زكريا النسيمي لم يخطر على بال أحد، ولا في حلم أي إنسان عربي، أن حروف الهجاء لها قوة وتمكين في الأرض، ما يجعلها تغير مسار تاريخ العالم العربي، من الاضطهاد القسري، والظلم التعسفي، وكبت الحرية، إلى العدل والمساواة وإرجاع الحقوق، يقول الله عز وجل (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (26) سورة آل عمران. فالعاقل اللبيب، يدرك تمام الإدراك، أن رياح الربيع العربي، هبّت نحو ازدهار وتقدم المجتمع، لأنها انبعثت من إرادة الشعوب، بعفويتهم وحياديتهم، دون إملاءات خارجية، فهذا دليل على صدق التوجه والأهداف، المبنية على التطلع للعيش بكرامة لشعوب مرفوعة الرأس. لقد انطوت الصفحة الأخيرة من كتاب الخوف، ومن عالم الاستبداد إلى عالم العدل. ثم أتت بعد فوات الأوان فلول الغرب للاحتفال والتصفيق للشعوب المنتصرة، وذلك لغرض الإمساك بالخيط من جديد، مثلما كان، ولكن هيهات هيهات، إنّهم لا يفقهون التغيير! حقاً، حروف غيَّرت العالم العربي.