واصلت نسبة الرسائل الالكترونية المزعجة الانخفاض تدريجيا في شهر يونيو، متراجعة بنقطتين مقارنة بشهر مايو وبلغت 71.9 بالمائة في يونيو، ومن جهة أخرى دخلت تقنيات جديدة حيز الاستخدام واستغلت في إصابة الحواسب عبر البريد المزعج. وتوّج موسم العطلات بإطلاق حملة نشر الرسائل الالكترونية التي تضم إشعارات بحجوزات في فنادق وأرفقت بمرفقات خبيثة ،ولتجنب الوقوع ضحية لمثل هذا النوع من الرسائل على المستخدمين توخي الحذر لدى حجز الرحلات عبر الانترنت والأخذ بعين الاعتبار أن الشركات السياحية المحترمة لا ترسل تأكيدات الحجز في مجلدات مؤرشفة. فقبل فترة قصيرة استغل المجرمون الالكترونيون بنشاط خدعة من مجال الهندسة الاجتماعية تضمنت إرسال شيفرة ضارة في مرفق بريدي بها صورة لفتاة ترغب في مصاحبة مستلم الرسالة ، وقد شهد يونيو تطورا لموضوع الصور حيث كان مستلم الرسالة يتلقى تهديدا بالملاحقة القانونية بسبب نشر صور على الانترنت دون موافقة أصحابها وكانت الصور ترفق بالرسالة على شكل مجلد مؤرشف. خدعة أخرى من هذا القبيل تمحورت حول نشر إشعارات مزيفة بالغرامات جراء مخالفات سير ، وكان الأرشيف المرفق على هيئة مجموعة من الصور التقطت بكاميرات المراقبة على الطرق إلا أنها كانت تحتوي على برنامج خبيث. ولعل الحدث الأكثر شعبية في شهر يونيو كان كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2012 التي استمرت فعاليته طيلة شهر يونيو ، ولم يقاوم ناشرو البريد المزعج الرغبة في استغلال الاهتمام العالمي بالحدث وبدأوا في نشر الرسائل المزعجة منذ أوائل العام الحالي فبالإضافة إلى العروض السابقة بشراء البطاقات للدخول إلى مناطق المشجعين التي تعرض فيها المباريات على شاشات كبيرة وعروض أخرى باستئجار غرف للإقامة في المدن المستضيفة للمباريات، شهد يونيو انتشار بريد مزعج يروج لمواقع كرة القدم والمتعلقة بالدوري. وعن مصادر البريد المزعج جغرافياً، ارتفعت حصة البريد الذي استلمه المستخدمون في أوروبا الآتي من الصين بنسبة 50 بالمائة مقارنة بشهر مايو وكانت بريطانيا الدولة الأوروبية الوحيدة في تصنيف مايو التي لم تدخل في قائمة العشرين لشهر يونيو ، ومن بين الموزعين الرواد للبريد المزعج في أوروبا كانت إيطاليا (1.5 بالمائة) وألمانيا (0.91 بالمائة) وأكثر من نصف البريد المزعج المنشور في أوروبا أتى من آسيا. ومرة اخرى ترأست الولاياتالمتحدة قائمة البلدان العشرين التي نشرت البريد المزعج في البلاد. وللشهر الثاني على التوالي كان البريد المزعج «بيتي الصنع» قد استولى على ثلث البريد المنشور في الولاياتالمتحدة وارتفع بنسبة 5 بالمائة مقارنة بشهر مايو، فيما كان ربع البريد المزعج في الولاياتالمتحدة من أصل آسيوي. وقالت ماريا ناميستنيكوفا، كبير محللي البريد المزعج في كاسبرسكي لاب: «لقد واصلت حصة الرسائل المزعجة في البريد الالكتروني في التراجع للشهر الثاني على التوالي. وقد لا يبدو الانخفاض بنقطتين أو ثلاث كبيرا لكنه ينذر بحدوث تغيرات هامة. يعتبر الصيف فترة هادئة فيما يتعلق بالنشاط في قطاع الأعمال، عندما تتراجع نسبة الرسائل المزعجة مع إجمالي الرسائل الالكترونية على حد سواء. لهذا فإن الهبوط الكبير في نسبة البريد المزعج، وحده سيؤدي إلى مثل هذا التراجع الملحوظ في نسبة الرسائل المزعجة في إجمالي الرسائل الالكترونية».