يعتبر الزواج حدثا مهما في حياة الفرد فهو يعمل على بناء الأسرة ومن خلاله يدخل الفرد مرحلة جديدة في بناء العلاقات العاطفية والاجتماعية الأسرية والصحية ومع دخول فصل الصيف تكثر مناسبات الزواج والأفراح فتجد الأشخاص المقبلين على الزواج والحياة الجديدة يهتمون بهذا اليوم الفارق في حياتهم، وهو اليوم الذي يمثل بالنسبة لهم الانتقال إلى حياة جديدة مملوءة بالتفاؤل والحياة، ويتخللها بعد توفيق الله إنجاب ذرية طيبة تزيد حياتهم فرحا ومسرة. وقد يفوت عليهما التفكير أن الحمل وإنجاب الأطفال قد يصاحبهما أمور لم تطرأ على بالهم ولم يتخيلوا انه من الممكن أن تحدث لهم. و بما انه من الممكن التنبؤ بهذه الأمور طبيا ومن الممكن تجنب بعضها لزم أن يقوم من يريد الزواج بالتأكد من هذه الأمور عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج. وقد أوصت جامعة الدول العربية بالفحص الطبي قبل الزواج وسنت بعض الدول العربية أنظمة لتطبيق الفحص قبل الزواج ومن ضمنها المملكة التي اشترطت الحصول على شهادة توافق بين الطرفين قبل عقد النكاح. من الناحية الطبية هناك انواع من الزيجات معرضة لحد كبير الى ظهور العديد من الامراض الوراثية حيث يتوقع إحصائيا أن يصاب طفل واحد من كل 25 طفلا بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية خلال الخمس والعشرين سنة من عمره. ويتوقع أن يصاب طفل واحد من كل 33 حالة ولادة لطفل حي بعيب خلقي شديد، كما يصاب نفس العدد بمشكلات تأخر في المهارات او تأخر عقلي، كما ان تسعة من هؤلاء المصابين بهذه الأمراض يتوفون مبكرا أو يحتاجون إلى البقاء في المستشفيات لمدة طويلة أو بشكل متكرر بما لها من تبعات مالية واجتماعية ونفسية على الأسرة وبقية المجتمع. ويلاحظ أنه بعد إدخال وزارة الصحة في عام 1425ه برنامج «فحص المقبلين على الزواج»، أن هناك وعياً كبيراً انتشر بين أفراد المجتمع من خلال طلب البعض إجراء فحوصات أخرى مثل: الأمراض النفسية والمخدرات والمسكرات، وهناك من يقوم بإجرائها في المستشفيات المتخصصة لعدم إقرارها في المستشفيات الحكومية، الأمر الذي يعكس اهتمام الأسر بمستقبل أبنائها وأحفادها. وقد كشفت احصائيات لوزارة الصحة في المملكة أنها أوقفت عبر برنامجها "فحص ما قبل الزواج" 251 زيجة بسبب إصابة أحد طرفيها بمرض الإيدز بين عامي 1429 و 1432 في جميع مناطق المملكة. وبحسب اخر التقارير المنشورة أوضحت الوزارة أنها أوقفت 62 زيجة في عام 1429، فيما تم إيقاف 60 زيجة في عام 1430 وإيقاف 63 زيجة في عام 1431، وإيقاف 66 زيجة في عام 1432. كما كشفت وزارة الصحة أنها سجلت 272 حالة مصابة بالإيدز منذ عام 1429 وحتى عام 1432، منها 59 حالة في منطقة الرياض تليها محافظة جدة ب 57 حالة، ثم العاصمة المقدسة ب 36 حالة، ومنطقة عسير ب 35 حالة، بالإضافة إلى 16 حالة بالمنطقة الشرقية، و12 حالة في محافظة الطائف و10 حالات بالقنفذة، و9 حالات بمنطقة جازان، و8 حالات بالمدينة المنورة ، وكذلك 8 حالات ببيشة، و7 حالات بالباحة، و3 حالات بالقصيم، وكذلك 3 أخرى بحائل، وحالتان في كل من الأحساء ونجران والجوف، وحالة واحدة في كل من حفر الباطن وتبوك والحدود الشمالية. ونظرا لاهمية التعريف ببرنامج الزواج الصحي في المملكة وجب توضيح بعض النقاط الهامة للمقبلين على الزواج: تعريف الفحص قبل الزواج: هو اجراء الفحص للمقبلين على الزواج لمعرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا) وبعض الأمراض العدية (الالتهاب الكبدي الفيروسي ب,ج / نقص المناعة المكتسب "الإيدز" ) وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الأخر في الزواج أو الأبناء في المستقبل وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيا. يتوقع إحصائيا أن يصاب طفل واحد من كل 25 طفلا بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات الهدف من الفحص الطبي قبل الزواج: يعتبر برنامج الزواج الصحي برنامجاً وطنياً مجتمعياً توعوياً وقائياً بهدف: 1- الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا- المنجلي) وبعض الأمراض المعدية (التهاب الكبد الوبائي ب/ج ونقص المناعة المكتسب - الإيدز). 2- التقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع. 3- تقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم. 4- تجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها. 5- رفع الحرج الذي لدى البعض في طلب هذا الفحص. 6- نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل. هل يمكن للشخص الحامل لصفة المرض الوراثي أو المصاب بأحد الأمراض الوراثية أن يتزوج وينجب أطفالاً أصحاءً ؟ نعم يمكن للشخص الحامل لصفة المرض الوراثي أو المصاب بأحد الأمراض الوراثية أن يتزوج وينجب أطفالاً أصحاءً شريطة اختيار الزوج المناسب الذي لا يحمل المرض نفسه، أما لو تزوج بطريقة عشوائية دون فحص فقد يصادف أن يكون الطرف الآخر حاملاً للمرض نفسه ومن ثم احتمال إنجاب أطفال مصابين. ما هو مضمون قرار مجلس الوزراء الخاص بالفحص قبل الزواج ؟ ينص قرار مجلس الوزراء على " .. تطبيق الضوابط الصحية للزواج على جميع السعوديين قبل الزواج . وإلزام طرفي عقد النكاح بإحضار شهادة الفحص الطبي قبل إجراء العقد، وأن يكون هذا الإجراء أحد متطلبات تدوين العقد مع ترك حرية إتمام الزواج لصاحبي العقد بصرف النظر عن نتيجة الفحص الطبي سلباً كانت أم إيجاباً وأن يُعمل به اعتباراً من تاريخ 1/1/1425 ه.." هل هناك أمراض أخرى من الممكن أن يتم الكشف عنها ليست مدرجة ضمن برنامج الفحص في المملكة العربية السعودية ؟ نعم هناك أمراض من الممكن اكتشافها إذا رغب أحد الطرفين بذلك، وبعض هذه الأمراض يتم الكشف عنها في بعض دول الخليج ومنها: 1- نوع فصيلة الدم إذا كان إيجابيا أو سلبيا ( عامل الريسس – RH-FACTOR ) والذي قد يكون سببا في حدوث تكسير خلايا دم المولود والذي يتسم باصفرار شديد وخطير أحيانا نتيجة لعدم توافق فصيلتي الشريكين. 2- مرض تكسر خلايا الدم الحمراء الناتج عن نقص إنزيم (G6PD) في كريات الدم الحمراء والذي تحمله الإناث ويصاب به المواليد الذكور عادة ويتسم بحدوث تكسر لخلايا الدم الحمراء عند أكل الفول أو تلقي بعض الأدوية. 3- بعض الأمراض ذات الوراثة متعددة العوامل كمرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم ومرض الذئبة الحمراء على سبيل المثال لا الحصر. 4- الأمراض التناسلية بخلاف مرض نقص المناعة المكتسب - الايدز. 5- الضعف الجنسي واعتلال الذكورة. 6- أمراض الصمم بأحد أو كلا الطرفين. 7- الأمراض النفسية الخطيرة كالفصام. ما هو الوقت المناسب لإجراء الفحص الطبي قبل الزواج ؟ إجراء الفحص الطبي قبل إجراء عقد النكاح كما هو متبع حاليا في كثير من الزيجات متأخر جداً وقد ينتج عنه آثار اجتماعية سلبية، وللحد من هذه الآثار الاجتماعية السلبية ينصح بأن يتم الكشف قبل او بعد الخطوبة مباشرة متى ما أمكن.