تجتمع الأسر الأحسائية (ولا تزال حتى اليوم) خلال شهري (يوليو وأغسطس) من كل عام، وهما فترة نضج الرطب والليمون؛ لتعصر الليمون «الحساوي»، ومن ثم تعتيقه ليكون جاهزاً لاستخدامه في شهر رمضان المبارك. وعن هذه العادة تصف «أم يوسف - 62 عاماً» كيف كان الأبناء والبنات صغاراً وكباراً يتسابقون للاجتماع لعصر الليمون، وبعد الانتهاء من عصره يسكب داخل قوارير زجاجية، ليتم وضعها فوق الأسطح لتكون معرضة لأشعة الشمس المباشرة، وتبقى على هذا الوضع مدة عام أو أكثر، يتحول بعدها لون الليمون إلى الداكن، وتكتسب رائحته نكهة خاصة (بفعل تغير اللون ومرور الزمن الطويل)، وبهذا يكون الليمون جاهزاً للاستخدام خصوصاً في شهر رمضان. وتضيف «أم يوسف» كيف كان لاجتماع الأسرة لعصر الليمون من شوق وحماس لدى الأبناء، حتى أن بعض الصغار ممن لم تتح لهم فرصة المشاركة في عصر الليمون في العام السابق ينتظر قدومه للمشاركة. وتعزي» أم يوسف» سبب نشوء ظاهرة تعتيق الليمون إلى كون الليمون يتوفر في الاحساء في أشهر الصيف، لكنه ينقطع في أشهر الشتاء، ولذا فلا بد من توفيره عبر تعتيقه، كما أن كثيرين يفضلون أن يشرب «الشوربة» أو يأكل السلطة بوضع الليمون المعتق «الحساوي» لرائحته النفاثة والمميزة. وفي جانب اقتصادي واجتماعي لهذه العادة تستذكر «أم يوسف» كيف أن بعض النساء كن يقمن بعصر الليمون وتعتيقه ومن ثم بيعه في الأسواق الشعبية مع هلال الشهر الكريم، وكان يمثل بالنسبة لهذه النساء مصدر رزق إضافي يساعدها في توفير متطلبات شهر رمضان والعيد، وتشير إلى أن سعر الليمون المعتق يرتفع كثيراً مع قرب دخول شهر رمضان، حتى يتجاوز سعر القارورة الواحدة 30 ريالاً. ورغم توفر الليمون على مدار العام في وقتنا الحالي إلاّ أن الأحسائيين ظلوا على عادتهم السابقة في تعتيق الليمون معتبرين أن بقاء نكهة الليمون الحساوي على مدار العام «سيما في رمضان» أمر لا يمكن التخلص منه لتميز نكهته.