قال علماء من ألمانيا إنهم اكتشفوا أن صوت حفيف أجنحة ذكور الذباب عند تلقيح إناثها يلفت سمع الخفافيش إليها مما يؤدي إلى انقضاض الخفافيش على الذكر والأنثى معا. وقال الباحثون تحت إشراف شتيفان جرايف من معهد ماكس بلانك لعلم الطيور في مدينة زيفيزن الألمانية إنهم توصلوا لهذه النتيجة بعد تحليل صور الفيديو التي التقطوها ليلا في إحدى حظائر الأبقار وأشاروا إلى أن الخفافيش تعتمد على الأصوات في تحديد مكان ضحيتها وتصل إلى هذه الضحية بنسبة نجاح كبيرة. وحسب الباحثين في الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة"Current Biology" "كارانت بايولوجي" فإن الذباب ظل في مأمن من هجوم الخفافيش طالما تدلى بشكل فردي من سقف الحظيرة أو حلق تحته بمفرده لأن الانعكاسات الصوتية الكثيرة المحيطة بالذباب تجعله قادرا على التخفي من جهاز صدى الصوت الخاص بالخفافيش. وأوضح الباحثون أن ذلك يتغير بدرجة كبيرة عندما يتدلى الذباب من السقف أثناء عملية التزاوج. علق الباحثون أسفل سقف الحظيرة 35 زوجا نافقا من الذباب في وضع التزاوج فوجدوا أن الخفافيش لم تهجم على هذه الأزواج. وتبين للباحثين أن أزواج الذباب لم تفصح عن نفسها لجهاز الرادار الخاص بالخفافيش من خلال حجمها "وبدلا من ذلك فقد حصلنا على دلائل على أن الخفافيش تنصت لأصوات تزاوج الذباب" حسبما أوضح الباحثون. وقال الباحثون إن ذكور الذباب تضرب بأجنحتها بقوة على ما يبدو أثناء التزاوج مما يجعلها تصدر موجة من الأصوات يمكن للإنسان نفسه سماعها على شكل طنين وذلك كل دقيقتين. وسجل الباحثون هذه الأصوات واستخدموها في جذب الخفافيش فوجدوا أن الخفافيش حاولت الانقضاض فعلا على مكبر الصوت الذي صدرت عنه هذه الأصوات المسجلة. ورجح الباحثون أن تتسمع الخفافيش وغيرها من الحشرات الصائدة للذباب هذه الأصوات في الغابة وفي المروج أيضا.