«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلوكيات السلبية في الاحتفال باليوم الوطني.. مسؤولية مَن
هموم الناس إجماع على عدم وجود دراسات وأبحاث تتناول المشكلة .. عكاظ تفتح الملف
نشر في عكاظ يوم 23 - 09 - 2011

حجر طائش أصاب سيارة أبي فهد عند توجهه إلى كورنيش جدة بصحبة أسرته، ليس هذا فقط، بل اضطر للتوقف في عدة محطات أثناء خط سيره بسبب تجمهر بعض الشباب في الشارع واستعراضهم بالرقص والغناء .. هذا باختصار سيناريو احتفالات العام الماضي بمناسبة اليوم الوطني، تصرفات شبابية طائشة وشاذة قوامها التعدي على حريات الآخرين وإيذاؤهم ومعاكسة النساء والتعدي على المرافق العامة وهو ما يتناقض تماما مع ما يجب إبرازه في يوم الوطن من الفرح والسرور دون مبالغة وتعد على حريات الآخرين وإيذائهم وإظهار الحب للوطن وقادته بالالتزام بالنظام والتعليمات.
هذه المخالفات التي تتكرر في اليوم الوطني في كل عام تعكس ضعف ثقافة الاحتفال باليوم الوطني لدى بعض الشباب والنشء والمفهوم الخاطئ لفهم معنى الفرح وحب الوطن الذي يجب أن يكون الفعل هو الفيصل الحقيقي في تحديده.
وجاء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جلسة مجلس الوزراء مساء الإثنين الماضي بأن تكون مظاهر الاحتفاء بهذا اليوم تعبيرا عما يتصف به أبناء المملكة من قيم وأخلاق فاضلة وعما وصلت إليه المملكة من تقدم في مختلف المجالات التنموية وما وصل إليه أبناؤها من مستوى حضاري وفكري مميزين بمثابة قاعدة يجب أن تسير عليه الاحتفالات باليوم الوطني بحيث يظهر المواطن فرحه بشكل يعكس مكانة المملكة وقيمتها الدينية والأخلاقية.
«عكاظ» فتحت ثقافة الاحتفال باليوم الوطني وتساءلت عن أسباب ظهور التصرفات السلبية من بعض الشباب في يوم الوطن ومن المسؤول عنها؟، وعلى من يقع القصور في توعية المجتمع بطريقة الاحتفال والفرح في يوم الوطن من وجهة نظر شرعية، نفسية، اجتماعية، تربوية، قانونية وقضائية، وتساءلنا عن دور الجهات ذات العلاقة كالأسرة، المسجد، المدرسة، الجهات البحثية، وسائل الإعلام، والداخلية في التوعية لضمان عدم تكرار ما يحدث من تصرفات سلبية تخدش جمال الاحتفال، كما استعرضنا دور الجهات المنظمة كالأمانات والشرط ونحوها في تنظيم الاحتفال.
وخلصنا بالتوصيات لإظهار الاحتفال باليوم الوطني بشكل مثالي يعكس حب المواطن للوطن في ثنايا التحقيق التالي:
بداية، بين أستاذ علم الاجتماع وعضو مجلس الشورى الدكتور إبراهيم الجوير أن السبب الرئيس في حصول هذه الحوادث من بعض الشباب التي تفسد الفرحة في يوم الوطن ضعف ثقافة الاحتفاء والفرح، موضحا أن كثيرا من سلوكياتنا تحتاج لترشيد ومن ذلك ثقافة الاحتفاء، مشددا على أن الازدواجية في السلوك تعتبر أحد عوامل السلوكيات الخاطئة في اليوم الوطني. واستدل الجوير على ذلك باصطفاف المصلين للصلاة عندما تنظر إليهم تراهم صفا واحدا في ترتيب وتنظيم لكن عندما تخرج خارج المسجد تجد أحذيتهم موضوعة بشكل عشوائي وسياراتهم مصفوفة بشكل غير منظم.
مشيرا إلى أن ما يحدث يدل على ازدواجية الشخصية فكيف يدعي الشاب حبه للوطن الذي يعتبر خير الأوطان على الأرض وهو مهبط الوحي ومنبع الرسالات وبلاد الحرمين وقبلة المسلمين ومع ذلك يبدو في مظهر هائج وغير منضبط في السلوك.
وبين الجوير من وجهة نظر علم الاجتماع أن هذه التصرفات نتاج السلوك الجمعي أو ثقافة القطيع؛ فإذا اجتمع مجموعة من الأشخاص فإنهم يقلدون بعضهم في الفعل نفسه بعكس لو كان يسير وحيدا فإنه لن يجرأ على فعل هذه السلوكيات الشائنة.
ولاحظ الجوير أن بعض الشباب الذين يقدمون على هذه الفعال غير مقتنعين بما يفعلونه لكنهم ينساقون وراء تصرفات زملائهم ويجدون التشجيع والمؤازرة.
وأشار عضو مجلس الشورى إلى أنه تعرض شخصيا لموقف مشابه عندما خرج من منزله لمسافة قصيرة فلم يستطع التحرك بسبب تصرفات هؤلاء الشباب الهائجة والهوجاء التي تسيء لكل مستخدمي الطريق من قائدي السيارات والمارة، مطالبا الجهات ذات العلاقة بدراسة هذه المشكلات ووضع أسبابها والحلول لمواجهتها محملا الجهات التوعوية عدم تفعيل دورها لمنع ظهور مثل هذه الحالات، ولاحظ الجوير أن هناك أمورا دفينة وأسبابا غير معروفة قد تدفع الشباب لهذه التصرفات.
طرق خاطئة
وهنا فسرت المختصة النفسية الدكتورة بلقيس الفضلي ما يحدث مرجعة ذلك للكبت الذي يواجهه العديد من الشباب، إضافة لعدم تلبية رغباتهم فيلجأون للاحتفال باليوم الوطني بطريقة خاطئة.
ورأت الفضلي أن عدم وجود طموح وهدف لدى الشباب يجعلهم يتمردون على الآخرين بفرحة غير منطقية، مشيرة إلى أن بعض من هم في الدراسة ومرحلة المراهقة يتعرضون لضغوط في حركتهم وتفكيرهم لا تتناسب مع كيانهم وحياتهم فيحاولون الخروج من هذا الأمر بشكل يختلف عن المألوف.
وأضافت الفضلي «في النقيض الآخر نجد أن الشاب الذي يعطى الحرية في التفكير الذي يناسب عمره وتفكيره ويمنح الحب والحنان والاستقرار لن يكون في حالة سخط وعدم الرضا».
وبينت الفضلي أنه يمكن توظيف علم النفس من خلال نشر الوعي والثقافة عبر وسائل الإعلام الجديد التي يقبل الشباب على استخدامها، موضحة أنه «يمكن أن نوصل المعلومة والنصحية لا شعورياً لذلك الشاب من خلال إقباله على الوسائل الشبابية التي تقدم النصائح والإرشادات بشكل مختلف وبالتالي تؤثر فيهم وتحد من تصرفاتهم الخاطئة بل تساهم في تصحيحها».
وذكرت الفضلي أن «ما يحدث في الطرقات والشوارع من تصرفات تتجاوز الأدب العام ويكون خلفها الشباب تحتاج في حقيقة الأمر إلى تقارب أكبر بين هذه الفئة ورجال الأمن، الأمر الذي سينعكس إيجابا على تصرفاتهم في الميدان وربما يحد من تعبيراتهم التي ربما يصفها البعض بالهمجية».
ضعف الثقافة
واتفقت المستشارة الأسرية والأكاديمية الدكتورة نورة الصويان مع رأيي الجوير والفضلي عندما أكدت على أن ضعف ثقافة الاحتفال باليوم الوطني لدى الشباب والنشء وراء هذا الحوادث، مشيرة إلى أن الانفتاح الإعلامي على العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي شجع الشباب على التعبير عن فرحتهم بالمناسبات الوطنية والاجتماعية لكن دون تدريب أو ترشيد أو توجيه فحصلت بعض التصرفات غير المنضبطة المسيئة للمجتمع، مؤكدة على أن ثقافة الاحتفال في المناسبات غائبة وفجأة بدأوا بالاحتفال دون تدريب. ورأت أن غياب قنوات تفريغ طاقات الشباب أحد أسباب هذه التصرفات، ولاحظت أن الموضوع ضخم أعطي أكثر من حقه، مشيرة إلى أنها تصرفات لا تشكل ظاهرة والأولى من استنكارها البحث عن أسبابها وحلولها مع أهمية توعية الشباب بحب الوطن وغرس ذلك من قبل الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والمجتمع.
وحملت الباحثة الاجتماعية عضو هيئة التدريس في كلية التربية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة ميسون الدخيل الأسرة مسؤولية هذه التصرفات، لافتة إلى أن التربية الأسرية هي الأساس في ضبط تصرفات الأبناء، وتأتي باقي الجهات كالمدرسة، المسجد، وسائل الإعلام، والجهات الرسمية كعامل مساند في التوعية والتوجيه أولا والمعاقبة والردع ثانيا.
ولفتت الدخيل إلى أن بعض الشباب يقدمون على هذه التصرفات كنوع من لفت النظر لما لديهم من مواهب أو لشعورهم بالنقص أو عدم الاهتمام، مؤكدة على أن المسألة لا تنحصر فقط في احتفالات اليوم الوطني بل إنها تصرفات تحدث في كل المناسبات كالرياضية والاجتماعية وغيرها مما يعني أن هناك خللا مجتمعيا يدعو لدراسته من قبل الجهات البحثية لوضع الحلول له، وتساءلت لماذا لا نرى مجلس الشورى يناقش مثل هذه المشكلة مثلا؟!.
نقاش المجلس
ويوافق عضو لجنة الشباب والأسرة في مجلس الشورى نجيب الزامل على رأي الدخيل بضرورة أن يناقش مثل هذه المسائل في مجلس الشورى، مبينا أن المجلس لم يسبق وناقش مثل هذه المسائل إلا عرضا في مواضيع الشأن العام.
ولاحظ الزامل أن معظم الشباب الذين يقدمون على التصرفات الخاطئة في اليوم الوطني وغيرها من الاحتفالات دون سن العشرين عاما من الشباب والمراهقين.
وقال الزامل «قبل أن نلوم الصغار والشباب هل علمانهم ثقافة الاحتفال؟»، وأضاف «كثيرون من أبنائنا لا يعرفون معنى ولا قيمة اليوم الوطني كما ينبغي فقد كان الاحتفال باليوم الوطني محظورا شرعا لدى البعض ومن ثم أصبح الاحتفاء أمرا اعتياديا», مشيرا إلى أن ثقافة الاحتفال مفقودة في المجتمع وبالتالي لا يمكن لوم الشباب ونحن لم نقم بواجبنا تجاه تثقيفهم وتوعيتهم.
ولفت الزامل إلى أنه في كل دول العالم توجد ساحات وأماكن مجهزة ومهيأة للاحتفال بالمناسبات والأيام الوطنية والكرنفالات, داعيا إلى ضرورة تشخيص الداء لوضع الدواء المناسب بحيث لا نناقش سلوك الاحتفال الخاطئ قبل اليوم الوطني أو بعده بل يجب أن تتم مناقشة هذه المسألة على طول السنة وتكثيف حملات التوعية مع التأكيد على ضرورة قيام كل جهة بدورها؛ لأننا نتحدث بشكل غير علمي في غياب الدراسات والأبحاث من قبل الجهات المختصة، ورأى الزامل أن العقوبات ستكون مرحلة بعد التوعية والتوجيه.
عقوبات رادعة
ويرفض القاضي في المحكمة الجزائية الدكتور عيسى الغيث ما يتردد عن أن ضعف العقوبات الرادعة هو السبب فيما يحدث من تصرفات خاطئة من قبل الشباب في اليوم الوطني. وقال الغيث «العقوبات جيدة ورادعة لكن المشكلة في التوجيه والتوعية»، مبينا أن هناك حقين يترتبان على الشغب في احتفالات اليوم الوطني وهما الحق العام للدولة والحق الخاص بالأشخاص المتعرضين للأذى سواء أكانوا رجلا أو نساء». واستدرك الغيث بقوله «قبل أن نبحث عن العقوبات الموجودة والرادعة فإنه علينا أن نبحث عن الأسباب التي أدت لمثل هذه التصرفات ونعالجها من جوانب شرعية وتربوية وثقافية وإعلامية».
لكن المحامي والمستشار القانوني أحمد السديري يخالف آراء من سبقوه، مرجعا ما يحدث من مخالفات لضعف الثقافة الحقوقية، وأشار السديري إلى أن أية مخالفة قانونية تقع من قبل شاب يجب أن يعاقب ويحاسب عليها، نافيا أن تكون العقوبات رادعة وقانونية لكن المشكلة في تفعيلها حتى يرتدع الآخرون.
لكن السديري في الوقت نفسه اتفق مع آراء الباحثين الاجتماعيين والنفسيين عندما أكد على أن هناك ضعفا في الثقافة الاحتفائية نتجت عنها هذه التصرفات السلبية، مطالبا كل الجهات بالتكاتف للتوعية والتوجيه.
مسؤولية مشتركة
وأمام المطالبات العديد بضرورة أن تقوم كل جهة بدورها في التوعية انبرى القائمون عليها دفاعا عن أنفسهم وإيضاحا لدورهم للحد من هذه التصرفات بالشكل الأمثل.
فمدير التوجيه والتوعية في وزارة الداخلية الدكتور سعد اللحيد رأى أن المسؤولية مشتركة ولا يمكن أن نحمل جهة المسؤولية بمعزل عن الأخرى فالمنزل والمدرسة والمسجد والإعلام كلهم شركاء في توعية الشباب وتثقيفهم بطريقة حب الوطن دون الإساءة له قولا وفعلا.
وبين اللحيد أن على خطباء المساجد والدعاة دورا كبيرا في بيان حرمة هذه الأفعال وأهمية حب الوطن وأنه من الإيمان، تماما كما هو دور المدرسة والمنزل.
ولفت اللحيد إلى أن بعض الأسر أصبحت تتحاشى الخروج من المنزل للاحتفال باليوم الوطني بسبب التصرفات الخاطئة من بعض الشباب، مشيرا إلى أن هذه التصرفات تعطي انطباعا سلبيا للزائر والمقيم عن المواطنين.
وحمل اللحيد الإعلام دورا كبيرا في التوعية بقوله «هناك بعض القصور ولابد للإعلام أن يكون له دور في توعية الناس بطريقة الفرح دون مبالغة وبالطريقة التي تؤكد على حب الوطن فالتصرفات السلبية تدل على خلاف ذلك».
وعن الخطة الموضوعة في اليوم الوطني لضمان عدم حدوث هذه التصرفات والحد منها بين اللحيد، أنه في الغالب ستطبق الخطة نفسها التي يتم تطبيقها عادة في المناسبات الرياضية بعد خروج الجماهير من المباريات، موضحا أنه سبق أن تم تشكيل لجنة من عدة جهات قبل سنوات لدراسة أسباب التصرفات السلبية التي تصدر عن بعض الشباب بعد المباريات، وانتهت هذه الدراسة بجملة من التوصيات التي وزعت على الجهات ذات العلاقة لتنفيذها، وأكد اللحيد على ضرورة مواجهة هذه الأفعال المحرمة شرعا؛ لان فيها اعتداء على الآخرين كما أنها مجرمة نظاما مع أهمية تطبيق العقوبات بحق المخالفين.
دور الخطباء والدعاة
من جانبه، نفى رئيس لجنة تقييم الأئمة والخطباء في فرع وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض الدكتور عزام الشويعر وجود تقصير من قبل الوزارة في الحديث عن اليوم الوطني وطريقة الاحتفاء به دون حدوث مخالفات، مشيرا إلى أن الوزارة تعمم على الخطباء والدعاة بضرورة التوجيه والتوعية وأن حب الوطن من الإيمان وليس بدعة، مبينا أن للخطيب والداعية دورين أحداهما وقائي والآخر علاجي. ولفت الشويعر إلى أن الوزارة شددت على الخطباء بضرورة الحديث والمناصحة بالحكمة والموعظة الحسنة، مشيرا إلى أن حب الوطن جاء به الكتاب والسنة، واستدل على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما غادر مكة «والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى نفسي، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت منك»، كما أن الله أنزل قرآنا يتلى عن ذلك قال تعالى «إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد».
مؤكدا على أن حب الوطن من الإيمان خصوصا مثل بلادنا بلاد الأراضي المباركة مهبط الوحي ومنبع الرسالات، داعيا كافة الجهات كالأسرة والمدارس ووسائل الإعلام للقيام بدورها.
التوعية بالتربية
وهنا يؤكد مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي على أن الوزارة تحرص على غرس حب الوطن وطريقة الاحتفال به من خلال مناهج التربية الوطنية وحصص النشاط، كما أنه شدد على مديري ومديرات المدارس بضرورة توعية الطلاب والطالبات من خلال الإذاعة المدرسية بضرورة الالتزام بأخلاقيات وأدبيات الاحتفال، وأن الاحتفال باليوم الوطني واجب تحتمه علينا ثوابتنا الدينية لاسيما ونحن نعيش في ظل حكومة جعلت خدمة الحرمين الشريفين هي الأساس وحكمت فعدلت. وأضاف الثقفي «طلابنا وطالباتنا ذوو أخلاق إسلامية عالية نشأت في بيئة متدينة شعارها الأخلاق والقيم العليا»، مشيراً إلى أن مدارس المحافظة (بنين وبنات) ستحتفل باليوم الوطني ببرامج إذاعية ومشاهد مسرحية لملحمة البطولات إضافة إلى برامج رياضية وثقافية بإشراف مباشر من مكاتب الإشراف التربوي وإدارة التوجيه والإرشاد وشؤون الطلاب، لافتاً إلى أن وطننا يستحق منا الكثير، مؤكدا على أن الوزارة تحرص على غرس قيم المواطنة من خلال المعلم القدوة والمنهج والنشاط اللاصفي.
قصور الأبحاث
واعترف المشرف على كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية مدير مركز نايف بن عبدالعزيز للأبحاث الاجتماعية والإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعيد الأفندي بوجود قصور في مجال الأبحاث والدراسات التي تتناول قضية الانتماء الوطني وطريقة التعبير عنه، وأسباب حدوث مثل هذه التصرفات الخاطئة، مبينا أنهم في الكرسي وفي المركز ستكون مثل هذه العناوين والمواضيع ضمن خطة المركز البحثي والكرسي، مرحبا بالتعاون مع أية جهة في هذا المجال. وأرجع الأفندي سبب حدوث التصرفات المسيئة للفهم الخاطئ لمعنى اليوم الوطني، متسائلا هل الاحتفال يكون بالتعرض والإساءة إلى الآخرين؟ والعبث بالممتلكات العامة كما نرى من بعض الشباب؟ وطالب الأفندي الجهات المسؤولة مثل رعاية الشباب أن تستغل هذه المناسبة بفتح الأندية والمنشآت الرياضية لهؤلاء الشباب ليعبروا عن فرحهم ونشاطهم بشكل منضبط ومفيد وكذلك إقامة المسابقات والفعاليات التي تظهر منجزات بلادنا ومكتسباتها مما يحفز الأجيال القادمة لمزيد من التطور والتنمية،
قصور إعلامي
وبرأ المشرف على التلفزيون السعودي المستشار في وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع ساحة الإعلام من القصور، مبينا أن الإعلام يؤدي دوره عبر محورين أحدهما إبراز منجزات الوطن وذلك عبر رسائل إعلامية تلفزيونية وإذاعية على طول العام وليس في فترة اليوم الوطني.
وأضاف الهزاع أما المحور الثاني فيما يتعلق بالدور التوعوي فالوزارة عبر كل وسائلها تركز على هذا الدور عبر برامجها وذلك من خلال تكثيف الحملات بأن المواطن حارس ورقيب على المنجزات ومرافق الوطن، وأن يساهم في محاربة السلوكيات الخاطئة التي تسيء للوطن، مبينا أن الوزارة أعدت خطة وحرصت على تنويع الوسائل لتصل لكافة طبقات المجتمع، ولفت الهزاع إلى تعاون جميع الجهات المعنية في محاربة هذه السلوكيات.
توصيات التحقيق
1 إجراء دراسات وأبحاث لتشخيص أسباب هذه التصرفات للحد منها.
2 تنمية ثقافة الاحتفال في المناسبات الوطنية والاجتماعية عبر حملة منظمة تشارك فيها كل الجهات.
3 التشديد على دور الأسرة في غرس حب الوطن لدى أبنائها.
4 تكثيف التوعية والتوجيه عبر المناهج والأنشطة والمعلم القدوة.
5 التأكيد على محاربة هذه الممارسات وتنمية حب الوطن من قبل الخطباء والدعاة.
6 بث رسائل توعوية بأنماط مختلفة في مختلف وسائل الإعلام التقليدي والجديد.
7 تعزيز روح الانتماء الوطني من خلال المحاضرات الثقافية والأغاني الوطنية والمسرحيات.
8 استغلال أماكن تجمعات الشباب في الأندية الرياضية والأسواق للتوعية.
9 تشديد العقوبات الرادعة بحث الشباب المخالفين.
10 استخدام الفنانين والرياضيين في بث رسائل في حب الوطن والحفاظ على الممتلكات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.