سلط انفجار الاربعاء الماضي في دمشق الضوء على الدائرة الداخلية المعزولة التي تحكم سورية منذ اكثر من أربعة عقود، أكثر من النظام السوري الذي يبدو ضعيفا. ويهيمن على نظام الرئيس بشار الاسد أعضاء من الاقلية العلوية التي تمثل نحو عشرة بالمئة من السكان وهم بفضل هيمنتهم على الجهاز الامني للبلاد والعلاقات الاسرية رسخوا نظام الاسد المستمر منذ 12 عاما. وبسبب تفضيل النظام "الابقاء على السلطة في الاسرة" لم يكلف الانفجار الاسد حياة مستشارين موثوق بهم ومسئولين أمنيين محنكين فحسب لكن أيضا أقرباء وأصدقاء قدامى ساعدوا في ضمان استمرار قبضة حزب البعث على البلاد في الايام الاولى من حكم والده وساعدوا في تسهيل نقل السلطة لابنه في عام 1999 . * آصف شوكت الشخصية الابرز بين ضحايا هجوم الاربعاء الماضي كان صهر الاسد وعمل نائبا لقائد القوات المسلحة. وكان شوكت الذي يعتبره محللون أكثر حلفاء الاسد الموثوق بهم يتولى سابقا منصب مدير الاستخبارات العسكرية سيئة السمعة والتي اشتهرت باعتقال وتعذيب المعارضين المشتبه بهم. وفي عام 2006 اتهمت الولاياتالمتحدة شوكت بدعم الحركة المسلحة في العراق والجماعات المتشددة الفلسطينية قائلة إنه ساهم في زعزعة الاستقرار في لبنان. * داوود راجحة وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء كان واحدا من الكثيرين الباقين من نظام حافظ الاسد والد الرئيس بشار. ومارس نفوذه على النظام واضطلع بدور حاسم في توجيه صنع القرار للاسد. وتولى راجحة المولود في دمشق السلطة على خلفية انقلاب عام 1970 قاده الاسد الاب. وتولى منصب وزير الدفاع في آب/أغسطس 2011 بعد ستة أشهر من الانتفاضة الشعبية. وبينما استهدف الجيش المناطق السكنية المضطربة والمدنيين تحت سمعه وبصره، تم وضع راجحة /65 عاما/ على قائمة العقوبات للاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة في وقت سابق من هذا العام. * وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار الذي أصيب بإصابات خطيرة كان مسئولا آخر في النظام واضطلع بدور رئيسي في ثورة عام 1970 التي جاءت بأسرة الاسد إلى السلطة. وكان يتولى مختلف المناصب الامنية ويزعم أنه تورط في عمليات القتل في سجن صيدنايا في عام 2008 عندما فتح الجيش النار على النزلاء المحتجين في أحد السجون شمال دمشق ما أسفر عن مقتل نحو 25 سجينا. وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها النظام في تفجير دمشق مازال أقرباء وحلفاء الاسد الموثوق بهم يتولون أجهزة أمنية رئيسية ويشنون عمليات عسكرية ضد الثوار. * ماهر الاسد، شقيق الرئيس بشار، كان ينظر إليه على انه القبضة الحديدية للنظام. وكان يتولي قيادة وحدات القوات الخاصة بالجيش، الحرس الجمهوري والكتيبة المدرعة الرابعة ، وينظر إليه على انه مهندس الحملة الدامية ضد المتظاهرين المطالبين بتطبيق الديمقراطية. * فواز الاسد ابن عم الرئيس وهو مسئول عسكري سابق تردد أنه اضطلع بدور حاسم في تنظيم وتوجيه ميليشيات الشبيحة والمرتزقة الذين يؤيدون الرئيس. * ذو الهمة شاليش ابن عمة الاسد وهو أحد المستشارين العسكريين الموثوق بهم ورئيس جهاز الامن الرئاسي. وأدرج اسم شاليش على قائمة العقوبات للاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة بسبب تورطه في حملة القمع ضد المعارضة.