سلوكيات خاطئة نجدها في الأماكن العامة، في الشارع، أثناء القيادة، حتى عند الكاشير في أي سوق تجاري مزدحم، وفي أشياء كثيرة وأماكن متعددة، السؤال: لماذا تبرز هذه التصرفات لدينا بشكل واضح حتى من قبل العمالة الوافدة تجدهم يتجاوزون السلوكيات دون اكتراث ولا أعمم، عندما نسافر نجد أنفسنا نقف في الصف دون تجاوز، نقف عند إشارة المرور في المكان المخصص للوقوف، لا نفتح الباب ونرمي (أعقاب السجائر أو المناديل) على الأرض، وغيرها وغيرها من السلوكيات التي تجعلنا نعيش بصورتين مختلفتين، من هنا أقول من الواجب أن تبرز التصرفات والسلوكيات الحسنة هنا في مدننا، ويكون ما نراه في الخارج هو انعكاس حقيقي لهذه التصرفات أما ما يُشاهد ويحدث أحياناً في شوارعنا وأسواقنا فهو غريب جداً، وأعتقد أن للبيت والمدرسة الدور الكبير في تعزيز السلوك الحسن والتصرف بوعي تجاه الآخرين أو تجاه الأماكن العامة والتي هي ملك للجميع والحفاظ عليها مطلب تربوي وأخلاقي يجب تعميقه لدى النشء ليصبح ضمن أبجديات الحياة اليومية، أما تركه أو الحديث عنه دون ممارسة فلن يجدي، لأننا نحتاج للقدوة التي تطبق، الأب والأم أمام أبنائهم، الأخ الكبير أمام إخوانه، المعلم أمام تلاميذه، وهكذا حتى تتراكم وتعزز تلك القيم في عقولهم، ونجدهم يحترمون كل نظام مع مرور الوقت، البعض قد يتجاوز الإشارة الحمراء ومعه أبناؤه، غير أن هذا قد تكون عواقبه وخطورته وخيمة عليه وعلى غيره إلا انه يعزز التحايل على النظام في ذهن أبنائه، هذا هو القدوة فماذا نتوقع من أبنائه الذين يغذيهم بمثل تلك السلوكيات، وآخر يتحدث عن خطورة ومشاكل التدخين وهو يدخن أمامهم!. عرّفت "لمياء البازعي" - مدربة تربية خاصة - أنّ تغيير السلوك السلبي واستبداله بإيجابي يستلزم زيادة تكرار السلوك المطلوب بواسطة التعزيز المستمر للطفل وتأكده من أنّ لكل فعل ردة فعل سواء كانت إيجابية أو سلبية، حيث يعتمد الأهالي على نظام مخصص للمكافآت والعقوبات، وبذلك يتدرب الطفل على اكتساب مهارات مختلفة بحثاً عن مكافأة ويتخلى عن سلوكيات سلبية هرباً من العقاب، مشددة على ضرورة تحديد السلوكيات المستهدفة "غير المرغوبة"، وتحديد الأوليات بينها، وتحليل السلوك المستهدف لمعرفة مسبباته ودوافعه التي أدت بالطفل لارتكابه، مثل هذا الكلام الرائع أعتقد أننا بحاجة لتطبيقه على أرض الواقع على أطفالنا أولاً، ولكن: كيف نُعلم وندرب الأم والأب على ذلك؟ لابد من دورات تدريبية، وان كنا لا نزال لا نُقبل بشكل كبير عليها، لأننا نتخيل أننا نعرف كل شيء ونفهم كل شيء ولا حاجة لنا بتلك الدورات، والبعض قد يأخذها من باب الترفيه فقط!، من هنا أجد لزاماً أن تتغير سلوكياتنا أن نساهم في تصحيح الخاطئ منها، أن نرتقي بتصرفاتنا وتعاملنا مع الآخرين، ومع الممتلكات العامة والحفاظ عليها، مع حاجتنا لتطبيق النظام من قبل الجهات المختصة على كل من يسيء أو يعبث بأي ممتلكات عامة أو يتصرف بسلوكيات قد تؤذي الآخرين.