في أمسية من أمسيات صيف الطائف الجميل كان اللقاء الثالث ضمن فعاليات موسم منتدى عكاظ الثقافي والذي بدأ بكلمة للدكتور عالي القرشي رحب فيها بالحضور قبل ان تنطلق الامسية التي خصصت لعدد من مبدعي ضيوف المنتدى الذين صدحوا بابداعاتهم في هذه الامسية. ضم المحور الاول من محاور اللقاء مشاركات للمبدعين: عيد الخميسي والذي شارك بنصين احدهما «فم مريض» والآخر «سطوع» ثم عيضة السفياني والذي تغنى بقصيدة «روتين واحد» تلته جملاء العتيبي ونصها المعنون ب «اللقيا» ثم القى الشاعر المبدع والعائد بعد غيبة طويلة محمد محسن الغامدي قصيدتين هما «دفء المجارير» و «هكذا الحب يا فاطمة» قرأ بعدها عبدالعزيز العسيري نصاً بعنوان «نافذة اللقطة» وتابعه علي سعد فيصل بقراءة قصة اخرى بعنوان «فوق النور نور» ثم نص لسلطان ردة الحارثي عنوانه «لحظات مبللة» بعد ذلك قرأ محمد النجيمي نصاً قصصياً قصيراً عنوانه «فرصة اخيرة»، ليعتلي المنصة بعده خالد قماش ويترنم بقصيدتين جميلتين كعادة شاعرنا اولاهما كانت «همهمات على عتبات الشرائع» ويختتم بعد ذلك الشاعر المبدع حمدان الحارثي المحور الاول بقراءة قصيدة جديدة له عنوانها «قباب لها» بعد ذلك قرأ الدكتور عاطف بهجات نصاً قصصياً لموهبة جديدة عمرها لايتجاوز الاحد عشر عاماً لاقت استحسان الحاضرين ولفتت انتباههم. المحور الثاني من محاور الامسية كان قراءة نقدية لبعض الاعمال المقدمة خلال اللقاء قدمها الاستاذ خالد خضري وقد بدأ الخضري كلمته بتوجيه الشكر للقائمين على منتدى عكاظ كما اشاد بتنوع النصوص المقدمة خلال الامسية وتميز كثير من الاسماء المشاركة في اللقاء. توقف خالد خضري اولاً عند نص النجيمي القصصي «فرصة اخيرة» ووصفه بالعمق وتعدد الدلالات والقدرة على توظيف الرمز حيث قال اننا نقف في هذا النص على صورة اخرى من صور الصراع مع الحياة حيث بطل النص شخصية مهزوزة امام وطأة واقع صعب تختار الانسحاب بطريقة مؤثرة وذات مغزى ورأى ان قدرة الكاتب على اختزال كل ذلك وتقديمه من خلال نص قصير شهادة له على تحكمه في اداواته وقدرته على بناء القصيدة بشكل محكم. بعد ذلك وصف الاستاذ خالد نص الحارثي «لحظات مبللة» بأنه نص جميل تأتي اللحظة الجيدة فيه متأخرة كعادتها في الحياة والقاص تمثل في نصه جمال الطبيعة ونقل صورها لتفاصيل مشهده وتعامل مع هذه اللحظات وفق منظور تأمل داخلي لمشاعره مع استخدام محسوب للرمز. ورأى الخضري في نص «دفء المجارير» للمبدع محمد محسن الغامدي مشهداً حركياً اجاد الشاعر في تصويره ونقله لنا رغم صعوبة ذلك كما فيه استحضار للموروث الشعبي وبعض مفرداته ويعتقد الخضري ان الشاعر في هذا النص هو اول من تختاره المدينة عندما تحل الخيرات فالخير والاخضرار ماهو الا اسم آخر لتدفق الشعر. وتميز النص كما يرى الناقد بقدرة الشاعر على الربط بين المتجانسات وهو ما ادى الى ولادة جديدة للشعر. في نص «فم مريض» للشاعر عيد الخميسي رأى الخضري ان الشاعر هنا يحاول قصيدة غير عادية من خلال لغة مكثفة ومقاطعها محملة بأكثر من دلالة ومنفتحة على اكثر من قراءة ممكنة، الشاعر في هذا النص كما يقول الخضري يتناول الاختلاف الذي طرأ على المجتمع ويقدم ذلك من خلال لغة شعرية شفافة ومباشرة. فيما رأى الاستاذ خالد الخضري ان خالد القماش مبدع مختلف يكتب الشعر الشعبي بلغة راقية يهتم بالتفاصيل الصغيرة ويعبر عنها ويعبر من خلالها عن رؤيته هو للحياة. وفي قصيدته «همهمات على عتبات الشرائع» يتحدث عن تناقضات حي الشرائع كمعادل موضوعي للوطن بكل تناقضاته ونواقصه وجمالياته وامكاناته. بالنسبة للشاعرة جملاء العتيبي وقصيدتها «اللقيا» فهي على حد وصف الناقد جميلة ولغتها معبرة وان اخذ عليها التفاوت في بناء القصيدة. وفي الختام توقف الخضري عند نص الحارثي حمدان ووصف لغته بالتميز وقال ان له عالماً مختلفاً وتجربة مختلفة واشاد باستخدامه للرمز بطريقة تساعد على فتح آفاقه وتعدد دلالاته. الاستاذ خالد قال ان المخاطب في هذا النص يحتمل ان يكون الانثى وقد تكون الانثى معادلاً موضوعياً للوطن وتظل احلام السندباد ممكنة حسب وصف الناقد. المحور الثالث في هذه الامسية كان محور المداخلات والتي ابتدأت بالدكتور فوزي خضر والذي اشاد بالناقد ورأى أن لديه قدرة شعرية واعية على تناول النصوص ودعاه لتكرار هذه التجربة مستقبلاً الدكتور فوزي اشاد بموهبة الطفلة التي شاركت بنص قصصي في فعاليات اللقاء، وتوقف عند نص الاستاذ عيد ورأى انه ورغم جماله يصعب تصنيفه ضمن قصيدة النثر. ثم تداخل الشاعر حمدان الحارثي والذي تحدث عن ازمة مصطلح سببتها رداءة الترجمة وضرب مثلاً على ذلك بعدم فهم البعض للمراد من النص المفتوح والمغلق وهويشير بذلك لمداخلة سبقت لأحد الحضور. واشاد بنص الخميسي واصفاً اياه بأنه توجه جديد يعتني بالهامشي واليومي ويعيش تفاصيل الحياة البسيطة ويتفاعل معها. الدكتور عاطف بهجات توقف عند نص الشاعر محمد محسن الغامدي وقال انه يحمل رؤية شاملة قدم لنا من خلال لحظات مركزه صورة حية بلغة شعرية متميزة واشاد الدكتور بهجات بقصة النجيمي وقال ان القاص يدرك بناء الجملة ويعرف كيف يتعامل مع الحدث القصصي ثم قال عن نص حمدان الحارثي انه نص غني وجميل ومتعدد الدلالات وهو ذو دلالة خاصة على تميز الكاتب وتأكيد على تجربته السابقة وقدرته على التعامل مع القصيدة. في ختام الامسية كانت هناك فقرة خاصة للتكريم شارك فيها الاستاذ عبدالله المرشدي مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف وتم فيها تكريم علمين من اعلام المشهد الثقافي في الطائف هما الدكتور محمد عمار والدكتور احمد الحسن وهما من المؤسسين لمنتدى عكاظ الثقافي ومن المشاركين الفاعلين في انشطته وفعالياته وقد قدمهما الدكتور عالي القرشي تقديماً خاصاً مشيداً بجهودهما وحضورهما متمنياً لهما التوفيق وشاكراً لهما باسم الجميع ثم تسلما بعد ذلك شهادات ودروع التكريم المقدمة لهما قبل ان يختم القرشي الامسية بشكر الحاضرين والمشاركين والاستاذ الخضري على مشاركته وحضوره.