نتأمل الدول التي وفّرت التقدم المذهل عبر زمن قصير كالصين والهند، وسنجد أنها حَمَت نفسها من دموية ما تم في كثير من الدول العربية.. .. وفي اللقاء القادم ما يخص الصحافة وجريدة «الرياض»..