بينما يقف المتابع لمشاهير الرياضة على عطائهم في الملاعب، أو مشاركتهم في المشهد الرياضي بشكل أو بآخر، يأتي شهر رمضان المبارك فرصة مواتية للغوص في خفايا اللاعب، والإداري، والمسؤول في الاتحادات واللجان. «دنيا الرياضة» تكشف عن خباياهم في ثلاثين حلقة تزيح الستار للقارئ عما تكنه نفوسهم وطباعهم تجاه الغير، وتختزله آراؤهم في حياتهم اليومية بما يقدمونه بشكل لم يعتده الجمهور من قبل. ولأن الرياضة كانت ولا تزال الحلقة الأهم على مرّ التاريخ في جذب أكبر شريحة في المجتمع صغارا وكبارا كان لزاما علينا أن نقدمهم بصورتهم غير المعهودة من قبل. لا يعني التغلغل في طباع الرياضيين التملص من كشف عاداتهم وصداقاتهم، ونمط حياتهم اليومي في صورة وافية تعكس أهمية الرياضي كواجهة مهمة تملك القدرة على التأثير في المجتمع أفرادا وجماعات؛ بما يجعلهم موقعا لسحب الضوء في حلهم وترحالهم بهيمنة الشهرة لا غير. لن نسرق أذهان المتابعين، وسنترك الفرصة لهم ليبحروا في أعماق الرياضي عبر زاوية اكتست حلة جديدة تجردت من كل معاني التقليدية، وضيفنا اليوم هو المعلق الرياضي السابق محمد رمضان. لن ألبي دعوة هؤلاء.. والأغنياء بيدهم القضاء على التسول * ما أول شيء تقوم به مجرد الإعلان عن دخول الضيف الكريم (شهر رمضان المبارك)؟ - بداية احمد الله وأشكره على أن بلغني رمضان وأنا بصحة وعافية وقادر على صيامه، سعادتي لا توصف بمجرد الإعلان عن دخول الشهر الكريم وأشبه فرحتي بمن يلتقي بحبيب غاب عنه فترة طويلة، أتذكر عند دخول رمضان العادات والتقاليد التي كنا نقوم بها عندما كنا صغاراً من تقليد للكبار في صيامهم وقيامهم وأتمنى أن نعود للوراء لنعيشها مرة أخرى. * كيف تستثمر وقتك في هذا الشهر الكريم؟ - بحكم أنني متقاعد فإن وقتي بأكمله يعتبر ملكا لي وأحرص على أن أستثمره في قراءة القرآن وتجويده والتقرب إلى الله أكثر، أتابع المقرئين والمحدثين على الإذاعة والتلفاز. * وعلى صعيد الزيارات هل لك من نشاط؟ - أنا بلغت من العمر عتياً وأعتبر شبه مقعد لأن السرطان التهم فقرات ظهري لذلك صعب عليّ أن أزور أحد في رمضان لكنني أستقبل بناتي مع ازواجهن وأخواني وعدد من الحبايب احتفالاً بهذا الشهر الفضيل. * مم تتكون سفرتك في الإفطار والسحور، وما الذي تحرص على أن يكون موجودا؟ - في الإفطار أحرص على ماء زمزم فأنا طوال السنة لا أشرب إلا ماء زمزم فهو شفاء لما شرب له، إضافة إلى تناول تميرات لا تتعدى الثلاث كون السكر يتربص بي، أما في السحور فأتناول ماء زمزم وأحياناً حبتين من السمبوسة التي تصنعها أم مريم. * هل تتغير سفرتك من يوم إلى آخر من أن هناك ثواب وتقاليد لا تتجاوزها؟ - هي نفسها ثابتة لا تتغير إلا إذا استقبلت ابني وبناتي خصوصاً إن أحضروا معهم الفاكهة الطائفية عندها ألتهمها بشراهة لأنها تذكرني بأيام الطائف الجميلة. * هل لك مشاركة مع الأهل في إعداد الإفطار؟ - كان يا ما كان في قديم الزمان، الآن لا أستطيع المساعدة خصوصاً وأنني وأم مريم بلغنا من العمر عتياً ونعتمد في الطبخ على بعض الخادمات من الجنسية العربية. * طيف شخص عزيز على نفسك تتذكره في رمضان؟ - كُثر من أتذكرهم في شهر رمضان أبرزهم والدي وأعمامي وأخوالي ومركاز العمدة في حارة الباب والحكواتي الذي كنا نسمع منه الحكايات الرمضانية عنتر وأبو زيد الهلال وبابا عباس. * قريب وآخر صديق وثالث جار جميعهم أصروا على دعوتك إلى الإفطار وتصادفت هذه الدعوات في يوم واحد.. لمن تفضل أن تذهب؟ - في الوقت الحالي لا أستطيع تلبية أي دعوة سواء من جار أو قريب أو صديق لكوني أفضل أن أبقى في بيتي بسبب ظروفي الصحية. * ما الأشياء التي تستذكرها في رمضان وتتمنى أن تكون موجودة الآن؟ - التآخي الكبير بين الناس خصوصاً أهالي مكةالمكرمة إذ كان الجيران في قديم الزمان بعضهم مع بعض ويلبون طلبات بعض حتى ملابس العيد كانوا يحضرونها بعضهم لبعض، نحن يا ابني في زمن نفتقد فيه للتآخي والتواصل والرغبة في فعل الخير. * هناك من يقول إن لذة رمضان اختلفت عن السابق وبالذات على صعيد التواصل الاجتماعي.. ما السبب؟ - نعم مع الآسف اصبح التواصل غريباً حتى أن جارك لا تعرفه، القيم بدت تنسلخ شيئاً فشيئاً من حياتنا والاشياء الخالدة بدت تندثر. * هل أثرت وسائل الاتصال الحديثة على التواصل في هذا الشهر سلبا أو إيجاباً؟ - ربما تكون اثرت ايجاباً في استغلال الهاتف أو الجوال للتواصل، لكن كنت أتمنى ألا تقضي الاتصالات على القيم والتواصل الحي وجهاً لوجه. * تقليد سلبي يسير عليه كثير من الناس في رمضان وتمنى أن ينتهي؟ - التقليد الأعمى في التسوق وقضاء السيدات ساعات طويلة فيها وهو الأمر الذي ترك مجالاً للاختلاط الذي تسبب في كثرة المعاكسات وعدد من التصرفات غير المستحبة. * ما العمل الذي ترتاح نفسيا وتنفرج أساريرك للقيام به في هذا الشهر المبارك؟ - قراءة القرآن اولاً والتواصل مع الاحباب ثانياً. * كيف هي علاقتك بممارسة الرياضة في هذا الشهر خصوصا في ظل تنوع الأكل الذي يساهم زيادة الوزن نسبة الكسترول في الجسم؟ - أنا لا أمارس الرياضية منذ ثلاثة أو أربعة حقب زمنية. * ذكرى رياضية جميلة عشتها في رمضان؟ - كثيرة الذكريات الرياضية في هذا الشهر الفضيل أبرزها عندما تفوز الفرق التي نعشقها، وفي مكةالمكرمة لا نعرف عشقاً آخراً غير عشق الوحدة. * وحدث مؤثر ومؤلم لا يزال عالقا بذهنك؟ - وفاة كثير من أحبابي وقياديي هذا البلد وأصدقائنا وخروجهم للحياة الخالدة. * هل سبق أن احتال عليك متسول في رمضان؟ - المتسولون لا يحتالون، لو أن كل إنسان أخرج شيء من ماله لما وجد متسول في شوارعنا، من يتسولوا في الشوارع ليسوا جميعاً محتالين انهم بالفعل فقراء وبالذات الأفارقة وبعض الجنسيات الآسيوية. * يكثر التسول في رمضان خصوصا في طرق أبواب المنازل وهي ظاهرة موسمية سلبية كيف تتعامل معها، ومسؤولية من برأيك حتى نقضي عليها؟ - هي مسؤولية الأغنياء أولاً، لو كل غني أخرج زكاة ماله كما يجب لما وجد متسول واحد، لكن الأغنياء لا يخرجونها كما يجب ولا ينظرون للفقراء إلا بنظرات غير منصفة ودونية، لا أعتقد أن إنسانا سيمد يده إلا وهو محتاج، صحيح أن قلة منهم يمارسون مهنة "الشحاذة" لكن لا يعتد بهذه القلة لأن الغالبية يستحقون الشفقة ومد يد العون. * هل سبق وان تلقيت مخالفة مرورية في رمضان؟ - لا ولله الحمد. * حلم أو مشروع رياضي تتمنى تحقيقهما قبل رمضان المقبل؟ - اهتمام القيادة الرياضية بملاعب الأحياء والحواري في جميع الألعاب الرياضية وليس كرة القدم فحسب، وزارة المالية تستطيع أن تؤمن هذه الملاعب وولاة أمرنا يريدون ذلك لكن لا أعلم سر عدم التنفيذ، نتائج مشاركاتنا في كل الألعاب تتأخر بسبب عدم وجود الملاعب وعدم الاهتمام من المالية الشورى ورعاية الشباب. * هناك غزوات وفتوحات وبطولات تحققت للمسلمين في هذا الشهر الكريم.. ترى أي منها تستمتع بقراءة فصوله وتفاصيله كل ما حل هذا الشهر؟ - جميعها وأتمنى أن تتكرر فعلاً وهو ما سيحدث إذا تمسكنا بديننا. * لديك ثلاثة اسطر ماذا تقول فيها؟ - أسأل الله أن يوفق ولاة الأمر في الاستمرار في تنفيذ تعاليم الإسلام وترسيخه، أتمنى أن يكون هنالك رعاية واهتمام أكبر بالأيتام وبمن يسكنوا في العشش والصنادق، علينا أن نستشعر دورنا فليس من المعقول أن نلقي بكل شيء على الدولة إذ إن المواطنين عليهم مسؤولية في هذا الجانب فالمسلمون كالجسد الواحد.