السكر ( الجلوكوز) هو الوقود الذي يحرك الجسم البشري للقيام بجميع نشاطاته الجسدية, ويكون الانخفاض في مستوى السكر في الدم خطيراً عندما يكون مستواه في مجرى الدم غير كاف لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لمزاولة كافة النشاطات المختلفة. وقد يكون هناك تصور خاطىء لدى البعض بأن انخفاض السكر يكون لدى المصابين بمرض السكري فقط, وهذه معلومة غير صحيحة حيث أن الهبوط في مستوى السكر في الدم قد يحدث في الأشخاص السليمين. مراقبة سكر الدم لمرضى السكري ضرورية وحيث اننا في في شهر رمضان المبارك شهر الصوم والخير تكثر حالات الهبوط في سكر الدم وذلك للصيام الطويل لمدة تتجاوز 15 ساعة ولهذا سوف نسرد بعض المعلومات الطبية والعلمية التي ان شاء الله تفيد القارئ والمتلقي بإذن الله. ما هو انخفاض سكر الدم؟ انخفاض سكر الدم هو حالة تنخفض فيها مستويات الجلوكوز في مجرى الدم إلى الحد الذي يصير فيه هذا الجلوكوز غير كاف لتلبية احتياجات الأنشطة المختلفة للجسم من الطاقة, وفي أغلب الأحوال يكون انخفاضه عن معدل 3 مل مول\ليتر (70 ملجم / ديسيليتر) مصاحبا لأعراض هبوط سكر الدم. سبب انخفاض سكر الدم؟ قد يحدث الانخفاض في سكر الدم في الناس غير المصابين بمرض السكري بسبب عدة عوامل, منها: 1. إما أن الجلوكوز يتّم استخدامه من قبل الجسم بسرعة أكثر من المعدل الطبيعي. 2. ان انتاج الجلوكوز لكي يتوافق مع احتياج الجسم أبطأ من المطلوب. 3. أن كمية الإنسولين التي يفرزها الجسم كبيرة. 4. وقد تكون نتيجة أمراض معينة, ففي حالات أقل شيوعاً يحدث انخفاض سكر الدم في الشهور المبكرة من الحمل أو ينتج عن طول صيام أو الرياضة المجهدة أو أورام البنكرياس. أيضاً يعتقد بعض الباحثين أن بعض الأشخاص تكون أجسامهم أكثر حساسية لهرمونات محددة مثل الإبينفرين الذي يسبب أعراض انخفاض سكر الدم. آخرون يعتقدون أنه ينجم عن انخفاض في هرمون الغلوكاغون مما يؤدي إلى انخفاض سكر الدم. كما أن بعض أسباب انخفاض سكر الدم التفاعلي قد تكون معروفة فجراحة المعدة على سبيل المثال قد تسبب انخفاض سكر الدم بسبب العبور السريع للطعام إلى الأمعاء الدقيقة. من الافضل استبدال السكريات الدهنية بغيرها عند هبوط السكر أما بالنسبة للمرضى المصابين بالسكري, ففي أغلب الأحوال, هذه الحالة قد تحدث كأحد الآثار الجانبية أو المضاعفات الناتجة عن علاج مرض السكري. فقد تكون جرعة الإنسولين أو أقراص علاج السكر كبيرة جداً أو ربما تكون قد أخرت أو أهملت تناول إحدى الوجبات أو تم بذل مجهود عضلي بصورة غير مرتب لها. وليست كل أقراص علاج السكر تسبب نقص سكر الدم، ولكن هذه المشكلة تحدث أساساً عند استعمال عقاقير السلفونيل يوريا .sulphonyuria ما هي أعراض هبوط سكر الدم؟ قد تختلف أعراض هبوط سكر الدم من شخص لآخر إنما هنالك أعراض مشتركة قد تحدث للغالبية العظمى من الناس, ومن المهم معرفة الأعراض المصاحبة لهبوط سكر الدم بصورة مبكرة والتعامل معها بجدية, وذلك للحد من خطورة هبوط السكر وأخذ العلاج اللازم لأن هبوط سكر الدم قد يساعد على زيادة حدوث الحوادث والتي ربما يكون البعض منها مميتاً. وفي حالة عدم علاج هبوط سكر الدم فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى تشنجات وغيبوبة السكر التي قد تكون مميتة. من الأعراض التي قد يشعر بها المصاب بحالة هبوط سكر الدم هي الآتي: - ضعف عام - رعشة بالأطراف - تعرق شديد. - شعور بالجوع. - زيادة نبضات القلب. - صداع. - دوار وقلة تركيز. - ضبابية أو ازدواجية بالرؤية - العصبية الزائدة الجلوكاجون لرفع مستوى سكر الدم ما العمل عند حدوث هبوط في سكر الدم؟ إذا كنت مريضاً بالسكري وشعرت بأن لديك أعراض هبوط في سكر الدم فقُم بقياس مستوى سكر الدم إذا كنت تملك جهاز قياس السكر, فإذا وجدت بان مستوى السكر أقل من 70 ملجم \ديسيليتر, قُم بأكل أو شرب شيء ما يحتوي على 15 جراما من الكربوهيدرايت ليساعدك على رفع مستوى سكر الدم لديك بسرعة مثل: - 5 أو 6 حبات حلوى محلاة وليست خالية من السكر - ملعقة طعام من السكر أو العسل والتي من الممكن إذابتها بكوب به ماء. - حوالي نصف كوب عصير فواكه أو المشروب الغازي (العادي وليس الدايت). - 3 حبات جلوكوز ملاحظة: الشكولاته والكعك والآيس كريم.. هذه تحتاج إلى وقت لامتصاصها نظراً لاحتوائها على الدهون التي تعيق عملية امتصاص السكريات، فمن الأفضل تجنبها ولكن إذا لم يكن لديك خيار إلاّ هذه الأشياء فمن الأفضل أن تأخذها أفضل من لا شيء. يجب عمل قياس مستوى سكر الدم بعد 10- 15 دقيقة من أكل السكر وذلك للتأكد من الحصول على قراءات جيدة لمستوى سكر الدم (أي أكثر من 70 ملجم / ديسيليتر) فإذا كان سكر الدم أقل من 70 ملجم / ديسيليتر فإنه يتم تكرار أخذ المحلول السكري مرة أخرى، وعندما يكون سكر الدم أكثر من 70 ملجم / ديسيليتر يجب أن يتناول المريض وجبة خفيفة لكي يمنع تكرار هبوط سكر الدم. ازدياد نبض القلب احدى علامات هبوط السكر إذا شعرت بأنك مصاب بهبوط في سكر الدم ولم يكن لديك جهاز قياس سكر الدم ، فقُم بعلاج نفسك كأنك مصاب بهبوط سكر الدم. في الحقيقة يجب أن يكون لديك دائماً إمّا أقراص السكر أو حلوى بجيبك وذلك لاستعمالها عند شعورك بأنك مصاب بهبوط في سكر الدم. ما هو دور المريض في حماية نفسه من نوبات هبوط السكر؟ عندما تقوم بزيارة طبيبك فأخبره بنوبة أو نوبات الهبوط التي حدثت لك. والذي بدوره سيكتشف ما السبب في الهبوط وقد يضطر لتغيير نوعية أو الجرعات للعلاج المستخدم. وذلك لمحاولة منع تكرار وحدوث نوبات هبوط سكر الدم في المستقبل. عليك بتثقيف أسرتك وأصدقائك عن انخفاض سكر الدم، ويجب أن يعلموا أنك قد تصاب حينئذ بالارتباك أو الإعياء إلى درجة أنك قد لا تفكر في تناول طعام يحتوي على السكر لتخفيف الأعراض، وقد يكون عليهم أن يعطوك حقنة الجلوكاجون, ثم نقلك إلى أقرب مركز صحي. أخبرهم بأنك بحاجة إلى مساعدتهم في حالة أنك أصبحت قليل التركيز، قليل التفاهم مع الآخرين، أو صدر منك تصرف غير مقبول.. فإذا كنت واعياً يجب إعطاؤك محلولا سكريا كما ذكر أعلاه وفي حالة عدم الوعي (الغيبوبة) أو عدم القدرة على تناول شيء عن طريق الفم فمن الأفضل أن يقوم بحقنك بإبرة الجلوكاجون, وهو هرمون ينتجه البنكرياس ويرفع مستوى السكر في دمك، أو إلى تنقيط في الوريد بمحلول من الجلوكوز. إذا لم تكن مريضاً بالسكر، فاذهب إلى الطبيب، الذي سوف يسألك عن تاريخك المرضي ويختبر دمك لتحديد مستويات الجلوكوز في أوقات متفاوتة بعد وجبات الطعام. إذا كنت تعاني انخفاض سكر الدم، فقد يجري لك طبيبك اختبارات تشخيصية متخصصة لتحديد السبب. وفي الختام نتمنى الصحة والعافية للجميع وان يتقبل الله سبحانه منا الصيام والقيام بإذنه تعالى. د. خالد بن صالح المديميغ* * استشاري طب الاسرة – مركز السكري مستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز