يختلف علاج الحالات المختلفة لنقص السكر في الدم باختلاف أسبابها فإذا كان مثلاً السبب هو زيادة الأنسولين فيكون العلاج في بادئ الأمر دوائيا باستخدام أدوية خاصة تقلل من نسبة إفراز الأنسولين فإذا لم ينجح العلاج الدوائي فغالباً ما يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي وذلك باستئصال جزء من البنكرياس وهذا العلاج الجراحي ليس من غير مضاعفات حيث إن أغلب الأطفال والبالغين أيضا سيعانون من ارتفاع السكر كردة فعل معاكسة عند البلوغ كما أن منهم من قد يعاني من سوء الهضم بسبب فقدان إنزيمات البنكرياس اللازمة للهضم. وقد تكون أسهل أسباب نقص السكر علاجاً هي التي تكون بسبب نقص الهرمونات كنقص هرمون النمو والكورتيزون فيكون العلاج بتعويض الجسم بالهرمون المفقود، أما بالنسبة لأسباب نقص السكر الأخرى الوراثية والتي تصيب الأحماض الدهنية أو الأحماض الأمينية أو الكبد فليس هناك علاج جذري لها ولكن بقدر الإمكان المحافظة على السكر فيها بكثرة وجبات تغذية الطفل وزيادة وجبات الأكل وتكرارها، وينصح الطفل بتناول الكربوهيدرات والسكريات المعقدة التي تبقى في الجهاز الهضمي لفترات طويلة وبالتالي يمتصها الجسم على فترات بطيئة، كما ينصح جميع الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة بالتأكد من توفر مصدر للجلوكوز خاصة عند أداء التمارين أو فترات النوم الطويلة وأيضا ينصح بتحليل السكر المستمر والمتكرر خاصة عند حدوث حالات مرضية كالالتهابات والتقيء وغير ذلك، كما ينصح بأن يحمل كل مريض بطاقة يكتب فيها مرضه وكيفية علاجه ورقم هاتفه للاتصال بأهله أو بطبيبه في الحالات الإسعافية. أما في حالات الغيبوبة بسبب نقص السكر فإنه ينصح بإعطاء إبرة الجلوكاجون التي تعمل على رفع السكر في الدم وهي إبرة يجب تواجدها والاحتفاظ بها دوما. وإبرة الجلوكاجون هي مستحضر موجود بشكل بودرة جافة تخلط مع سائل خاص وتعطى بجرعة 0.5-1 ملجم في الوريد أو العضل أو تحت الجلد وعادة ما تعطى في العضل، ويعمل الجلوكاجون على تحويل الجلايكوجين الكبدي إلى جلوكوز ويثبط تخليق الجلايكوجين. وتنتشر ظاهرة نقص السكر لدى مرضى السكري أيضا فقد أوضحت إحدى الدراسات أن أكثر من نصف الأطفال الذين يعانون من مرض السكري تحدث لهم حالات نقص السكر وأن أكثر من نصف هذه الحالات تحدث أثناء النوم وأن حوالي 20% منها تكون شديدة الأعراض بينما أغلبها لا يشعر بها الطفل وهذا يدل على أن نسبة حدوث حالات نقص السكر قد تكون أكثر من ذلك بكثير. وعلاج نقص السكر عند مرضى السكري يكون في الانتظام في الأكل من الناحية الكمية والوقتية والنوعية لأن ذلك من أساسيات علاج تذبذب السكر، لذا ننصح مرضى السكري الى تعلم كيفية حساب الجرعات من الكربوهيدرات وتحديدها في الوجبات الرئيسية والخفيفة والتقيد بذلك للحد من تذبذب السكر، حيث ينصح المريض بأن يلتزم بكمية محددة من الكربوهيدرات في وجباته التي تنعكس بطبيعة الحال على مستوى شبه ثابت لمستوى السكر. ولأنواع الإنسولين الحديثة دور في الحد من هذه الظاهرة. فلقد توافرت في الأسواق أنواع حديثة من الإنسولين سريع المفعول التي نجحت في الحد من هذه المشكلة فقد أوضحت الدراسات أن أنواع الإنسولين الحديثة تقلل من انخفاض السكر الليلي أيضاً، والذي يعتبر -أي نقص السكر الليلي- لدى الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري من أخطر مضاعفات مرض السكري وأكثرها حدوثاً، وقد ذكرت إحدى الدراسات الطبية أن ثلث أطفال السكري يعانون من انخفاض السكر الليلي وان حوالي 3٪ منهم قد يصاب بالاغماء أو التشنج بسبب نقص السكر الليلي. إن المتابعة الدقيقة والفحص المتكرر يبقى العلاج الأمثل لنقص السكر الليلي كما ان مشاركة الطبيب لنتائج هذه التحليلات المنزلية مهمة للحد من التذبذب في مستوى السكر في الدم. د. محسن المغربي* * قسم الغدد الصماء والسكري