تواصلت الاشتباكات أمس الخميس في بعض أحياء مدينة حلب شمال سوريا بين مجموعات معارضة مقاتلة وبين القوات النظامية، فيما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس أن هذه القوات تستعد لشن هجوم مضاد وشيك على حلب لاستعادة الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون. وقال مصدر أمني سوري «انتشرت الأربعاء والخميس تعزيزات من القوات الخاصة من الجهة الشرقية للمدينة، بالإضافة إلى وصول قوات أخرى ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة أوالسبت» على حلب. وتوقع رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي بدوره «سيكون هجومًا كبيرًا في أي لحظة، لا سيما في المناطق الجنوبيةوالشرقية والغربية الواقعة على الأطراف»، بعد وصول تعزيزات لقوات النظام إلى حلب. وأفاد ناشطون والمرصد عن اشتباكات في حيي صلاح الدين والحمدانية وغيرها من الأحياء الواقعة في جنوب ثاني أكبر المدن السورية، تترافق مع قصف عنيف مصدره قوات النظام. وقتلت طفلة صباحًا في القصف، بحسب المرصد. وقال مصور في وكالة فرانس برس في حلب: إن آثار الفجوات الناتجة عن القذائف تظهر بوضوح في مركز الشرطة في حي الشعار في شرق المدينة الذي استولى عليه عناصر الجيش السوري الحر. كما يحمل المركز آثار الحريق. وأشار إلى أن جثتي عنصرين من الشرطة قتلا على الأرجح في الهجوم لا تزالان على الأرض. وأفاد المرصد عن اشتباكات في محيط مدينة الباب في محافظة حلب أسفرت عن مقتل مقاتلين معارضين اثنين. وفي دمشق التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، تسجل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ إليها المقاتلون المعارضون. ووقعت اشتباكات استمرت لبعض الوقت في شارع 30 في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة صباحًا، ما تسبب بمقتل شخصين وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح. وقال ناشط يقدم نفسه باسم «أبو قيس الشامي» في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس من حي التضامن: «إن هناك قصفًا على أحياء التضامن والحجر الأسود ومخيم فلسطين التي تشكل المنطقة الجنوبية من العاصمة، مشيرًا إلى سقوط قتلى، وأن الجرحى بالعشرات». وذكر: «أن اشتباكات عنيفة مستمرة منذ يوم الأربعاء في حي الحجر الأسود» حيث أفاد المرصد عن «محاصرة للحي من القوات النظامية من محاور عدة ومشاركة للمروحيات في القصف». وأشار أبو قيس إلى أن حي العسالي (جنوب) الذي شهد أمس اشتباكات عنيفة، تعرض لاقتحام. وقال أبو قيس أن حي التضامن «خلا من سكانه تمامًا، وأن الجيش الحر موجود فيه للرد على أي اعتداء أو هجوم» من قوات النظام. وشهدت اليوم مدينة داريا في ضاحية دمشقالجنوبية اشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، بحسب المرصد الذي أشار إلى محاولة لقوات النظام للسيطرة على المدينة التي يوجد فيها عدد كبير من المقاتلين المعارضين. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام اقتحمت حي السيدة زينب المتاخم لداريا «بالدبابات والمدرعات» وسط «إطلاق رصاص من رشاشات ثقيلة». وشهد هذا الحي خلال الأيام الماضية حملات قصف مركزة. من جهة ثانية، أفاد المرصد عن العثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت إليه القوات السورية أخيرًا «قتلوا قبل ايام خلال العمليات العسكرية في الحي». وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطنان بعد منتصف ليل الأربعاء، الخميس، أحدهم برصاص قناص عند دوار التموين في مدينة دير الزور، وآخر في مدينة الميادين برصاص حاجز أمني. في مدينة حماة (وسط)، قتل مواطنان إثر إطلاق رصاص على سيارتهما في حي القصور بعد منتصف ليل الأربعاء. وقتل شاب إثر إصابته برصاص قناص فجرًا في حي طريق حلب. في محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في اشتباكات وقعت في بلدة كورين صباح اليوم. في مدينة حمص (وسط)، تدور، بحسب المرصد، اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص «تترافق مع قصف متقطع لهذه الأحياء». كما تتعرض بلدة تلبيسة ومدينة الرستن في محافظة حمص لقصف تستخدم فيه الطائرات الحوامة. وكانت أعمال العنف أوقعت الأربعاء في مناطق مختلفة من سوريا 143 قتيلا هم 75 مدنيًا و41 عنصرًا من قوات النظام و27 مقاتلاً معارضًا. في مدينة درعا (جنوب)، قتل مواطن إثر إطلاق نار وسقوط قذائف.