كان عند إنشائه قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما منتزها فريدا برماله الذهبية وإطلالته الساحرة على محافظة الزلفي من الجهة الغربية فكان مقصدا أوليا لأهالي المحافظة وزائريها لقضاء أوقات تنعشها نسمات ليالي الصيف على تلك المنطقة المرتفعة وكان الجميع يتنبأ لهذا المنتزه بمستقبل باهر بعدما تمتد له أيادي التطوير والتهيئة والتشغيل والتنمية ، أطلق عليه من حينها اسم ينطبق على واقعه ( منتزه المطل الغربي ) و " منتزه السحاب " وطال الانتظار شهورا ، وصارت تلك الشهور دهورا وبلدية الزلفي رغم تعاقب مسؤوليها تصحو حينا وتغفو أحيانا تبني ثم تهدم وتعود بعد أن تقدم ، عقود تطوير إثر عقود لكنها حبر على ورق. فالذي حدث بعد ذلك أدهى ، فلم يعد المنتزه مطلا وعاد السحاب حجابا ، ذلك أن الأسوار أصبحت تحيط بالمنتزه إحاطة السوار بالمعصم فالأراضي بجانبه ووسطه مملوكة لعدد من المواطنين وقامت فيه عدد من المزارع والأملاك الخاصة والاستثمارية التي لا يلام أصحابها على ما أحدثوا رغم ما فيه من مضايقة للمواطنين والمتنزهين وتناقص مستمر لمساحة المنتزه – التي كانت كبيرة يوما ما – لكن التساؤلات التي يطرحها المواطنون وتنتظر إجابة من المسؤولين في بلدية الزلفي ومديرية الزراعة فيها : من المسؤول عما جرى ويجري في هذا الموقع العام ؟ وهل التملك فيه سابق أم لاحق ؟ فإن كانت الأولى فأين ما يسمى بالمصلحة العامة التي من شأنها وضع تنظيمات تحفظ لهؤلاء الملاك حقوقهم وتبقي لهذا المنتزه ميزته ووضعه الخاص ؟ وإن كانت الأخرى بمعنى أن تكون تلك الأملاك – أو بعضها - مستحدثة أو تمت زيادتها فهنا ما يستحق الوقوف عنده ، وللحفاظ على ما تبقى من المطل هل قامت البلدية باتخاذ الإجراءات النظامية التي تحميه من أسوار مماثلة يمكن أن يصبح الناس يوما ما وقد ارتفعت في بقية جهات المنتزه وحينها سيكون الوصول إليه متعذرا إلا بتلفريك يعشعش في الخيال !! ، معاناة وتساؤلات نرصدها ونضعها أمام المسؤولين في الجهات المعنية بالمحافظة وفي مقدمتهم محافظ الزلفي لاتخاذ إجراءات سريعة .