الراحلون من دار الشقاء والعناء (الدنيا) إلى دار النعيم المقيم بإذن الله (الآخرة) هم أحبابنا وأخلاؤنا وأصدقاؤنا وذوونا وهم بالتالي أجدادنا وجداتنا وآباؤنا وأمهاتنا واخواننا واخواتنا وأولادنا وبناتنا وهم من ترك هذه الدنيا دار الممر وذهبوا لما هو خير وأبقى بإذن الله للدار الأخرى دار المقر ولهم حق علينا في ان نتصدق عنهم، ونقضي الديون التي عليهم ونصل أصدقاءهم ونبر في محبيهم ونزورهم ما بين الفينة والفينة للدعاء لهم، ونعتبر حينما نزور هذه المقابر التي يقطنونها. ولكن هناك مشكلة أعاني منها ويعاني منه الكثيرون وهي حينما يأتي الزائر في زيارة لهؤلاء ليدعو لأقربائه وأحبائه يجد بأن المقبرة قد تغيرت عليه فيتفاجأ بأن القبور قد امتدت طوابير مع كل جهة من جهات القبر، بل ان المقبرة قد امتلأت بالموتى فيبحث وبمصح عن القبر الذي جاء لزيارته فلا يجده!! ولذلك يلجأ البعض إلى جلب علامات بدائية كالحدائد والأسلاك وبعض الكسر من البلاط فيضعونها على القبور مما يجعلها تتشوه، فتعطي منظراً غير حضاري لهذه القبور التي يحس فيها الأموات قبل الأحياء وبشكل عشوائي لافت لا يروق للعيون!! ولهذا فإنني اقترح بأن توضع أسماء المتوفين على قبورهم في لوحات ارشادية صغيرة، كي يهتدي إليهم اقرباؤهم، فيدلوهم بكل يسر وسهولة، وان لم يكن على كل قبر فتكون القبور مرقمة وفي لوحة أو أكثر من لوحة، أمام هذه القبور توضع الأرقام، والأسماء أمامها، إن لم يكن هناك محذور ديني!! وبذلك يستدل ذووا الموتى، وأصدقاؤهم على أحبائهم بكل يسر وسهولة، وفي طريقة سهلة وميسرة وحضارية!! نسأل الله لنا ولكم أعزائي حسن الخاتمة، وان يلحقنا بالأنبياء، والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وان يغفر لموتانا وموتاكم، إنه سميع مجيب.