نتناول في حياتنا اليومية ثلاث وجبات وفي شهر رمضان وجبتين ومع ذلك تنحصر ميزانية الأسرة في هذا الشهر بأكملها على المواد الغذائية من خلال حملة شراء تتجاوز حدود المعقول والمنطق مما يؤدي في النهاية الى رمي معظمها وعدم الاستفادة منها. ربات المنازل يرين أن الازواج وراء هذه الثقافة، فيما يرى الازواج أن على ربات المنازل تغيير ثقافة الاستهلاك الرمضانية التي اعتدن عليها. يرى محمد العيسى أننا نجهل ثقافة الادخار أو الاقتصاد ونجهل ثقافة الغذاء الصحي وإعداده وأهميته، فالغالبية يظنون أنه في حالة الادخار فانهم سيتهمون بالتقصير تجاه أسرهم وأنفسهم، ولأننا لم نعتد على التحاور البناء مع كافة افراد الأسرة فيما يتعلق بمصروفاتنا، تحدث هذه المشكلة في كل عام، بالاضافة الى تأمين متطلبات العيد وهذا يستنزف من المال الكثير. وقال: ينبغي أن ندير ميزانيتنا بشكل مرتب بحيث تغطي كافة الاحتياجات الضرورية المطلوبة مع الاقتصاد في رمضان وعدم استعراض المأكولات والتفنن في طريقة اعدادها وتقديمها. وتقول فاتن العتيبي: في ثالث أيام شهر رمضان دعا زوجي 3 من اصدقائه لتناول وجبة الافطار فاستعددنا للدعوة في وقت مبكر، ورغم أن المتطلبات الغذائية للشهر لا زالت مكدسة في المنزل، إلا أن زوجي كلف نفسه بشراء مواد غذائية اضافية غير مطلوبة حتى غدت السفرة وكأنها لأربعين شخصا، ولهذا السبب تنحصر مشترياتنا في هذا الشهر على المواد الغذائية. وتقول نافلة القرزعي: أحياناً نرتاد السوبرماركت لنشتري أشياء معينة نحتاجها فاتابع المتسوقين وأقلدهم في مشترياتهم وأكلف نفسي أعباء إضافية لا نحتاجها أو لا نرغبها ولسنا الوحيدين، بل الغالبية نجد أعينهم تتجه لا إرادياً إلى مقتنيات الآخرين من الأطعمة فإذا لمح أحد الأصناف التي لم يشتر مثلها يهرول لإحضارها ولو لم يعرف استخداماتها. تغريد العبدالرحمن تؤكد أن الأفراد المبذرين لا يدركون الحكمة من مشروعية الصيام أو يتجاهلونها، فللمائدة الرمضانية المبالغ فيها أضرار كبيرة على الميزانية والصحة. وتضيف: أظن أن الهوس في زيادة المشتريات من المواد الغذائية في رمضان له أسباب نفسية حيث نظن أننا لو اقتصدنا ولم نحضر ما اعتدنا عليه من أطعمة لن نشعر بقيمة رمضان. وترى مريم العوض أن مجلدات الطبخ والبرامج التلفزيونية وكذلك معظم المواقع على الشبكة العنكبوتية يكون همها الأول والأخير عرض الحلويات والمعجنات وغيرها بطرق جذابة وعرضها بشكل ملفت للانتباه قبيل رمضان لتدعو الاسر إلى تسخير كل ميزانيتها لشراء المواد الغذائية، ونحن نشتري بلا وعي أو تفكير. وتوافقها الرأي هند القرزعي، مؤكدة أن الإعلانات التجارية في شهر رمضان تدور حول الموائد الرمضانية العامرة، وكلها توجه النداء للأسرة بالشراء دون وعي فما وقعت عليه عيونهم يشترونه ولو استنزف ذلك المرتب بالكامل. سفرة رمضان للتفاخر