تعد هذه الأيام أبرز مواسم التسوق الغذائي لدى معظم الأسر، حيث يحرص كثيرون على شراء "مقاضي رمضان" قبيل دخوله، على الرغم من ارتفاع أسعارها المبالغ فيه، من دون أن يكون لكثير من الزبائن قوائم احتياجاتهم المهمة، ما يجعلهم ينساقون خلف تلك العروض المقدمة بعناية فائقة يقطف من خلالها التجار ثمارهم من خلال ترويج سلعهم أمام أسر لا تتوانى في جمع كل ضرورياتهم وحتى ما لا يحتاجون إليه على كل حال، فالمهم هو ملء المنزل بمؤن غذائية تشبع نهمهم. تجهيز منظّم وذكرت "أم عبدالعزيز" - موظفة - أنّها اعتادت قبل أن تذهب إلى السوق - خصوصاً في أيام التسوق لشهر رمضان المبارك - أن تجلس مع خادمتها وبناتها لإعداد قائمة بما يحتاجه البيت من مواد تموينية وغذائية، وتضع ميزانية عامة لما سوف تشتريه، وذلك حسب ما يرغب به الأبناء والبنات، مبينةً أنّ هناك مأكولات ومشروبات لا يتم شراؤها إلاّ خلال شهر رمضان، موضحةً أنّها في العادة تستفسر من صديقاتها اللاتي سبقنها للتسوق عن أفضل العروض، وبعدها تقرر إلى أي سوق تتوجه إليه مع زوجها أو مع احد أبنائها وبرفقة خادمتها، وهكذا تضمن أنّها سوف تشتري ما تحتاجه فقط، ولا تترك الأمر للعروض الترويجية، فالنفس عادة ما تغريها المعروضات وربما اشترت أشياء لا يحتاج إليها البيت، كاشفةً أنّ ميزانية رمضان تراوح بين (2500) إلى (3500) ريال، إلى جانب تكاليف "الذبيحة" وبقية اللحوم. فطور بيت الوالد وقالت "أم فهد" - متزوجة ولديها ثلاثة أطفال: "بحكم أنني أفطر برمضان في بيت والدي فأنا لا أحرص على شراء مواد تموينية لبيتي إلاّ شيء يسير، لكنني تعودت أن أذهب مع والدتي إلى أحد المجمعات ونختار ما نشعر بأننا بحاجة إليه، وعادة ما تعد والدتي قائمة بما يحتاجه البيت خلال الشهر المبارك"، مضيفةً: "ليس هناك سقف معين لميزانية التموين، فبيت والدي كبير، وكل رمضان نجتمع للإفطار، وأحياناً السحور فيه، فلمائدة رمضان طعم وشكل آخر مع جميع أفراد الأسرة، وعادةً ما تراوح ميزانية رمضان عند بعض الأسر من (3500) إلى (4500) ريال، غير قيمة اللحوم المفرومة، وذبيحتين، وأعداد من الدجاج الطازج". مجنونة شراء وأضافت "أم سعد": "كنت أشتري بشراهة، وبعدما اكتشفت ذلك في نفسي بدأت - قبل سنوات - الاهتمام بعدم حمل بطاقة الصراف معي، واحدد مبلغاً معيناً للمشتريات، ولا أشتري كميات كبيرة من المواد التموينية والغذائية؛ بمعنى أنني اشتري احتياجات رمضان ثلاث مرات في الشهر، مرة قبل رمضان بيومين، وأخرى بعد عشرة أيام، والثالثة في العشرين من الشهر، ومع التجربة اكتشفت أنّ هذه الطريقة أفضل وأوفر، وبالتالي لا أخسر مأكولات لا تُستعمل أبداً طوال الشهر"، لافتةً إلى أنّ العديد من المنازل في مخازنها عشرات الأنواع من الأغذية والمواد التموينية التي ينتهي تاريخ صلاحيتها قبل أن تتم الإفادة منها، مشيرة إلى أنّ الأسواق والمجمعات منتشرة في كل مكان، فلا حاجة لأن يحول الشخص منزله إلى مركز تموين شخصي. رب الأسرة في رمضان بين نار الأسعار وطلبات البيت الكثيرة ذكريات الطفولة وأشارت "أم عبدالرحمن" - معلمة لديها أربعة أبناء وبنت - إلى أنّه ليس هناك ميزانية محددة للشهر االكريم، ولكنها عادةً ما تعد مع زوجها قائمة بما يحتاجونه من مواد تموينية وغذائية، مبينةً أنّها تستمتع بالذهاب معه لأكثر من مجمع وسوق، حيث يفرح الأبناء أثناء شرائهم ل "عزبة" رمضان، مضيفةً: "شراء أغراض رمضان يذكرني بالطفولة، وكيف كنت أشاهدها وهي منتشرة في مطبخ بيت والدي القديم، وهذه الذكريات لا يمكن أن تنسى، ولذلك أحرص على أن يكون أطفالي معي خلال التسوق لأجل رمضان، والحمد لله وضعنا المالي ممتاز، فزوجي موظف وأنا كذلك، ولكن تعودت على الاهتمام بالاختيار وألا أشتري إلاّ قبل رمضان بيوم أو يومين، من أجل أن تكون المواد المعروضة جديدة، وليست من داخل المستودعات أو عليها عروض لافته؛ لأنّ البعض يتخلص من المخزون مع بداية شهر شعبان، حيث أصبح المواطن في هذا الوقت الاستهلاكي أسير إغراءات عروض الشراء، وضاع وسط موجة الإعلانات والتسويق ورسائل الجوال والوسائط حتى البريد الإليكتروني، جميعها تحمل الدعوة للشراء والتسوق وبأسعار قد تبدو أنّها مغريه، لكنّها في الواقع غير ذلك". حكمة ونظرة اقتصادية وبيّنت "أم فيصل" أنّها عادةً ما تذهب مع زوجها فقط للتسوق من أجل رمضان، حيث اكتشفت أنّ اصطحابها للأبناء يسبب حرجاً كبيراً، فكل واحدٍ منهم يجدها فرصة لأخذ كل ما يخطر على باله، فتكتشف عند الكاشير أنّ ما حملته العربات أكثر من الميزانية التي وضعتها وزوجها ل "مقاضي" رمضان، موضحةً أنّها اتفقت مع زوجها بمفاجأة الأبناء بالذهاب للتسوق من دون علمهم، مضيفةً: "مع هذا نصطحبهم لشراء بعض الأشياء البسيطة بعد تأمين كل ما نحتاجه مثنيةً على حكمة زوجها ونظرته الاقتصادية، إذ يحرص على أن تكون مصاريف المنزل معقولة وبعيدة عن التبذير وهوس الشراء، الذي زحف إلى بعض البيوت، فتأثرت بالعروض والتخفيضات التسويقية، فأصبح البعض يأخذ ما لا يريد فقط لأنّه بسعر أقل، ويتفاجأ أنّه صرف أكثر من اللازم. الجوع والتسوق ونوّهت "أم محمد" أنّها أثناء قضائها فترة برفقة زوجها أثناء دراستهما العليا بالولايات المتحدةالأمريكية استمعت لمحاضرة عن الأسلوب الأمثل للتسوق، حيث كانت تهدف المحاضرة للتخفيف من حدة إقبال السيدات وربات البيوت على التسويق والتبضع بشكل لافت، إذ أكدت المحاضرة على أنّه من المهم قبل أن تتوجه السيدة إلى المجمع التجاري أن تتناول وجبة خفيفة من الطعام، حتى تخف حدة الإحساس بالجوع وبالتالي تخف الرغبة في الشراء؛ لأنّ الإنسان الجائع يشعر بأنّه يحتاج كل ما يشاهده من مأكولات، فينظر إليها على أنّها لذيذة، مشيرةً إلى أنّه من الضروري أن تتفحص السيدة محتويات مطبخها قبل الذهاب للمجمع، فسوف تجد أنّ هناك أطعمة ومعلبات لم تستخدم بعد، إضافةً إلى إعدادها لقائمة بالأشياء الضرورية التي تحتاجها، إلى جانب الحرص على عدم شراء كميات كبيرة من المواد التموينية، خصوصاً اللحوم والخضروات والفواكه، فكلما كانت هذه الأشياء طازجه كان الأفضل لها أن تكون موجوده في ثلاجة المطبخ، مؤكّدة أنّ اتباع هذه النصائح غيرت كثيرا من عاداتها التسويقية، خصوصاً المتعلقة بالمواسم كشهر رمضان المبارك. تغيير الأواني المنزلية تزامن مع شدة الحماس في شراء المقاضي وضع قوائم بالمشتريات يحول دون الركض وراء العروض