الكثير منا تعرض للظلم والظلمات والكثير مرت به وعصفت ريح القسوة والغدر وجلدته نار الطغيان، وتلذذ الظُلّامُ بآلامه.. لكن تُرانا نيأس ونستسلم لريح القهر وطواغيت العذاب؟!! تُرانا نستكين ونبتلع الظلم بمرارة ؟! أم نتوكل على الله ونثق يقينا بأنه سينصرنا ولو بعد حين! ونقاوم ونصمد في وجه الطغيان! تساؤلاتي هذه جاءت قبل أن أقرأ هذه الكلمات وقبل أن أقرأك يا مصطفى أمين وشعرت بعجزي عن اللحاق بك أو حتى تسطير أحرف أخرى يامن قلت: إذا رأيت الباطل عملاقاً شامخاً، والحق قزماً، منكس الرأس، فلا تحزن، ولا تيأس. ماتراه ليس هو الأحجام الحقيقية. إنها أحجام صنعتها أوهامنا ومخاوفنا. أنت ترى الأشياء وأنت ترتعد ذعرا منها أكبر كثيرا من حقيقتها. فالباطل لايحتاج إلى سيف لتقطع رقبته، قد يحتاج إلى شكة دبوس لتقضي عليه، الذي يعطي الباطل حجماً ضخماً هو الأورام التي في داخله وليس والعضلات فيه! فالباطل هش بشرط أن تصمد له وتقاومه وفي كثير من معارك الحياة لاتحتاج إلى أن تحارب، يكفي أن تثبت في مكانك. الباطل بطبيعته جبان ينقض على الذين يتضاءلون أمامه ويتجبر على من يخافون منه! وكثيرا مايستعين الباطل بقوى غاشمة تبدو أمامك كأنها قادرة على أن تسحق..إن في يدك وأنت واقف في مكانك أن تستعين بقوة أكبر من سلطان الباطل هي قوة إيمانك بالله. كم من شخص ضعيف مؤمن استطاع أن يهزم طاغية ظالما جبارا. ولاتحزن أن وقعت على الأرض في الجولة الأولى! إنك لابد أن تربح الجولة الأخيرة بضربة قاضية؟ وعندما ترى مصارع الطغاة واحدا بعد الآخر تدهش كيف انهارت هذه الجبال الشاهقة. والواقع أنها لم تكن أبدا جبالا من حجر ، بل كانت دائما جبالا من ورق! جبالا أقيمت بقرارات! وفقاعات ملأها الطغاة بالهواء وعندما انقطع الهواء انكمشت وتحولت خرقة ممزقة! إنهم أقوياء فوق الكراسي والسياط في أيديهم ،وعندما انتزعت منهم السياط تحول الفراعين إلى أرانب وفئران! ولو أننا صمدنا من اليوم الأول لما تقهقرنا سنوات طويلة ولو أننا انتزعنا السوط الأول من أول جلاد لما ضربونا به. ولو أننا علمنا أن كلمة"" لا"" تستطيع أن تصد جيشا غازيا لأصبحنا ملايين القلاع! إن الباطل والظالم يكبر ويصغر بنسبة عكسية للذين يصمدون له ،إذا صمدوا تهاوى وإذا فروا أمامه ملك كل الرقاب!...... لاتشتر سيفا لتحارب به الظلم ..اشتر فقط علبة دبابيس! يالها من كلمات تدخل أعماق القلب المتعب لتدخل عليه اطمئنانا هي للطغاة في كل مكان وأي زمان رجالا ونساء .؟! وياقلب لاتحزننّ!! آخر الأحزان: قسوا علي بلا ذنب أتيت به ** وما تبرمت لكن خانني النغم أعاده شجنًا باح الأنين به * *فهل يلام حزين حاله عدم حسبي من الحلم أني بالوفاء له** أمشي وأحمل جرحًا ليس يلتئم وما شكوت لأني إن ظلمت فكم ** قبلي من الناس في شرع الوفا ظلموا أبكي وأضحك والحالات واحدة* *أطوي عليها فؤادًا شفّه الألم فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة **فالدمع من زحمة الآلام يبتسم وفي الجوانح خفاق متى عصفت.** به الشجون تلوى وهو مضطرم فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة** إنا إلى الله يوم الحشر نحتكم