يتحدث البعض عن نضوب احتياطات النفط العالمية وأن الانتاج سيصل الى ذروته وما هي الا مسألة وقت قد لا يستغرق 40 عاما في المتوسط قبل ان يتجه النفط الى النضوب، متجاهلين العوامل غير الجيولوجية المحددة لعمر النفط التي تؤثر تعظيم الاحتياطيات النفطيه مثل: وسائل التقنيه الحديثه، الاستثمارات، العوامل السياسية، الاسعار، الطلب. اذاً هل يموت النفط ونصبح فقراء خلال الثلاثة عقود القادمة؟ هل نصدق نظرية ذروة الانتاج التي ابتكرها الجيولوجي ( كنق هوبرت) في 1956؟ هل يتحول رسمه البياني المشهور «منحنى الجرس» الذي يفسر تزايد إنتاج النفط حتى يصل الى ذروته ثم يبدأ في التراجع إلى نقطة الصفر الى خط تصاعدي. لقد صدق في توقعه أن يصل إنتاج النفط في الولاياتالمتحده الى ذروته في 1970، وتوقع ان ينضب في 2050، لكن حاليا عاد النفط الامريكي الى التصاعد. وذكر (كينث ديفيس) في كتابه صفحة 135 أن هوبرت توصل إلى استنتاجه مسبقا ثم بدأ يبحث عن بيانات الخام وأساليب أخرى لدعم استنتاجه وهذا خطأ. كما توقع في كتابه 2005 بعنوان «إلى ما بعد النفط» أن تحدث الذروة في أواخر 2005 أو في الأشهر الاولى من 2006... وكان على خطأ. أما (كريغ سميث) فيقول إن «نظرية ذروة الإنتاج» ليس إلا حشواً منطقياً يفترض الواحد أنها صحيحة وعليه ان يحاول إثباتها لا رفضها. وهذا ما أكده ايضا (مايكل لينش) في 2004 بان نظرية الذروة معيبة فليس هناك ذروة وشيكة في إنتاج النفط وانما الإنتاج يحدده الطلب وكذلك الجيولوجيا، وتقلبات إلامدادات النفط نتيجة العوامل السياسية والاقتصادية، فضلا عن العمليات الفيزيائية للاستكشاف والإنتاج. وفي نفس الاتجاه أوضح (جاد معوض) ان ارتفاع أسعار النفط ينتج عنه توفر تكنولوجيات استخراج قابلة للتطبيق مما يؤدي الى زيادة حجم احتياطيات النفط المثبتة. أما ( ادلمان) الاقتصادي الشهير فيشكك في ذروة الانتاج ويعزي ذلك الى وجود الكثير من النفط، اذا ما كان المستهلكون على استعداد لدفع ثمن إنتاجه. كما ان العديد من توقعات علماء الجيولوجيا مبنية على «المورد القابل للاسترداد» الذي يقدر ب 2 تريليون برميل، لكن هناك اختلاف بين الجيولوجيين في هذا العدد. فقدرت دراسة شاملة «المسح الجيولوجي الأمريكي» في 2000 أن حوالي 3 تريليون برميل ستنتج في نهاية المطاف. كما ذكر أن كميات النفط المفروض انتاجها والمتبقيه غير معروفة. وهذا ما أكده ايضا (ليوناردو ماوجيري) بان الهيكل الجيولوجي للأرض لم يستكشف جيدا بما فيه الكفاية حتى ندعي ان اتجاه الاكتشافات التي بدأت في الستينات لن تستمر. كما أكد انه لا يستطيع أي شخص ان يدعي توفر معلومات كاملة عن انتاج النفط واتجاه الاكتشافات والجيولوجية في العالم. لذا اعترفت «إكسون موبيل» ان هناك موارد ضخمة جداً في العالم لا يمكن تقديرها بدقة، حيث قدرت حجم النفط التقليدي اليوم ما بين 8 و 6 تريليون برميل ، بالإضافة إلى 3 تريليون برميل من الحجر الزيتي. هذا لا يبدو ان العالم سينفد نفطه في أي وقت قريبا. كما تعتقد الشركة في تقريرها 2012 ان العالم استهلك فقط 45% من احتياطياته وبحلول 2040 يكون قد استهلك 50%. كما قدرت ادارة معلومات الطاقة الأمريكية حاليا انه يوجد احتياطيات نفطية مؤكدة أكثر من 1.28 تريليون برميل في العالم. واوضح تقرير بريتيش بتروليوم ( (BPالسنوى 2012، ان السعودية تمتلك اكبر ثاني احتياط نفطي في العالم قدره 265.4 مليار برميل أي ما يكفي عند مستوى الانتاج الحالي لاكثر من 72 عاما. علما ان احتياطات السعودية شبه ثابتة ما بين 1990 و 2005 ثم ارتفعت في 2006 وبقيت شبه ثابتة حتى وقتنا الحاضر. مما يؤكد ان السعودية قادرة على زيادة احتياطاتها باستخدام التكنولوجيا المتطورة في عمليات الاستكشاف والتنقيب. *عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية * عضو الجمعية المالية الأمريكية