عادل إمام في على شاشات رمضان هذا العام.. لاشك أن هذا هو الحدث الدرامي الأبرز هذا الموسم، خصوصاً وأن "الزعيم" عاد إلى المسلسلات التلفزيونية بعد بطولة مسلسل "دموع في عيون وقحة" عام 1982، في مفارقة أن مسلسله الجديد يتقاطع وبشكل ما مع المسلسل الذي قدم قبل ثلاثين عاماً وتحديداً في موضوع الجاسوسية واسرائيل؛ مع فارق أن المسلسل الجديد "فرقة ناجي عطا الله" يمزج الدراما الاجتماعية بالسياسية والكوميديا، إلى جانب أن التقنية التي صورت بها حلقات مسلسل عادل إمام الجديد، هي تقنية تصوير سينمائية للمخرج رامي إمام، دفعت بعادل إمام إلى العودة للدراما التلفزيونية بوقار وجمال الصورة السينمائية، بعد بطولة ما يزيد يقارب ال 100 فيلم. وتدور أحداث الحلقة الأولى من المسلسل الذي صور في تركيا وكتبه الكاتب يوسف المعاطي، حول شخصية الملحق الإداري ناجي عطالله في السفارة المصرية في تل أبيب. وهي شخصية على ما يبدو ذات علاقات عامة ومتشعبة مع الوسط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والاستخباراتي الإسرائيلي، ضمن أجواء الفكاهة التي يضفيها عادل إمام على الحكاية، المسلسل إذن يدخل في منطقة جديدة على الدراما العربية وهي المجتمع الإسرائيلي والتعرف عليه، وهو الأمر الذي يطرح للوهلة الأولى أمام المشاهد، سؤال التطبيع الثقافي تحت يافطة "إعرف عدوك"، خصوصاً وأن المسلسل شرع في تصويره منذ أيام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، ففي الحلقة الأولى نتعرف على عادات اليهود الدينية المتشددة وعلاقات يهود الاشكيناز (الأصول الغربية) بيهود السفر ديم (الأصول الشرقية)؛ إلا أن الحلقة ذاتها أيضاً، تظهر شخصية الملحق الإعلامي الجديد في السفارة المصرية والذي يحمل اسم "جمال عبدالناصر" ويدخل إسرائيل لأول مرة، منتفضة أمامه صور الذاكرة لمجازر إسرائيل واغتصابها أرض فلسطين.