عاش أهالي محافظة الزلفي معاناة متكررة وغير مسبوقة مع انقطاعات التيار الكهربائي المتوالية في عدد من الأحياء، فقد اعتاد الناس أن تنقطع الكهرباء مرة أو مرتين في اليوم لكن أن تنقطع مرة وتعود أخرى لأكثر من أربع مرات ومنذ الصباح الباكر مع إشراقة الشمس وحتى كتابة هذه السطور عصرا فهذا شيء جديد، أبت شركة الكهرباء إلا أن تضع بصمتها الخاصة من خلاله . كثيرة جدا هي الاتصالات التي تلقاها مكتب الجريدة بالمحافظة من عدد من المواطنين، بعضهم يتمنى إيصال صوته للمسؤولين لوضع حد لهذه المشكلة المستديمة، وصياغة نهاية لهذه المسرحية التي تكرر عرضها دون فصل أخير، والبعض منهم أراد فقط أن ينفس عن نفسه ويبدي تذمره، لأنهم على حد قولهم فقدوا الأمل أو كادوا فلا بوادر تعطي انطباعا بالإحساس بمعاناتهم ولا تحركات تمنح اطمئنانا بإصلاح الحال فالعذر لدى شركة الكهرباء جاهز رغم بدائيته (زيادة أحمال وضغط كبير على المولدات) مع يقين الجميع أن شركة الكهرباء تحظى بدعم كبير جدا من قبل حكومتنا الرشيدة التي لم تدخر جهدا في سبيل راحة المواطنين. وما تكرره الشركة على لسان مسؤوليها في كل خروج لأحدهم من أعذار واهية لهذه المشكلة بالعبارة المستهلكة : إن هذه الانقطاعات بسبب زيادة الأحمال ، أمر لايمكن قبوله أو التسليم به ، وهو شيء يدعو للأسف فليس هذا حلا للمشكلة ولا أسلوبا للتعامل فما ذنب المشتركين ليحرموا من خدمة دفعوا الأموال لتوفيرها ويدفعون رسوما شهرية لاستمرارها ولو حدث أن تأخر أحدهم عن سداد مبلغ الفاتورة لأي عذر لتم فصل الكهرباء عنه، ولا يعاد بعد السداد إلا برسم مالي مضاف ، ومن يعوض المواطنين عن هذه المعاناة التي يتجاوز أثرها إلى الأجهزة الكهربائية والالكترونية وحتى الصحية في منازلهم، وما دام الانقطاع تم من قبل الشركة ألا يستحق ذلك رسما مماثلا يتم دفعه للمشترك ؟! وخطوات فعلية لعدم التكرار ؟ وهل لدى الشركة استعداد للمستقبل وتخطيط فعلي له وهي التي عجزت خلال السنوات الحالية عن القضاء على هذه المشكلة المستديمة، المواطنون بحاجة لأجوبة مقنعة بعيدا عن اجترار الألفاظ المستهلكة المعتادة وسوق الأعذار الواهية التي لم تعد مقنعة حتى لقائليها.