التربية هي – في وجهة نظري – مسؤولية أعمدة المنزل، الأب والأم معاً في تنشئة أفراد الأسرة وتأسيسهم على بناءات متمركزة ثابتة غير قابلة للهدم أو التغيير على مر الزمان .. والدافع القوي الذي جعلني اتشبث بهذا الموضوع بالتحديد هو عينات "ليست بضئيلة " في المجتمع يسيئون فهم وإدراك هذا الأمر وهو في الواقع موضوع حساس جداً حين تكمن المشكلة عند أولياء الأمور بالنظر الى انه ليس بالضروري ..وكونها تتمحور حول ذلك التفكير (الرجعي) حينما تعود التربية الى زمنهم والى زمن أجدادهم ، فجميعنا نثق ونرى بأم اعيننا بأن اختلاف الازمنة وتطورها عبر العصور الزمنية أصبح واضحاً .. ولكن !!هل للتربية نصيب من هذا التطور الحضاري أم لا ؟؟ كوني انثى وارى ان هناك تقصيرا من أولياء الأمور (الآباء ) تحديداً أردت من مقالتي هذه التنويه عن هذه الظاهرة السيئة – أملا في تغييرها - .. أتساءل ما إذا كان لك وقت مخصص لمعرفة متطلبات اسرتك سواء من زوجتك أو ابنائك .. أم ان تاريخ 23 من كل شهر هو الوقت المعهود لمواجهة عائلتك لتسليم تلك النقديات الشهرية ؟وهل لك هيبة وجود الأب داخل المنزل .. ليس من ناحية فرض الأوامر وتفريغ ضغوطات وشحنات عملك؟ أم أن اغلب اوقاتك خارج اسواره للهروب من " الإزعاج " ؟ هل لك جزء بسيط في تربية ابنائك ابناً كان أم ابنة ؟ وهل لك سلطة على ابنك في بناء شخصية رجولية له ام لا؟ أو تنشئته شابا مراهقاً يركض بلهفة بحثا وراء توافه الأمور ؟وهل تواجه ابنتك لتعلمها تفكير شباب اليوم نحو الفتاة ام انك تترك هذه المهمة على اخوانها الشباب ولتنال نصيبها من دروس الحياة ؟ غالبية المجتمع السعودي يرمي بالتربية على الأم بحجة انها هي المتواجدة بالمنزل وهي المسؤولة الوحيدة عن اخطائهم تحت عنوان ( هذه تربيتك ) بينما في صحيح الامر هي مسؤوليتهما معاً . في حين أن المجتمعات العربية والأجنبية تكون تربيتهم لأبنائهم مشتركة بالإضافة الى ان الأب يُخصص يوماً كاملاً في الاسبوع لقضائه وسط جو اسري مرضي للجميع .. في غياب الأب بعيدا عن منزله وأبنائه – بحجته المعتادة "طلب الرزق " - يسلك الابناء سلوكيات خاطئة بالرغم من أن غالبيتها تكون مكتسبة من والديهم دون الشعور بها ..وحين يحين عقابهم تكون عكس المتوقعة تاركين الابن في صراع مع ذاته لمعرفة الخطأ وراء ذلك العقاب لأنه كان يراها بالشكل الطبيعي والمعتاد منهم ، فالمربي الناجح هو من يسعى للتقرب من ابنائه وفهم افكارهم ومعتقداتهم وتصحيح سلوكياتهم في الحال بطريقه دبلوماسية ..؛ولتقويمها بأفضل الطرق لتصحيح سلوكياتهم هو العلاج بطريقة غير مباشرة ..لأنه اسلوب يجعل الابناء يصححون من سلوكياتهم وهم في كامل استمتاعهم وسرورهم وبقناعة تامة وبرضا سليم .. عزيزي القارئ ..رسولنا المصطفى عليه افضل الصلوات وأتم التسليم قال : "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" فأين مسؤوليتك عن رعيتك ؟؟!! فيا ايها المربي الناجح .. وأيتها الأم الحنون .. لنربي ابناءنا بطرق استراتيجية ليصبحوا افراداً في هذا المجتمع يُشار إليهم بالبنان لمكانتهم ورقيهم الاجتماعي..