.. ومن الكي قد يجيء الدواء..؟؟ .. ومن المصارحة، والمكاشفة، والوضوح، وعدم التخفي وراء الأصبع، وتناول السلبيات، والأوجاع، والداءات بشكل حاسم وواضح وجريء تجيء المعالجات التي تضمن بقاء المجتمع نقياً وواعياً، ومستشرفاً لطموحاته، وآماله، وأمانيه، بعيداً عن التلوث الذي يمكن أن يصيبه في قيمه، ومثله، وسلوكياته، ويعيقه عن استمراره في التماهي مع إرثه المسلكي، والثقافي، وأنماط حياته، وتفاصيل معيشته البعيدة عن كل دروب ومسالك الفعل المتدني. وطرائق الكسب المادي التي هي مصنفة في دائرة سلوك العالم السفلي، والمجتمعات المتخلفة، والجريمة تولد دوماً في عفن التخلف والانحطاط..!؟ لقد عشنا حقبة زمنية طويلة من حياة مجتمعنا ونحن في حالة تخدير كامل، وغياب تام عن كل مشكلاتنا التي هي مشكلات، وأوجاع العصر، وذلك بفضل خطابنا الإعلامي الذي صور لنا أنفسنا، وإن لم يقنعنا، بأننا مجتمع ملائكة، ليس للشرور نافذة تدخل منها، وأننا محصنون ضد كل التلوث، وفيروسات الأوبئة الاجتماعية التي هي أخطرما يصيب الشعوب، ويعيقها، ويصيبها بالخلل والتفكك والانهيار الأخلاقي والمسلكي، وأن شبابنا هم قدوة حسنة، ومثال مبهج، وحالة نادرة في كل الأزمان والأمكنة في تربيتهم الأسرية، وتعليمهم، وثقافتهم الاجتماعية، وتوجيههم في المدرسة، والشارع، والمنزل، وأن كل شرائح المجتمع عصية على كل سلوك منحل، أو خروج على مفاهيم وأطر الفضيلة. كان هذا عبثاً..!؟ وكان هذا نوعاً من الممارسة التي لم تستشرف المستقبل، وتقرأ الواقع بعين منهجية وواقعية ومدركة آخذة بالتحولات الاجتماعية في كل جغرافيا الكون، والانفتاح الذي صنعه الإعلام وتطور تقنية الاتصالات بين رياح هذا العالم الواسع..!؟ لقد صحونا على وباء الإرهاب، واكتشفنا أن الكثير من شبابنا يسير عبر دروب مظلمة، ويعيش في الكهوف والأقبية، ويفكر من داخل مغارات التاريخ المظلمة التي لم يتجدد هواؤها فظل فاسداً يغذي الرئة بالعفن والوباء. وأن التربية في المنزل، والشارع، والمدرسة تحتاج إلى صياغة جديدة، وتشكيل شجاع يفتح أمام الشباب رؤى واعية، وينشر في دروبه ضوءاً من التنوير المعلمن، والأفكار التقدمية التي نادى بها عمر بن الخطاب، وأبوذر الغفاري، وأن التعليم يحتاج إلى غربلة صادقة في المضمون، والأفكار، والمفاهيم، وعقلنة كل طرح تعليمي، وتحريض الفكر والتفكير على العمل، والاستنتاج، والنقاش، ولا بأس إذا قلنا الشك، والشك هو الطريق إلى اليقين..!؟ وإذا كان الإرهاب قد جعلنا نتحرك لاكتشاف المجتمع، والبؤر الفاسدة فيه من أجل حماية الوطن، والكيان، والإرث، والوحدة الوطنية، فإن ذلك - أيضاً - قادنا إلى اكتشاف داءات مخيفة في المجتمع كان خطابنا الإعلامي سبباً في تواريها ومن ثم تناميها. مزارع حشيش..!؟ مصانع خمور..!؟ سحر وشعوذة ودجل..!؟ تزوير، وجرائم اغتصاب، وسرقات..!؟ كل يوم نكتشف عفناً، ليس في المدن، ولكن - أيضاً - في القرى والأرياف. كل هذا في هذا المجتمع..!؟ ويبدو أن المسألة أصبحت مسؤولية المجتمع الذي - للأسف - يكل كل شيء للحكومة، وهذه سلبية اجتماعية.. المجتمع مسؤول بكل أفراده، وشرائحه، وطبقاته. ساعدوا الدولة، افضحوا السلبيات بالتعاون..!؟