تناقلت صحفنا يوم الخميس الماضي خبراً يقول: إن وزارة الصحة قد أغلقت مستشفى أهلياً شهيراً بمدينة الرياض بعد رصد سبع عشرة مخالفة.. لماذا الانتظار حتى الوصول إلى سبع عشرة مخالفة؟.. الخدمات الصحية يفترض أن لها خصوصية عناية تطوير وتعدّد مواقع تحتوي تعدّد التخصصات، لكن لا تستطيع وزارة الصحة أن «تشتري» خدمات طبية أو توفّر - عبر مبدأ كن فيكون - مباني متعددة المواقع لنشر الخدمات الصحية في قرى صغيرة مثلما هو مطلوب في مدن كبيرة.. لا تستطيع وزارة الصحة ذلك.. لأنها لا تعاصر مهمات تطوير وتحديث بقدر ما هي تعاصر مهمات تأسيس.. وأعرف شخصياً أن معالي الوزير في حالة حضور دائم عند ظروف أي مظاهر تقصير، لكن وهنا التوافق الطريف أنه بقدر ما يتزايد عدد السكان واتساع المساحات الجغرافية نجد أن تحريك أجهزة الدولة أو المؤسسات الوطنية ذات العلاقة بمختلف الاحتياجات سواء طبياً أو تعليمياً أو مهنياً أو علمياً أو ضرورات متطلبات مختلفة للمواطنين بعض منها مرّ به قصور مزعج، وبعض آخر ركضت به قدرات المتابعة إلى الأفضل.. هنا لن تكون مهمة وزارة الصحة بالجهد السهل، لكن لابد من حضور متنوّع يفي بالاحتياجات، حيث لا ندري كيف أهملت خدمات الصحة العامة بشكل عام قبل أعوام قصيرة.. مما جعل مهمات التحديث تمر بصعوبات المتابعة وشمولية الخدمات.. نحن دون شك أفضل من غيرنا في كثير من قطاعات التحديث والتطوير، لكن ليس من المعقول أو الموضوعية أن نحتكم في ذلك إلى مقارنات مع دول عربية تمر بما أسمته ربيعها الخاص، وهو في الواقع صيف خاص.. فلا يجب أن تتم المقارنة مع دول ليست أقل من ست أو سبع دول لم نكن قبل خمسين عاماً في مستوى المقارنة معها؛ لكنها الآن ليست بمستوى المقارنة معنا، مما يحتّم أن نلحق وفق إمكانياتنا المتميزة والمتنوعة لنكون عملياً وواقعياً ضمن المضمون الحضاري الراهن والذي هو بتنوّعاته أرقى مما هو عليه الحال في الدول العربية الأخرى.. الحقيقة المهمة هو أنه لا يجوز أن نقارن تعدّد المنجزات بطبيعة ما هي فيه من تراجع عربي، وإنما يجب أن نتابع مهمات تكامل تنوع الخدمات ومشاريع التطوير بما يفترض أن تمنحه لنا جزالة الإمكانيات وجزالة الدفع بالعديد من مشاريع جيدة لكن لا نريدها أن تسير ببطء يعرقل النتائج.. إن قدرات التنفيذ يجب أن تكون في مستوى قدرات الإمكانيات التي تبذل وبعيدة في جزالتها عن واقع الحاضر العربي، وما أطالب به من قدرات تنفيذ لا أعني به مشاريع الصحة التي تسير في اتجاه صحيح، وإنما أعني قطاعات أخرى ذات أهميات ليست بالسهلة وبالتالي فيجب أن يكون هناك حضور أداء بمستوى جزالة الدعم..