الذين يصنعون الوعي ليسوا كمن يستفيدون منه.. صنّاع الوعي هم الذين يبادرون إلى تبني منطلقات وجوده الاجتماعي والتي غالباً ما توصف بالصعبة.. مثلاً عندما تبنى الملك فيصل - رحمه الله - مسؤولية تعليم البنات كان يضع حجر الأساس لإيصال المرأة المتعلمة نحو مواقع مسؤولياتها مع اليقين بأن ذلك - أي النتيجة - لن يحدث في عهده.. المؤسس.. ليس لكلمة حكم فقط.. ولكن لمهمة توحيد أطراف مختلفة الهويات والنزاعات لكي يوجد لمسؤولية الحكم وحدة مجتمع ينطلق بها نحو ممارسة أدوار عربية ودولية، ورغم أن نتائجها كانت مبهرة في عصر الملك عبدالعزيز لكن رأى الجميع بعد ذلك كيف أصبحت أهمية المملكة تتصاعد عربياً ودولياً أكثر مما هو الحال في أي دولة عربية أخرى.. لقد أطل الملك عبدالله على مسؤولية الوعي عبر فتحه طرق الانطلاق نحوها بمهمات ليست بالسهلة أبداً.. حين قرر وبإرادة جادة أن يجعل من تجذير وجود التصنيع والتعدد الاقتصادي والكفاءة الاجتماعية العلمية دروباً لم يتركها لعتمة التشكيك أو النسيان فتصبح مجرد أفكار، ولكنه مارس التنفيذ بحيوية وجدية المسؤول العبقري القدرة وكأنه قائد مركبة ضخمة يأخذ بها مجتمعه من واقع يكتفي بوجود الثروة إلى واقع أرقى تتواجد فيه آفاق تعدد الاستفادات العلمية والصناعية والاقتصادية.. الأرقى.. المتداخلة قريباً مع أهميات إيجابيات المجتمعات المتقدمة حضارياً في عالم اليوم.. لنتابع مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام عباراته التالية: «لقد عرفتك شغوفاً بالوطن مخلصاً للعقيدة وفياً للأمة محباً للإنسانية، حريصاً على العلم وأهله، فسخرت يا سيدي ما تملك من مال وجهد ومكانة للتوفيق بين الحضارات، ونشر قيم العدل والتسامح، فعرفكم العالم قائداً ملهماً، وسياسياً حكيماً، داعياً للسلام، مبشراً بالخير، عطوفاً على الفقراء، وحريصاً على العلماء».. هذا التعبير الراقي عن ضخامة مسؤولية الحاضر التي يتحملها خادم الحرمين الشريفين يقوله سمو ولي العهد وهو لغة كل مواطن.. يقوله الرجل الإنسان.. سلطان.. قمة التواجد في ضمير كل مواطن.. حيث يدرك الجميع كيف استطاعت إنسانيته أن تحقق شمولها في كل أبعاد المجتمع.. مساندات أو مشروعات أو معاضدة مسؤوليات بناء.. الأمير سلطان الذي عرفنا فيه إيجابيات الحضور الفاعل والمؤثر في كل ما يدفع بمجتمعنا نحو الأمام الإنساني والحضاري.. لا يلتقي الملك عبدالله بولي العهد سلطان عبر رعاية عاطفة أسرية، وإنما يلتقيان عبر مهمات تحمل مسؤوليات بناءة كبرى لكي يخرج مجتمعهما من ركود عالمنا العربي وبذاءة نزاعاته إلى كل مشروعيات الاستفادة من إيجابيات قدراتنا.. طبيعية وبشرية.. هذا التبجيل الواعي من قبل سمو الأمير سلطان نجزم أنه سوف يتمازج مع مشاعر الطالب المؤهل لكفاءة جامعة الملك عبدالله، وللمواطن.. رجل الأعمال.. متدرج الوظيفة في تطوير ما يجب أن يكون بما سوف تستحدثه له المشروعات المتنوعة من مستجدات أكثر من واقع أفضل..