متأكد أنا أن غيري لاحظ، وربما جاء البعض بكتابات صحفية، عن ظاهرة إقامة ملحقات صفيح في مساجد أُكملت حديثاً وروعي فيها حاجة المصلين من وجوه كثيرة. ثم ماتلبث أن ترتكز في ساحاتها الخارجية أكشاك انتصبت على عجل. وهي على كل حال لا تصلح مخازن أو مكتبات في بلد مثل بلدنا، لأن كل ما يوضع فيها عرضة لحرارة تُتلف ما تحويه. كذلك الحشرات الزاحفة والديدان التي بدورها تحتاج إلى عمليات القضاء عليها . أبجدية التخطيط للمساجد وغيرها ذات الخدمات الحضرية أن يأخذ المخططون قي الحسبان الحاجة القائمة والمستقبلية للمشروع. وسواء أكان المسجد يتبع الحكومة أم تبرع به طالب أجر، فالهياكل المقامة داخل باحة المسجد مهما كان الغرض لا تُمثل إلا الضرر والتشويه. مثل هذه المشاريع الخيرية التي ينتظرها الناس ولا سيما المساجد، والمسؤولية في الدرجة الأولى تقع على المتبرع بالبناء، والذي يجب على من نادى بتركيب الزوائد تلك، الرجوع إليه وأخذ رأيه، أو على الجهة الحكومية التي قامت بتشييد هذا المسجد. ولا نشك أن طالب التوسع في مرافق المسجد هدفه نبيل . ويكون الهدف أنبل لو جاء حسب أصول الإنشاء والبيئة . فقد يكون التوسع ببناء الصفيح مصدر صيانة وتكلفة جديدة وتلفاً لما قد تكون خُصّصت له . وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, وهي جهاز كبير، يجب أن يكون لديها جهاز مراقبة ومتابعة قوي للإشراف على تنفيذ المشروعات، ولا يعفون من هذه المسؤولية ولكن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على رأس البلديات الفرعية التي يجب ان تنصح بعدم التوسع ببناء أبنية جاهزة في المساجد خارج إذنها ، وأتمنى أن تهتم الوزارة من خلال الإدارات المعنية بالمساجد . ولو أن تلك المباني نُفذت بواسطة شركات متخصصة ، ذات علم ومعرفة بالحاجة والغرض لهان الأمر . لكن كل الذي يبدو لنا أنها نُفذت بواسطة دكاكين في الصناعية لا تأخذ في الاعتبار حسابات الغرض أو التمديد أو التهوية . والنتيجة صورة مشوهة لمساجد عصرية . معروف أن جملة مباني الصفيح توصف بها أطراف المدن الفقيرة في العالم . وهي صورة للفقر والفاقة والعوز . أتريدون أن يأتي مسجد فيه من الرخام والثريات الكثير من الداخل، و"بيوت صفيح" من الخارج؟!