الحمد الله على كل حال له الحمد إلى أن يرضى وله الحمد إذا رضي وله الحمد بعد الرضا. إذا غاب سيد قام سيد، وهذا من فضل الله انسيابية انتقال السلطة بهذا الشكل الانسيابي، والسلس، في تولية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد سلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وتسليم ملف وزارة الداخلية ثقيل الحمل إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود أعانه الله، وخصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة المحيطة بالمنطقة من كل النواحي، وإن دل على شيء دل على حكمة، ورصانة القيادة لدينا في هذا البلد، ولله الحمد بداية من رأس هرمها إلى قاعدة هرمها الإداري الذي أسال الله أن يحفظه من كيد الكائدين الحاقدين المغرضين، الذين لا يتورعون عن استغلال أي ظرف أو فرصة في تنفيذ أجندتهم التخريبية باسم الحرية، والعدالة، والمساواة بشكل ثوري همجي بإثارة البلابل، والقلاقل، ويقولون انه من الدين إثارة الفتن ؟!!!، والخروج على ولاة الأمر منطق الخوارج الذين يسعون إلى تحقيق أطماع بسبب الحسد الذي يحملونه في قلوبهم المريضة مع العلم أن المعز لهذه الحكومة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسدده، هو الله القائل بمحكم التنزيل عز وجل "قل اللهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير" (آل عمران:26). فالمعز هو الله سبحانه وتعالى يؤتي الملك من يشاء، وليس بعض الخلق الذين يعتدون على خصوصية من خصائص الله في فرض من يشتهون، ويريدون، وكأن هذه الخاصية من خصائصهم فعلى العاقل المدرك أن يمتثل لمن ولاه الله أمره ويبدأ في إصلاح نفسه فالله ارشد إلى ذلك في قوله تعالى عز وجل "له معقّبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله. إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال" (الرعد:11). وقد أورد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في صدد تفسير الآية 26 من آل عمران الحديث القدسي عن الله عز وجل (أنا الله لا اله إلا أنا، مالك الملك، وملك الملوك قلوب الملوك بيدي أقلبها كيف أشاء، ونواصي الملوك بيدي أعز من أشاء، وأذل من أشاء إذا أطعتم الله عطفتهم عليكم، و إذا عصيتم الله سلطتهم عليكم فلا تشتغلوا بسب الملوك، واشتغلوا بأنفسكم)، فمن الواجب على المواطن أن يسمع، ويطيع من ولاه الله أمره، ولا يستمع إلى نعق الناعقين والمغرضين الذين يفرحون بالنكبات، والشقاق، والعداوة، والبغضاء بين أفراد المجتمع بحجج لا تجيز مثل بث هذه الفوضى بين أفراد المجتمع المسلم الواحد التي قد تفضي إلى شقاق وصراع ضحاياه الأطفال، والنساء، والعجائز، والضعفاء فعلى الإنسان أن يكون مغلاق شر مفتاح خير ولا يكون مفتاح شر مغلاق خير الحذر الحذر من الفتن ما ظهر منها، وما بطن إخواني لا تدخلوا في أمور كفيتم همها من جميع النواحي فمن نصح سيجد ثوابه ومن أساء فسيجد عقابه عند علام الغيوب المحاسب قال عز وجل "ليجزي الله كلّ نفس ما كسبت إنّ الله سريع الحساب" (إبراهيم:51)، ففي ختام هذا المقال أسال الله أن يحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن يارب ويكلل بلدنا هذا، وبلاد المسلمين بالأمن، والأمان، وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.