فهد العبيد و إخوان بريدة صيفَ 1406 كان إخوان بريدة فئتين كبيرتين، فهد بن عبيد آل عبد المحسن بمريديه، وعبدالله الدويش وطلبته، يجسرالهوة بين هاتين الضفتين محمد الفهد الرشودي وعبدالله القرعاوي، وأسماء أخرى من النوَّاب والتجار لهم وجاهة ونفوذ واحترام يأتي في مقدمتهم صالح البجادي والجطيلي وفهد العشاب، وكانت المدرسة الدينية تحتضن أبناء الجميع. في ضفة الدويش يأتي شيخه محمد العليط وصالح الرشيد الفرج الإمام الأسبق للجامع الكبير، ونجباء من الطلبة لهم حلق صغيرة مثل سليمان السويد وعبدالله البراهيم السعوي وصالح العِمِر وبيوتات من أهل الخبيبية. معظم أهل الخبوب والمريدسية وخب الثنيان، وخَزَّانُ الأخوان من العوائل الكبيرة مثل السْعَوي والعُمر وأخوان الفاخرية هم في الأغلب أكثر التصاقاً بفهد، يليهم عوائل أصغر ذات حظوة مثل الدرع والحسني. تكفلت هاتان العائلتان لسنوات بعشاء يقدم في مجلس وعظ فهد ليلتي الاثنين والخميس لايحضره إلا أشخاص من خاصة مريديه، ولأبناء هاتين العائلتين منزلة لايدانيها شيء عند فهد، بلغ من تدليله لأطفالهم أنه كان يدخر حلوى الصعو والملبس الفاخر لهم عند زيارتهم له . كان يدفنها تحت أكوام الورق والظروف على يسار مقعده في ربعة مجلسه الضيق بمنزله الواقع جنوب بريدة شمال مسجد ابن خضير. كان فهد بن عبيد أبيض البشرة الضاربة إلى الحمرة، ضخم الجسم، محدودب الظهر قليلاً، تملأ وجهه لحية بيضاء قد انفلقت فرقتين وانسابتا خصلتين مما يلي ترقوته على ناحيتي صدره، له محيا أخاذ يزهر بحمرة وخطت وجنتيه وعينين خضراوين نافذتين كعيني صقر، وحواجب عظيمة. ربما كان في يفاعته غاية في الوسامة. ذكر لي عام 1408 في بيته أن الشيخ صالح الخريصي أكبر منه بخمس سنوات، وقال: كانت حجتي الأولى وأنا في السابعة عشرة وجيش الأخوان يومها في مكة. مرة كنت عنده فأمر محمد الجردان بأن يحضر له كيساً أخرج منه نعلين زبيريتين فُصِّلتا لقدمين ضخمتين وقال: إنهما كانتا آخر نعلين لبسهما. كان يمشي محتفياً فكوَّنت سنوات من الاحتفاء في أسفل قدميه طبقة متصلبة من الجلد كانت سمتاً واحداً ممسوح الأخمصين كالخف.كان بإمكانه أن يقف حافياً ساعة كاملة فوق طريق معبد أو على الرمضاء في هاجرة تجاوزت حرارتها خمسين درجة. في حالات نادرة رأيته يخلط بياض لحيته بصبغ خفيف كستنائي اللون. أظهر لي (الاخ) كما كان أحبابه يصفونه، في تلك الزيارة نظارة قال إنها عنده منذ ثلاثين عاماً \"ولكنني لا أرى اليوم بها شيئا\".إذا صافحت فهداً ضاعت يدك في كفه، وإذا دنوت منه أكثر في أيام القيض وثوبه الخام ينضح بعرقه لم تكد تشم منه إلا شذى البخور ونفح العود الهندي الفاخر.كان صاحب دعابة أحياناً يطلقها في لحظات غضبه.أكثر الأشياء التي تستفزه أن ينهمك في قراءته على جلسائه من أوراق أمضى ساعات وهو يكتبها ويكون من بينهم من لايصغي أو يحدق في الأشياء حوله. دنا منه أحدهم مرة بعد انتهاء جلسة الضحى وذكر له حاجته إلى رقية\"قران\" لعنز عنده تعسرت ولادتها، فقال له فهد مازحاً \"عجيب أمرك ياعبدالعزيز،أمس امرتك واليوم عنزك\". كان يكتب مواعظه بخط يده بأقلام خاصة وبحبر أزرق يشكلها باللون الأحمر، ولكن يعسر على غيره قراءتها. مرة أخرج لي ورقة وقال لي اقرأ، كانت قصيدة مدح وإطراء فيه أرسلها من الرياض علي الحواس.بعدما انتهيت أخذها ومزقها، ولم يعلق بشيء. بعد أيام تكررت القصة مع شخص آخر، طلب منه أن يقرأ القصيدة عينها ثم أخذها ومزقها. كان بارعاً في استلاب قلوب من يرى فيهم الذكاء والنجابة. أسلحته الفتاكة هي الغموض والكرم اللامحدود والتدليل، والمخطوطات والكتب التي يندر وجودها. لاتمنعه منزلته وقدره الكبير من أن يقوم بتقشير البطيخة لك وأنت في عمر أحفاده.كانت تلك حبائلَه التي لاتخطيء فريستها، بعد أيام قلائل من معرفتك به ومحبته لك ستجد أنك غارق في بحر نعمته، وترى في كل من حوله أثر رضاه عنك، وحينها عليك أن تتهيأ للمطلوب منك: مريداً متبتلاً في محرابه. وإذا أشاح بوجهه عنك عبس في عينيك عشرات من الأتباع الحانقين ، وبعد انتهاء مجلس الضحى ترى قاطرة من مريديه ينتظر كل واحد منهم دوره لينفث في أذن فهد تقريره الإخباري عن كل ماسمع ورأى في الأربع وعشرين ساعة الماضية: عن حادث سيارة عند المستشفى المركزي، أو شجار بين اثنين في الوسعة، وعن امرأة كسعها سفيه على مؤخرتها في قبة رشيد،أو خباز شوهد وهو يعجن الطحين بقدميه، أو شتيمة قيلت في شخصه، فلم يكن غريباً أن يلِمَّ بأخبار مدينته قبل أذان الظهر. قال لي مرة: طلبت العلم على الشيخ العبادي وحفظت عليه كتابي فضل الإسلام، وأصول الإيمان للشيخ محمد بن عبدالوهاب\".لكنه كان يذكر شيخه عبدالله المحمد السليم أكثر من عمر، كان يحبه ويفضله على أخيه في الزهد بالدنيا.ويذكر أن بشت عبدالله كان خلقاً لايساوي شيئاً من الدنيا، ولفهد العبيد كلمات تناقلها الناس من بعده حتى اليوم، ولكنهم كثيراً مايخطئون في نسبة أشياء إليه هي في الحقيقة لأخيه إبراهيم، من كلماته الشهيرة بين الإخوان ذكره كثيراً للحية سليمان اليعيش في سياق التفضيل والنفاسة، ومنها عبارات في غاية الطرافة، أطلقها وتناقلها الناس خارج حدود المنطقة الوسطى، مثل ضربه المثل لجمال بنات آدم بحسناوات المشيقح والربدي حين يأتي الحديث عن حور الجنة وجمالهن الخلاب. عام 1406 سمعته يقول \"لو أن الله في عُلاه سأل الحمار اللي ينهق ويصوِّن:ياحمار، هل الأرض تدور حول الشمس؟ لقال الحمار: وعزتك وجلالك لقد كذبوا\"، وهذه العبارة شُهِرت عنه وتكررت منه مراراً، وقد سمعتها على شريط كاسيت عند صديق لي في الرياض عام 1411، وصواريخ صدام تهبط على الرياض. في جماعة الأخوان أفراد مستقلون ولكنهم بقوا موطناً للمشورة والتماس الحكمة عند الشدائد،وظهور الشقاق، مثل محمد العبدالعزيز السليم. آخرون مثل عبدالكريم الحميد يزيد معجبوهم وينقصون حسب المواسم، لم يكن لعبدالكريم عام 1406 إلا اثنان من المحبين في أجواء من النبذ والهجران ، فمنذ أن بدأ الخلاف بينه وبين شيخه فهد العبيد عام 1401 حول كروية الأرض ونزول المطر من السحاب، مروراً بمذكرته العلوم العصرية والآلات السحرية عام 1404 وأصحابه في تناقص. ومنذ العام 1411 بدا أن سحر شخصيته وطريقة عيشه تخلب ألباب الشباب، حتى بلغت ذروتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. من هؤلاء محمد العبدالله أبا الخيل المعروف ب\"ولد أبو ركعة\". وقد كتب كراريس بخط يده، كانت ردوداً على ابن سعدي في حكم استخدام مكبر الصوت للصلاة والأذان، ورد على الألباني في دوران الأرض حول الشمس وكتب مذكرة انتقد فيها سيد قطب في مواضع عديدة من ظلال القرآن، وكتب عن الكنديشنات\"المكيفات\" والقواطي\" المشروبات الغازية.كان يكتبها له محمد السليم ثم تنسخ ويجري توزيعها.توفي في ذي القعدة 1411. هذا التصنيف محاولة لتوضيح التمايزات التي كانت تعج بها جماعة مغلقة على ذاتها، وهي فروق مع أنها لاتكاد ترى بالعين المجردة ولكنها لعبت دوراً كبيراً في انقسامها على نفسها، وإلا فإن الأفكار الرئيسة التي تنتظم عقدهم وتلم شملهم وتجعل منهم لوناً مختلفاً هي موضع إجماع، وكثير من الأخوان كانوا يتتلمذون على الدويش والعليط والرشودي ولهم حظوة عند فهد العبيد في الآن نفسه. ولكن العكس ليس صحيحاً دائماً، فإنه باستثناء وجهاء الجماعة الكبار فلا أعرف أن أحداً من عامة الإخوان أو من شبابهم كان من المقربين إلى فهد ويحظى بمكانة خاصة عند الشيخين الدويش والعليط. يغلب على الفئة التي يتزعمها العبيد ولاء عميق له، يتعاملون معه كما ينهج أتباع شيوخ الطرق، أحياناً يروق لي وصفها بأنها طرقية حنبلية ب\"تجميع نجدي وهابي\"، والناس عند هذه الفئة يجري تصنيفهم على حسب قربهم وبعدهم من الشيخ ورضاه عنهم ، فهناك خاصة، وخواص، وجليس وهناك محب، ومبغض ويأتي في أدنى المراتب الضد.وتلك منزلة ملعون صاحبها.عام 1409 استطاع صديق قديم بعد عصف ذهني قمنا به سوية أن يحصر طبقات الناس من منظور هذه الفئة فبلغ بها عشر طبقات. كانت فكاهة ولكنها حقيقة.كان قدري أن أمر ببعض من هذه الطبقات، فمرة كنت من الخواص وأخرى من الخاصة، وفي لحظات كلمح بالبصر نعِمتُ بامتيازات خاصة الخاصة، ثم هويت إلى الأسفل حتى كنت لفترة عدواً من الأضداد الذين يدعى عليهم في مجلسه ويؤمن الحضور على هلاكهم.مبعث دعاء فهد على بعض من أحبابه السابقين عتب وخيبة أمل أخفق في دفنها بين جوانحه فعبرت عن نفسها بتلك الطريقة. وتديُّنُ هذه الفئة يجد مصادره في سلوكيات بعض من مطاوعة نجد المتأخرين، ولكن جذوره منثورة في تراث ابن الجوزي وابن رجب وابن القيم مثل كتاب طريق الهجرتين، وبعض من نصوص ابن تيمية في السلوك، وفي وصايا لعبدالقادر الجيلاني الحنبلي وغيره، تفصح عن هذه الميول غبطة بعبارات متصوفة أوائل كانوا يعتمدون الذوق ويقدمونه على العلم، ويفصلون بين البصيرة والعلم، فهذه الفئة تؤمن بأن صاحب البصيرة قد يهتدي إلى حل معضلات المسائل العلمية ومشكلاتها الكبرى وتستغلق عقدتها على العالم المتبحر، هي شذرات من هنا وهناك أسعدت بعض الكسالى ليعتذروا بها عن التفقه بالشريعة وفق الأصول المتبعة في الطلب، مع تهوين لايجاهرون به للتفقه على الشيوخ ولكنهم يكشفون عنه في جلسات الصفاء وبين المريدين والمستجدين من الأتباع. أظنها نزعة تجسدت رسماً أكثر منه روحاً.وعبارة أكثر منها معنى. وتشبعاً أكثر منه حقيقة تلامس شغاف القلب.ومع أن الإخوان بجملتهم يقارب تدين عامتهم وخاصتهم تدين البربهاري الحنبلي، جفافاً لا رواء فيه، إلا أن فهد العبيد كان أقرب مثال والأكثر تطابقاً مع تلك الشخصية المثيرة. الدويش نفسه كان لديه نوع من الاعتقاد بأن صاحب العلم القليل الناسك قد يهتدي إلى فك مغاليق صعاب المسائل التي تستعصي على عالم أكثر تبحراً. في شتاء 1407 سأله سليمان العلوان وكنت حاضراً في مسجد العناز عن عبارة ذكرها أبو بكر الجزائري في تفسير القرآن أن \"الله واسع العلم والذات\" كان الإشكال في \"الذات\"، فقال الشيخ لا أدري، اسأل صاحب بصيرة، وبقيت إجابة مبهمة.وبعد أيام سأله الدويش هل سأل عنها كما أوصاه فقال الطالب لا. لم اعرف من تقصد. قال اسأل عنها عبدالله البراهيم القرعاوي. وهذه النزعة تسربت من آراء منثورة لابن تيمية وماشطة كتبه ابن القيم، في معرض الحديث عن السلوك وأحوال القلوب.لكنها كانت قشرة لم تبلغ الأعماق، ونبتة في غير أرضها، لم تترسخ ولم تقو على الثبات أمام عوامل تعرية صحراء نجد ولفح هجيرها. بعض من محبي وطلبة الدويش والعليط لهم علاقات ود وثيقة بفهد العبيد، وآخرون لايزورونه إلا في المناسبات الكبرى مثل عيد الفطر والأضحى حيث يقضي ضحى يومي العيد في حوش المسيطير برواق حين كان في صحته ونشاطه قبل أن يثقله المرض، وآخرون كانوا يرونه فقط في مجلس وعظه في مسجد ابن زعاق قبل توقفه أواخر 1406، ولا يزورونه في بيته، وآخرون لاصلة تربطهم به. أما من قادته خطاه الأولى إلى مرابع الدويش والعليط فقد كان خليقاً به إذا اعتنى بنفسه وأسعده الحظ واجتهد أن يكون عالماً. لأن الأجواء كانت تساعده على ذلك، وطالب العلم كان له مكانة لايعدلها شيء. كان طالب العلم ضمن هذه الفئة مدللاً، والحنان والعطف يتناوحانه. ومع كل ذلك كان فهد يتمتع بسطوة على الجميع. ذات يوم كنت في حلقة الظهيرة التي يعقدها العليط في مسجد الحميدي، وكان زميل لنا أقدم منا هو إبراهيم الجوعي يقرأ على العليط في كتاب مجموعة الرسائل السلفية، قام بجمع هذه الرسائل علي بن عبدالله الصقعبي ، وكانت هي أول مرة أسمع به. عام 1406 هج كنت ضمن المشيعين لجنازة الصقعبي، وكان من بين المشيعين فهد بن عبيد الذي سبقنا إلى المقبرة وقام بالصلاة على الراحل عند وضع نعشه على الأرض مع عشرات ممن فاتتهم الصلاة عليه في الجامع الكبير. بعد انتهاء الدفن انتشر بعضهم للسلام على أحبابهم الذين فارقوهم يقفون على أجداثهم ويتمتمون بكلمات وجلى ودموع حرى، فانتحى أحد أساتذتي للسلام على روح محمد الصالح المطوع\"الحميدي\"، الذي يقع قبره ضمن الضفة الشرقية الشمالية للمقبرة، وهو من أوائل من ووري جثمانهم فيها بعد افتتاحها.توفي الحميدي عام 1399. في تلك اللحظات كان فهد يرمقه عن بعد، وحين أنس أن لا أحد برفقة صاحبه، طلب من مريده الذي يلازمه كالظل أن يتركه لوحده، ألقى فهد بصوته المجلجل إليه بالسلام ودنا منه خطوة و مد إليه يده، وحين عرفه الأول أدار إليه ظهره ومضى. قال لي أحدهم بعدها بأيام ونحن على فنجال قهوة: هل دريت؟ إنهما في هجران منذ سبع سنوات. كان يحول بينهما ضباب مظلم ،و قطيعة خلقتها كلمة عابرة ألقاها فهد في مجلسه حينما أشار إلى صاحبه ووبخه على رؤوس الأشهاد لأن اثنين من أبنائه كانا من أتباع جهيمان العتيبي، وقد قتل أحد الولدين في مواجهة أمنية عند نقطة تفتيش في الأول من محرم 1400، وألقي القبض على الآخر بعد أيام وقضى سبع سنوات خلف القضبان. كان وقع تلك الكلمات كالصاعقة تضاعفت معها آلام أب مثكولٍ قليل الحيلة، لم يكن ماحصل بملك منه أو رضى، ولم يَنفُضِ الغبار بعدُ من من دفن رفيقة عمره التي انفطر قلبها حزناً على مصابها بفقد ابنيها. كان قلبه يتهاوى تحت وطأة مثلث الأحزان ذاك. في ذلك المجلس الذي غص بالعشرات قام صاحبنا بعد أن جرحت كرامته وبصمت وقور انسحب من ذلك المجلس فلحق به ثلاثة من كبار الجماعة، وكانت تلك الواقعة بداية انشقاق . زرت مرة فهد العبيد وأثناء الحديث شكى إلي هجران اثنين له عز عليه نأيهما: محمد العبدالعزيز السليم، وعودة السعوي، وأنا أصغي إليه واجماً. كان كبرياؤه يمنعه من أن يقوم بما هو أكثر ليمحو مامضى، ولهذا كانت روحه تثقل هيكله وتضعضع بنيانه. كانت نفسه العظيمة تمور كالبركان وتَحْطِمُه من الأعماق. بعد أن دنا منه ابنه الأكبر عبدالرحمن وهو في مجلس الضحى صيف 1409 أسر إليه في أذنه \"إن أخي عبدالمحسن توفي في حادث مروري على طريق سدير\" فلم يقطع فهد قراءته، بل أكملها وبعد أن انتهى أعلن بكل طمأنينة للحاضرين بأن \" ولدي عبدالمحسن توفي اليوم \". كان قد فقد في كهولته أعز صديق عرفه من آل العجاجي،فاحتفظ بذكراه ولهج بفضائله، وحفظ له عهده عقوداً، كانت خسارته لصديقه جرحاً انبجس عنه نبع من الحب لاينضب، وشوق عارم حزين. وقد كان محظوظاً أن يعيش بهذه الروح الكبيرة والمهجة العنيدة ثلاثة وتسعين عاماً. توفي فهد يوم الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر 2001. فاضت روحه في اللحظات التي تجمدنا فيها لنشهد على التليفزيون سقوط برجي مركز التجارة العالمي. بموته تشرذم أتباعه وتهاوى بعضهم وفقد آخرون البوصلة ،وافق يوم موته لحظة تدشين عالم جديد. كان معلماً من معالم بريدة، وأسطورة لامثيل لها. منصور النقيدان [email protected] ================================================================== تعليقات الزوار ابو ريم عزيزي الاستاذ منصور: مازلت رائعا وبأسلوبك الجميل جاءت حكاية اليوم. ولكن عزيزي منصور الست معي بأن جزء من مقالة اليوم يؤدي الى جنوح بعضا ممالايعرف هؤلاءجيدا الى ان يميل الى السخرية بهم وأنت تعلم مامدى مايتمتع به هؤلاء الرجال من صفاء النيه والصدق مع الله والميل الى الزهد بغض النظر عن صحة اسلوبهم اوطريقة تعاملهم مع الناس اعتقد ان الأخوان هم ((ملح بريدة !!))وكثيرا من القراء مؤمن بانهم كغيرهم من البشر لهم حسناتهم ولهم زلاتهم ولكن لايرضيه ان يكونوا موضع سخرية ولا اعتقد انكم قصدتم ذلك في مقالتكم اليوم ولكن بعض القراء سيفهم غير ماتقصدون شكرا استاذنا منصور على امتاعكم لنا مدة قرائتنا لحكايتكم وبأنتظار ماتجود به اناملكم في الأيام القادمة وتقبلو منا خالص التحية،،،،، بريداوي نعم اوافق الاخ ابو ريم رغم انني اتفهم انك تتكلم من وجهة نظرك الخاصة حول ذكرياتك .. عموما لاارى من مقالك الا التميز ونقل مشاهد تاريخية رائعه الفهد الى متى ونحن حساسون ؟ الامر كله رواية تاريخيه من منظور منصور النقيدان والجميع يتفق انه يكتب باسلوب رائع شيخ الحديث عن الاخوان شيقا وجميلا ورائعا صاغه الكاتب بحرفيه جميله.. مزيدا من الابداع يامنصور برق الحجاز وافق يوم موته لحظة تدشين عالم جديد رحم الله اموات المسلمين رجال نقشوا اسمائهم على صخور من ذهب محمد السيف نحن بالانتظار ... ابو محمد أستاذي / منصور ... ذكريات رائعة ... فإلى الامام ... لكن ... سؤالي هو : أنني قبل فترة بسيطة كنت أنقل ل ((جدي صالح )) ما ذكرته لنا من الذكريات السابقة ... فأعجبته ... لكنه تساؤل ... من ذكر لك هذه الذكريات الجميلة !! فاجبته بكل فخر ... بأنها من الاستاذ منصور النقيدان ... فلاحظة تغيُر ملامح وجهه ... ثم قال : الله يرده للحق ... الله يرده للحق ... استغربت من كلامه هذا ... وبعدها بداتُ أتسال أسئلة لا حصر لها ... أستاذي منصور ... انتظر تعليقك الموفق علي ... وننتظر ابداعتك الرائعة قصيمي بالجوف سلمت اناملك يامنصور ابداع لاينتهي رامي لاول مرة يقتحم تاريخ الاخوان كاتب.. نحن متلهفين وكلنا شوق لهذه الذكريات gendod ((((كانت تلك حبائلَه التي لاتخطيء فريستها))) فعل الخير اصبح احتيال !!!! (((((بموته تشرذم أتباعه وتهاوى بعضهم وفقد آخرون البوصلة )))) هل تعتبر انت يا منصور ممن فقد البوصلة . سرد جميل لو تخليت عن بعض الغمز واللمز فاطمه سرد تاريخي مشوق وممتد يوسف السالم منصور ... جميل ما تخطه أناملك .. حروفك ترتشف من عذوبة روحك . كنت ولا تزال الأجمل في تسمية الأشياء بمسمياتها ؛ لطالما يساء فهمك .. لكن ظنون البعض لا تقتات أبداً إلا من غبار ما تخلفه خطواتك الواثقة والطويلة في درب الحرية والخير والجمال ... أنت لأحبابك .. أيقونة تترسخ في نفوسهم كلما لامس لهب روحك ما تيبس من شغافهم ... \"قل كلمتك وامض ؛ زد الأرض حباً\" ولد الخبيبية رحم الله الشيخ فهد العبيد و الشيخ فهد العشاب و الشيخ عبد الله الدويش وبقية الاخوان آمين وسؤالي يا منصور : ممكن تذكر لي أشياء اثرة وفقية فيك من الاخوان حتى الان خليل ربما لم يولد منصور عندما كان المهيب الشيخ فهد العبيد يرحمه الله وصاحبه محمد الدرع في صباح كل جمعة يعبر شارع الملك فيصل محاذيا مدرسة البنات الأولى يرتديان بشتين (شاهي على حليب ) لم نكن نعرف (بيج).. متجهان ال طلعة الحبلين فالموطأ فالخبوب .. كان فهد يعظ الناس اللذين هم آباء واجداد معظم من غذى الديني في بريدة ومحيطها..... عندي لمنصور سؤال ... كان هناك فاصل بين بريدةا لتجارية(الإقتصادية) الذي عشت معظم حياتي في وسطه وبين بريدة الدينية التي هي مجال طرحك ثم اختفى هذا الفاصل في مرحلة ما وابتلع الديني بريدة ومحيطها كله .. هل اجد في سردك الجميل ملامسة لذلك وتاريخه -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- منصور النقيدان شكرا لكم مرة أخرى على تحملكم قراءة المقال رغم طوله، وعلى تعليقاتكم المهمة. تعليقاً على بريداوي وأبو ريم وgendod. حينما قررت الكتابة عن فهد العبيد ، استغرقتني ثلاثة أيام وسبع عشرة ساعة من العمل كنت أثناءها أقوم بالتعديل والإضافة والحذف، وإبدال عبارات مكان أخرى، وهي أمور يقوم بها كل كاتب يتناول في حديثه أشخاصا. باستثناء علاقة فهد بمحمد السليم وعودة السعوي،فإن كل مانشر هنا هو من الأمور المعلنة والمعروفة عن فهد، قالها في مسجد أو في مجلس وعظه، صحيح أن بعضاً منها كان محصوراً في دائرة الجماعة الصغيرة ولكنه لم يكن سراً، وماعداها فهي مما شاهدته أو تلقيته منه مباشرة، يبقى أن الكاتب يصاب بحيرة حين يقوم بعملية الانتقاء والاختيار من ركام القصص والحكايا والمواقف التي تختزنها ذاكرته، وتشكل كل واحدة منها لبنة تضفر مع الأخريات لرسم صورة مقاربة لمن نكتب عنهم، وهذا دائماً يمثل امتحاناً كبيراً لأي كاتب يتناول السير الشخصية. يتخوف البعض من أن بعضاً من الوقائع التي حكيتها عن فهد سوف تحمل البعض على السخرية، ربما. ولكن سر اختياري لتلك العبارات أنها تجلو زوايا عند فهد تشكل بصمته. قد يكون فهد في سنواته التي فاقت السبعين عاماً واعظاً ومذكراً قد قال وكتب مايغطي آلاف الأوراق، ولكن مايميز فهداً هو بصمته التي تميزه عن غيره، تلك النكهة المتفردة، وقد عبر عن ذلك بعض مما أوردته.وإذا اتهمتُ حصافتي رأيي فإنه بالإضافة إلى تعليقاتكم فإن بضعة أشخاص أثق كثيراً برؤيتهم أفصحوا لي أنهم وجدوا فهداً في مقالتي هذه شخصية محببة ومثيرة للاهتمام وشعروا بالتعاطف معها، من هؤلاء زوجتي. أرجو أنني وفقت في رسم صورة مقاربة لكل من كتبت عنهم.النوايا والمقاصد ليس هذا مقام الحديث عنها، لأنني أفصحت منذ البدء أنني أسعى إلى التوثيق، وهذا ميثاق شرف ألزمت به نفسي. ربما تلاحظون أن هذه الحلقة هي أطول الحلقات وهذا يعود في الأساس إلى الإضافة التي كنت أقوم بها كل ساعة عسى أن أقدم صورة مقاربة لفهد. ربما أنني توغلت في وصفه الجسماني، لأنني أشعر أن من المهم أن يحصل القاريء على صورة للأشخاص الذين يقتحم تفاصيل حياتهم ويقوده الكاتب إلى خفاياها.ونحن لانملك لفهد صورة فوتغرافية. من المهم جداً أن نعلم أن فهد العبيد وصالح الخريصي مثلاً كان يتمتع بوسامة وبهاء جسماني يندر وجوده في علماء نجد يشاركه في ذلك صالح الخريصي.ومثل هؤلاء يدركون جيداً ماذا يعني أن يتحدثوا عن الجمال، عن الحور العين،كان حصيفاً بضرب المثل بصبايا اشتهرن بالجمال لينهض بهمم المستمعين.وهو لذكائه اختار عائلتين من بريدة يشكل ذكرهما معاً نوعاً من التسوية والترضية لطبقتين اجتماعيتين، تتوزعان مريديه والمعجبين به. إشارتي إلى احتفائه لسنوات طويلة من دون نعلين كان مهماً أن اذكره، فاحتمال الأذى وتجشم المزعجات في الحر والقر لايقوم به إلا ذوو العزيمة الكبيرة، ومن لديهم منزع قسوة نحو الذات وأطرها، ولهذا كانت تلك الصفات الجسمانية الناتجة عن عزيمة نفسية تتساوق مع سيطرته الهائلة على مشاعره وتحكمه بعقالها، تجاه من يفقدهم، و تجليات تلك الملكة وتأثيرها الهائل في كل من حوله. شخصياً كنت أتلعثم في حضوره -رغم جرأتي الأدبية التي كشفت عن نفسها وأنا في منتصف الثامنة عشرة - .لاأخفيكم انني حذفت قبل إرسال المقال إشارتين إلى نزوع صوفي عند فهد، ذلك النزوع المنبعث من رغبة واعية بأطر الجسد وإخضاعه لسلطة النفس وتحكم الباطن، ولكنني شعرت بأنني ربما أسبغ عليه صفات أكثر مما تحتمله الوقائع.وخلافاً لبعض القصاص المحدثين الذين تشاهدونهم على التليفزيون ويفاخرون بصفاقة بحلاوتهم وبوسامتهم، والورود الحمراء التي تهديها المعجبات الهائمات؛فإن فهداً قضى العشرين سنة الأخيرة من عمره بعد وفاة رفيقة عمره عازباً.وهو لم يعرف التعدد طوال حياته حسب ماأعرف. قد تكون السنوات العشر الماضية حطمت عندي بشكل عميق الأثر نزعة التقديس أو التبجيل للأشخاص الذي ترونه ينضح في كل ماينتج في ثقافتنا المحلية من سير وتراجم للأعلام والعلماء والملوك والأمراء.لهذا أنزع دائماً إلى أغفال الحديث عن الدوافع النبيلة وعدم استحضارها عند سرد الوقائع والأحداث.ولكنني أكتب عن بعض منهم بحب يصعب أن أخفيه. أحاول قدر المستطاع أن أعطي صورة أكثر إنسانية لأبطالي، فهم يغضبون ويكرهون ويحبون ويصيبهم الكبرياء والحمق أحياناً.ولهذا أظن أن أكبر الأسباب في عدم وجود شخصيات ملهمة في ثقافتنا الاجتماعية هو نابع من أن الجميع يتعاطى مع الأعلام والشخصيات التاريخية على أنهم نمط واحد باستثناء فروق بسيطة لاتغني شيئاً. بخلاف الشخصيات التي نعرف تفاصيل كثيرة جداً عنهم من الأوائل. اقرؤوا تراجم علماء نجد، سترون أن مئات الأشخاص الذين قرأنا عنهم يبدون متشابهين متطابقين وكأنهم أحجار مصمتة، لن تجدوا فيها مايشفي غليلكم.شيء مؤسف أننا لانعرف تفاصيل حياة محمد بن عبدالوهاب، وعمر بن سليم. وأمثالهم، أتمنى أن بعضاً منكم اطلعوا على كتاب عبدالله بن سعدي (لمحات من حياة الشيخ عبدالرحمن السعدي)، وكتاب( رحلتي نحو النور) لمالك الرحبي عن حياة ابن عثيمين. هما كتابان استثناءيان لسبب واحد، أن كل من هذين العالمين جرى تقديمه إنساناً. هي محاولة مني أن أقدم شيئاً جديداً يستحق، في النهاية أنتم القراء، فإذا أخفقت في إرضائكم فالصواب أن أتوقف وأعتذر لكم عن المواصلة. أعتذر عن الإطالة. خليل: شكرا لهذه الملاحظة الهامة ، سأعود لاحقاً إلى سؤالك. ولد الخبيبية: سوف أتعرض في الحلقات القادمة لهذه النقطة. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ساري توثيق تشكر عليه . . فأنا ابن الاخوان ومن عاش تحت كنفي ابوين اخوانيين . . . تمتعت وأنا أقرأ تاريخهم . . بمرآت من عاش بينهم واختزن ذكريات جميلة لا تنسى . . . وقول : . . إعقل يامنصور . . ولا تضغط على الحروف . . لم أجرب طريقك الجديد . . لكني واثق أنك ترنوا وتحن إلى أيام عشتها بصفاء . . وراحة . . أتمنى بعد ما ذكرت مؤلفات بعض مشايخهم . . أن لا تنس بعض من كتب من شبابهم أمثال رسالتك في المسجل .. ورسالتك في المراكز الصيفية . . وغيرهما . . الله ينور بصيرك . . ياعنيد . . أحد أصدقائك القدماء صالح الدبيبي أعجبني جدا المقال والتعليق هذه الذكريات ملك فكري لك ومن لديه ذكريات أهلا وسهلا بها! ولك تقديري العميق ابو ندى الا هذي ماصدقنا نسمع شي من اخبار الاخوان الا وانت تفكر بالانسحاب لا لا والف لا استمر بالكتابة ونحن سنستمر بالقراءة والله العظيم اني اشهق من الفرحة اذا رأيت مقال جديد لك في هذا الموضوع ربما يعتب الاحبة من ادخال بعض من ارائك الخاصة في هذا السرد التاريخي فحاول ان ترضيهم ببعض الحياد اما الانسحاب فلا نسمح لك به بالنسبة للشيخ فهد العبيد اسمع كثيرا من والدي وجدي قصص كثيرة عنه واحيانا مضحكة وربما فيها سوء تصرف او غلظة متأكد ان لديك الكثير منها ارجوا منك ان ترويها لنا باسلوبك الجميل او على الاقل ان توثقها عندك لتنشرها في كتاب وليكن يوميات اخوانية (تكفى لاتتأخر علينا ترانا ننتظر الحلقة 6 ) والسلاااااااااام خالد علي الدبيبي حروف اعجبتني وصدقني يامنصور لقد عشت مع هذه القصة الجميلة . لكن اراء أن الاخوان يفترقون (يتزعلون) على ابسط الامور لابد أنك تملك الكتب الكلاسيكية عنهم والممتعة . أتمنى رؤيتك في بريدة قريباً محب بريدة أخي الكريم منصور النقيدان بعد التحية أرفع قبعتي إعجابا بالأسلوب الذي تسرد فيه ذكرياتك وقوة حافظتك ودقتها حتى أني كنت موجودا في بعض الأحداث التي ذكرتها بلحمي ودمي وكأني أول مرة أسمعها , وهذه موهبة من الله أغبطك عليها . كما أن لدي ملحوظة هامة جدا , وهي أنك قلت إن فهد العبيد هو من قال ( عن الحور العين بنات المشيقح ) وهذا مزلق خطير لأنه غير صحيح ولم أسمعها من فهد العبيد لا في مجالسه في منزله الضحى ولا بعد صلاة الجمعة ولا في مسجد الزعاق شرق بريدة , لكن الحقيقة أن هذه العبارة أطلقها أحد أبناء بريدة وأسمه ( علي الحمر ) ولم نلحق عليه لا أنا ولا أنت وكان طيب القلب , ويقول والدي : إن علي الحمر يحضر دروس عمر بن سليم في الجامع وعندما خرج من المسجد بعد طلوع الشمس ذهب إلى أصدقائه بالمشراق عند أحد الدكاكين فقال له أحدهم : من وين جيت ,قال : جيت من ولد سليم , قال آخر : وش يقول : قال : يقول خلّك خيّر ذرب خذ من الله كب , خلك ..........................., أي أنه اختصر درس عمر بن سليم كاملا في كلمتين . كما إشتهر عنه أنه يقرأ القرآن في المسجد بصوت جهوري , وإذا مر بآية مثّل بمرادها من الواقع حوله , فمثلا قرأ ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا ) وكان لحظتها بجواره رجل من البادية فألتفت اليه وقال : مثلك يالأخ , وقرأ ( يتيمين في المدينة) فقال : حواقل وأخوه , وهما يتيمين فيي حارته , وقرأ ( حور مقصورات بالخيام ) قال : بنات الربادا , وقرأ ( تسعة رهط يفسدون ولا يصلحون ) قال عيال ....... , وكان عيال ........يجمعون بين النعمة وبطرها , حيث ذكر أنه زار والدهم فلاح معه حمار فربطه في ماسورة خارج منزلهم المعروف , وكانوا يرغبون اللعب بهذا الحمار لكنهم يخشون سطوة والدهم , فقاموا بحيلة وهي أنهم ربطوا الحمار بحبل وسحبوه إلى سطح منزلهم بالدور الثالث ولعبوا به ولما فرغوا أنزلوه للشارع وربطوه في مكانه دون علم والدهم , كما كانوا أحيانا يتقمصون دور النواب ويلفون الحارات منادين للصلاة في غير وقتها ويضربون من يعترضهم ( نظرا لعدم كتابة التعليق بالاسم الصريح فقد اظطررنا حذف مانراه غير مناسبا للنشر مع تقديرنا لتفهم صاحب التعليق والقراء) د/ بوب منصور السلام عليكم وبعد: حكاية الأخوان حكايه أبديه لكل زمان وتجدهم في كل ديانه وهي عملية كربونيه لكل دين وهم أناس متمسكين لايبحثون عن الرفاهيه بل يبحثون عن كل تشريع(( صحيح )) يشدد عليهم لأنهم يرون انفسهم انهم مفرطين وهذا شي جميل وهم مجتهدون وليس بالضروره انهم على صواب ولكنهم ينسون اسلوب الترغيب تماماً. اللهم ارحمهم جميعاً فأني ولله أٌحبهم ولكن بودي تتحدث عن شخصيات أٌريد ان أعرفها أكثر 1- عبدالله الدويش 2- عبدالله القرعاوي 3- محمد الفهدالرشودي ولك جزيل الشكر ================================================================= منصور النقيدان تعليق أخير: وصلني من اثنين من الأخوة القراء ملحوظتان: أولاهما وصلتني عبر الإيميل -وهي الآن منشورة ضمن التعليقات باسم \"محب بريدة\"-من السيد عبدالرحمن الحمد حول ماذكرته عن فهد العبيد حول الحور العين، وضربه المثل بحسناوات اثنتين من عوائل بريدة.أنا أزعم انني سمعتها من فهد في السنة الأخيرة من مجلس وعظه في مسجد الزعاق عام 1406.وأذكر أنها كانت شائعة عنه بين الأخوان ولم ينكرها احد منهم. هكذا أجزم، ولكنني أيضاً أحكي عن واقعة مضى عليها أكثر من اثنين وعشرين عاماً ويعتريني تخوف من أن يكون اختلط عندي ماسمعته بما شهدته، أي أنه اختلط عندي ماينقله الناس بما أنا شاهد عليه، رأيته أو سمعته بأذني مباشرة. هذا وارد. ولكنني لم أزل مصراً أكثر على موقفي. وإذا تأكد لي أنني كنت واهماً من مصدر آخرفيسعدني أن أصحح خطئي معتذراً لكم عن وهمي. الثانية: اتصل بي البارحة ليلة الاثنين الصديق الفلكي خالد الزعاق، وهو يؤكد لي أن فهد العبيد توفي بعد الحادي عشر من سبتمبر بيومين يعني يوم الخميس الثالث عشر ودفن يوم الجمعة الرابع عشر. ويقول لي لقد حضرت دفنه.وفي هذه الحالة أنا اعتذر لكم عن هذا الوهم مرة أخرى. لأنني تلقيت خبر وفاته وأنا مع اثنين من الأصدقاء في طلعة مسائية على الدايري الشرقي وجاءني الخبر من صديق يؤكد لي وفاته في نفس اليوم الذي يبدو لي أنه كان يوم الحادي عشر من سبتمبر. تقبلوا تحياتي ================================================================== مراد الشيخ فهد العبيد رحمه الله كنت أسمع عنه من والدي وجدي المتوفى العام الماضي رحمه الله حيث كان جدي يزور الشيخ فهد في نهاية كل اسبوع اظن انه في محله او في بيته برقفة أحد الشخصيات التي ذكرها المبدع منصور في قصته ولا اريد ذكر اسمه خوفاً من أن انقل كلاما مغلوطا وانا غير متأكد كنت أسمع أن الشيخ دائم لذكر الله ويذكر الله كلما سكت عن الكلام وكان أحيانا يرفع صوته ليذكر الناس بالله تعالى وكان جدي رحمه الله قد تأثر به كثيرا خاصة في طريقته في العبادة والسلوك حيث كان جدي لاينتعل يمشي حافي النعلين ويلبس ثوبين أبيضين من القماش السميك وفي الشتاء يلبس نفس الشي ثوبين ابيضين ومعهما مشلح لونه رملي كان جدي رحمه الله يقلد الشيخ فهد حتى في الكلام وينقل لنا كثيرا قصصه مع أهل بريدة منها مايجعلك تضحك حتى ترى انك عاجز الوقوف ومن الأخبار التي يتقلها مايجعلك تقول لماذا الشيخ فهد رحمه الله بهذه القسوة مع الناس ومنها مايجعلك تتأكد أن الشيخ له غيره عجيبة على دين الله.. ذكر لي والدي أحد القصص عن الشيخ فهد رحمه الله كان يحدث بعد صلاة العصر عن مآسي المسلمين وكان يخص أمريكا بالكلام حيث يقول .. اللهم أهلك الأمريكان وكان يخص بالدعاء على امريكا والمصلين يؤمنون وكان رجل يدعى (....... الحمر ) جالس خلف المصلين تحت الجدار (عند الشميسة ) وبينما المصلين يؤمنون قال هذا الرجل قاصداً الشيخ فهد (واطاليا يافهد واطاليا يافهد ) يقصد لاتنس ان تدعوا على ايطاليا ثم قال الشيخ فهد واطاليا كلهم وجميع الكفرة ثم أمّن المصلين ... وهذه القصة تدلك على البساطة التي كان يتمتع بها هذا الجيل وعدم التلكلف ونبل المقصد اللهم ارحمهم وارضى عنهم وأسكنهم منازل الصالحين الشاكر لربه ماذكرته ابا يوسف رائعا وقد اكمل روعته صديقك القديم القدير الدكتور ابا صالح عفا الله عنه ورضي عليه وشفى مرضاه ورحم موتاه واحد رد لم أكن طالباً عند أحد منهم ولكن كان بعض أهلي طلبة عند ( الحميدي) وقد كان لهم دوراً بتوجه مستورد لا يخالف الشرع ولكن خولف من كثير من الاخوان ومنهم فهد. ليس هذا مقصدي إنما ذكرت ذلك، استشهاداً أني أسمع كثيراً عن قصص فهد العبيد، وحضرت كثيراً لمواقف أخيه ابراهيم العبيد. لذا أرجوا من ( منصور ) وتذكيراً للميثاق الذي واثق به نفسه. أن تكون كتاباته عن هذه القلعة التي ربما تحطمت كثير من أسوارها في زماننا للأسف!! أن تكون كشاهد على عصر كان يدركه جيداً و ( بذاكرة جيده .. لاتخون ) بنهجه الأدبي السردي الجيد إلى حد ما. بعيداً عن الحنق على الماضي وإن كان يرى أنه ضحيه. فالميثاق موثوق بإحترامه. ودائماً السرد يبدع إذا كان مفصلاً وطويلاً ...والعكس.. يستذكي ويختبئ في لحاف قصير!! ما أجمل الابداع إن حفظت كرامت غيرك ، فحفظ التاريخ كرامتك متفكر شكراً لك مبدعنا العزيز / منصور كشفت لنا عن مرحلة تاريخية مهمة كانت تلك المرحلة عبارةعن أفكار تعكس الواقع الاجتماعي وتحاول أن تؤثر فيه وتكونه كما أنها تصبح صورة عاكسة لذلك الواقع من خلال الآراء والحدية والمواقف , ماأعجبني هو أن الحياة الفكرية والذهنية والجدلية قائمة في ذلك الوقت وبالرغم من أنها تدور داخل دائرة واحدة إلا أن هذا الشد والجذب والحوار له رونق خاص وإن كان لايتسم بالحرية أو بالأدق بمنهج أسلامي فريد تحتويه مقولة الشافعي رأيي صواب قابل للخطأ ورأي غيري خطأ قابل للصواب , ولكن يبدو هذ التمسك من قبل تلك الجماعات نابع عن قناعة في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى نابع من محاولة تمسك وانتصار للرأي يصبغ بقناعة دينية ثابتة سواء بوعي أو من دونه أو محاولة محاربة أي فكرة ترد في الخاطر لتحاور المراجعة في هذه القناعة , على كلٍ الجميل هو ذلك الحراك والذي أسس من بعده حِركات متتالية وسيكون ذلك الأثر ممتداً إلى سنوات قادمة قصيرة وطويلة